عمون - فقرات ملهمة تعنى بإدارة الفرد لحياته وتقدم أفكار جديدة للشباب وتؤكد على قيم إيجابية، تخللها فقرات فنية هو ما تضمنه عرض مسرح الفكر الجديد الثامن الذي أقيم مؤخرا في قصر الثقافة بحضور وصل عدده الى حوالي 3000 منهم 1200 شاب من شباب المحافظات.

تغيير في شكل العرض وطريقة تقديم الفقرات كان واضحا هذه المرة، حيث تم تقصير مدة الفقرة الواحدة بهدف تقديم عدد أكبر من الفقرات.

مؤسس مسرح الفكر الجديد والناشط الاجتماعي ماهر قدورة بين أنه تم الاتجاه إلى البساطة هذه المرة في العرض وتقديم أفكار متنوعة بطريقة ممتعة تعطي فكرة جيدة عن المواضيع المنتقاة، وتمكن المهتم بها البحث عن تفاصيلها إن أراد. ووضح سبب بيع 500 تذكرة هذه المرة، والذي جاء بهدف إيجاد نوع من الاستدامة للعرض وتغطية نفقاته المختلفة.

العرض بدأ بأغنية قدمها الفنان الضيف السوري شادي علي الذي رحب بالجمهور من خلال "طلوا حبابنا"، ليقدم نبيل ترزي، الذي ترك عمله في مجال التكنولوجيا وبدأ رحلته في استكشاف الأردن التي اكتملت بتأسيس شركته التي تدير نزل فينان البيئي، فقرة تبين تنوع الكنوز الطبيعية والبيئية في الأردن وأهمية زيارتها ومعايشة الزائرين لأنماط الحياة المختلفة التي تتميز بها كل منطقة، والاشتراك مع ساكني هذه المناطق في حياتهم اليومية وتفاصيلها.

الشباب كانوا على موعد أيضا مع المدير العام لمركز المعرفة التفاعلي وعضو مؤسس في أكاديمية ابن رشد الوطنية، فؤاد مجدلاوي الذي تحدث عن أهمية معرفة لغتنا الأم واستخدامها، مستشهدا بدراسات وبحوث عالمية بينت أنه حتى يطور الطفل لغة ثانية له يجب أن يكون تعليمه في الست إلى ثماني سنوات الأولى باللغة الأم.

وتحفيزا للشباب للخروج بمبادرات شبابية وتنفيذها جاءت فقرة لمحمد يونس أحد مؤسسي مبادرة "شارك" التي تجمع المؤسسات والمبادرات المعنية بالتنمية المجتمعية تحت سقف واحد. وتحدث محمد عن كرهه للسلبية التي تنتشر في بعض الأحيان بين الشباب واللامبالاة التي تدفعهم تدفعهم للقول "وأنا مالي" بخصوص أمور حياتية كثيرة.

فاصل موسيقي مليء بالشجن قدمه الموسيقي يعرب اسميرات على آلة الكمان، وهو عضو في فرقة راز التي يقودها الموسيقي عزيز مرقة والتي تصاحب العرض بشكل حي، ليمتع اسميرات الناس بتقاسيمه وعزفه.

رشا بقاعي، وهي شابة أردنية طموحة لديها شغف بالتسويق والإعلام والريادة الاجتماعية كان لها الفقرة التالية، وتحدثت فيها عن تجربتها مع برنامج "قادة المجتمع" الذي نظمته إنجاز، واجتمع فيه 20 شاب من مختلف المحافظات مع 20 مدير تنفيذي للتناقش في أمور كثيرة وليتمكن الشباب من تطوير أفكارهم ومشاريعهم، وتحدثت أيضا عن أهمية التنوع بين الأفراد.

موضوع تصميم التفكير، هو ما تناوله ليث القاسم المتخصص في الهندسة وإدارة الأعمال والخبير في تطوير الشركات. وبين ليث من خلال أمثلة عديدة أن إيجاد حل لأي مشكلة يبدأ بتحديد المشكلة بحد ذاتها في البداية ومن ثم السعي نحو إيجاد حل لها.

الفنان والموسيقي الأردني ومخترع آلة الشلمونة حسن ميناوي كان ضيف الفقرة، وقدم ميناوي الشاب محمد الطراونة الذي ألهمه لصناعة آلة الشلمونة، وعزف الطراونة على الشلمونة ليعزف بعدها ميناوي ويدهش الجمهور.

