طرح الأمريكيون سؤالاً في المرحلة السابقة يتعلق بوضعهم شعبيا في العالمين العربي والاسلامي، وتساؤلوا:لماذا يكرهوننا؟ولعل ذلك يمثل قمة الغباء السياسي،إذ كيف يعقل أن يصدر مثل هذا السؤال عن الأمريكيين الذين لا تخفى عليهم وعنهم أي خافية في "الشرق الأوسط الكبير"؟ فسفاراتهم وسفراؤهم هم الحاكمون بأمر واشنطن والفتات من مساعداتها التي تقدمها للدول العربية مقابل خدمات جمة، علما أن اسرائيل تمثل بالنسبة لأمريكا "قرادة الخيل" وتمص الدم الأمريكي مصّاً دون أن تقدم شيئا!
لذلك أقول إن الأمريكيين كان يجب أن يتساءلوا: لماذا لا يكرهوننا؟ ذلك أن المصائب الأمريكية لم ينقطع انهمارها عن العرب والمسلمين على الأقل، منذ تبني أمريكا لإسرائيل، ناهيك عن احتلال أفغانستان وأمريكا وارتكاب كل موبقات العصر الحجري ضدنا، علما أننا كنا نأمل من الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون ميزان عدل في العالم وليس "محراك شر"، ولا أكشف سرا، أن معظم، إن لم يكن جل الشباب العربي كان يرغب بالدراسة في أمريكا -وأنا منهم-وأن ينهل من علمها ويستفيد من تجربتها في التعددية.
وأنا بدوري، أتساءل -على ضوء الاساءات اليهودية للاسلام والمسلمين- لماذا لا يزدروننا؟ وأعني بذلك يهود، وليس الغرب، لأن رسام الكاريكاتور الدنماركي والقبطي المرتد عن عروبته ودار النشر الفرنسية المغمورة والتافه الهندي المغمور سلمان رشدي، ليسوا إلا أدوات في أيدي يهود.
وعليه فلن أحمل الغرب المسيحي تبعات هذه الاساءات، قدر ما يجب تحميلها ليهود الذين لا يحترمون حتى أنبياءهم، ولذلك نراهم يكيلون التهم لكافة أنبياء بني اسرائيل أن فيهم "الزاني واللوطي " وحتى نسبوا الى بعضهم زنا المحارم، نزههم الله عن كل سوء فهم أنبياؤه ورسله الذين نؤمن بهم وبما نزل من الحكمة معهم.
وليس أدل على ذلك من هجومهم على السيد المسيح وأمه البتول عليهما السلام، ومعروف ما هي التهم التي تشاع بحقهما، علما أن القرآن الكريم، وهو كلام الله عز وجل يبجل وينزه ويقدر السيد المسيح وأمه الطاهرة العذراء ويصفها بأنها أطهر امرأة على وجه الأرض.
سؤالي عن يهود: لماذا لا يزدروننا ؟ ونحن الذين جعلنا ديننا الحنيف شكليا وألغينا سنام الاسلام وهو الجهاد، وفي قمة دكار الاسلامية رسميا؟ كما أننا صالحنا اسرائيل، وكأنها لم تحتل مقدساتنا وفلسطين بكاملها و"أراضي عربية أخرى"! وارتكبت من الجرائم ما لم ترتكبه النازية؟
لماذا لا يزدروننا ونحن الذين طبعنا مع اسرائيل سياسيا واقتصاديا وتجاريا بل وأصبح البعض شريكا أساسيا لاسرائيل.
أو بعد كل ما فعلناه بأنفسنا لصالح اسرائيل نجد من يسأل: لماذا يزدروننا؟