نقرأ جيداً في السطور وظلها ما يتسرب من تصريحات ومقالات إزاء الشأن الاردني من خارج البلد, ونلحظ نشاطا متزايدا على هذا الصعيد, وبالذات في (اسرائيل), وندرك تماما ان هذا وغيره مما يقال بشأن الاوضاع الداخلية الاردنية هذا الاوان لا يمكن ان يكون عاديا او عبثيا او هو بلا هدف ,وفي السياق نتابع ككل الناس تطورات الموقف في المنطقة ونربط ذلك كله بالمطامع وبالمطامح الاقليمية التي تطورت بفعل الزمن والاحداث الى مطامع هي الاخرى, ونخلص الى نتيجة واضحة وضوح الشمس وهو ان بلدنا اليوم مستهدف اكثر من اي وقت مضى , وان المطلوب هو ان ندخل في (فوضى) تستمر طويلا وتتخذ على اساسها الخيارات الاقليمية والدولية التي من شأنها تحديد مصيرنا ضمن الشرق الاوسط الجديد ولكن بعد حين مناسب تكون البلد فيه قد انهكت تماما وسادتها اجواء الفرقة والتناحر ودخلت في نفق مظلم, اي تماما كما ارادوا لدول عربية منكوبة اخرى تركوها تعيش ظروفا بائسة وتنشغل شعوبها وحكوماتها لسنوات طوال وبما يتيح الفرص كاملة لأعداء المنطقة والامة لتنفيذ مخططاتهم كاملة وضمن ظروف مريحة تماما!
بوضوح هذا ما يراد لنا ولبلدنا ,فهل ندخل النفق السيء بأنفسنا , ام نصحوا من غفلتنا ونقف صفا واحدا في مواجهة الخطر المرعب ونفوت الفرصة على سائر المتصيدين والمتربصين بنا وبالاردن الذي لا ظل لنا سواه بعد ظل الله الواحد الاحد جل في علاه!.
اليوم نحن جميعا على المحك ,معارضين وموالين على حد سواء ,ولا خيار امامنا ان اردنا ان ننجوا الا ان نتوحد اكثر في مواجهة العاصفة, وهذا بالضرورة يتطلب ان نرقى بمستوى تفكيرنا ورؤانا فوق سائر الشبهات ,وان نسمو بتفكيرنا الى فضاءات ارحب وابعد من نواقص الامور وان نجعل من الوطن باعتباره القيمة الاسمى في وجودنا دارا آمنة لنا جميعا وبلا استثناء, وان لا نسمح بغرق المركب لا قدر الله مهما بلغ العتب او حتى الغضب منا مبلغه وبفعل اي ذريعة كانت!!
الاقليم اليوم تجري اعادة ترتيبه من جديد على ايدي القوى ذاتها وبما يخدم مصالحها وحدها ,ومن هان أمره وصار (هشا ) في بنائه واحواله , صار مطلبا مهما في سياق اعادة الترتيب هذه ,ولا يتصورن احد ان ذلك سيكون في صالح احد غير اعداء العرب والمسلمين بعامة , ومن اثبت جدارة في تصديه عبر التوحد والارتفاع المتسامي فوق كل الاحقاد والنيات السيئة الآنية وما شابه من امراض قاتلة هو وحده القادر على التصدي والتحدي والصمود !
ايا كانت الاخطاء والملاحظات والتطلعات المشروعة هذا الاوان , فان وزنها يبقى متواضعا امام حجم التحدي الذي يتهدد المنطقة برمتها ونحن جزء رئيس فيها , وليس امامنا من سبيل الا ان نبعد النظر في الآفاق المتلبدة من حولنا وان نصون وحدتنا الوطنية ونعظم التفافنا حول بلدنا كي نتقي شرورا آتية لا محالة شئنا ام أبينا, اما ان يستمر الجدل الداخلي يبننا حول امور محلية محضة مهما ارتفع شانها , فان ذلك يعني اننا انما نهيء الظروف للمخاطر كي تنال منا وتضعنا وبلدنا في مهب الريح , ولست اخال اردنيا واحدا عاقلا راشدا يمكن ان يقبل بذلك , وان وجد , فنسأل (الله) ان يعجل به قبل ان يرى نتيجة سوء افعاله !.