تفاعل الجمهور لم يهدأ خلال العرض الذي جاء بدعم رئيسي من شركة أمنية ومركز الشامي للعيون وقناة رؤيا وبنك الاتحاد، وبشراكة مع جيران وشركة بداية للاستشارات الإعلامية والاتصالات المؤسسية وإذاعة أيام إف إم وإذاعة Play وBehind the scenes eventology وDV8 Digital Marketing وMaestro Entertainment وAl Noor Printing وTradeMark، واتسم بتنوع فقراته وصفق مرار وتفاعل بأشكال مختلفة مع مقدمي الفقرات.

الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنجاز التي تعمل على تهيئة الشباب الأردني ليصبحوا أفراد فاعلين في المجتمع، ديمة بيبي كانت المتحدثة التالية والتي حاورها قدروة وسألها عن كيفية تحقيقها للتوزان ما بين حياتها العملية وحياتها الشخصية والأسرية. بيبي قالت أن الأمر ليس بهذه السهولة إلا أنها دائما تبحث عن نقاط توزان في حياتها.

مشاركة خفيفة الظل كانت للكاتب المتمرد حسن الحلبي الذي دعا الشباب للإيجابية وتحقيق الأحلام من خلال شعر من اللغة العربية مخلوطا بالإنجليزية حيث قال: Wake up وخلي مخك Open ، صحصح وBe Careful ولا تجوبن ، ابدع وانجز وFly ..".

الفقرة التالية كانت للمبرمج والمخرج السينمائي والمصمم الإلكتروني حازم بيطار الذي أسس المختبر
والنادي التكنولوجي "قطب 13". البيطار دخل إلى المسرح وكأنه جيمس بوند، وبين من خلال فيديو كيف يمكن لأي شخص مهتم، وليس بالضرورة مختص، تسخير التكنولوجيا وصناعة إلكترونيات قد تغير من مسار كثير من الأمور.

حسام فاخوري كان المشارك التالي، والذي سأل الجمهور "شو هي مرايتكم؟". حسام يرفض "المرايات" السلبية التي تقيد الانسان في حياته مثل مصطلحات تصبح قوانين مجتمعية مثل "لازم ومش لازم" "وكل على زؤك والبس على زؤ الناس"، ليحث كل فرد على الإيمان بكونه شخص مميز يشبه نفسه فقط، والبحث عن مرآته الخاصة والحقيقية.

إحدى المواهب الأردنية التي شاركت في العرض كانت "لوسين" التي غنت بصوتها الدافىء "على شو" لجوليا بطرس وأطربت الجمهور بأدائها.

العرض تطرق أيضا لقضية النفايات المتزايدة في مدينة عمان، ليقدم راشد النسعة فقرة "ريجيم زبالة"، وقال فيها أن العمانيين يطرحون في اليوم 4600 طن زبالة في اليوم الواحد، وهو رقم يغطي منطقة العبدلي مثلا بارتفاع متر. واقترح النسعة تنفيذ عدد من الأمور التي من شأنها تقليل النفايات بأنواعها.

"مسرح تحت التأسيس" الذي يتكون من شبان اجتمعوا على حب المسرح وبدأوا بمشوارهم قدموا فقرة سلطت الضوء على أهمية الفن والتمسك به واستعرضت واقع الفنان الذي قد لا يحمل "أجرة مواصلات" للوصول الى مكان ما، فضلا عن أمور أخرى.

نور خريس كان آخر المشاركين في العرض، وهو رائد أعمال ومؤسس ومدير تنفيذي لشركة "ميس الورد" أول شركة تطوير ألعاب الهواتف المحمولة في الشراق الأوسط.

نور تحدث عن أهمية تقديم الثقة بالآخر مما يحفزه للإنتاج وتحمل المسؤولية واختيار ما يناسبه في الحياة وأسمى هذا الأمر "لعبة الثقة". وضرب مثالا على الشاب عامر الذي تخرج من التوجيهي بمعدل 57% وبدأ يعمل بحمل شوالات السكر، إلا أنه كان موهوب بالرسم، واستطاع أن يكمل دراسته ويتفوق فيها لأنه أعطي الثقة.