"بطالة نضالية" عباس زكي يزجي الوقت في مؤتمر طبي لهشاشة العظم في البحر الميت ..!!
عودة عودة
بعد أشهر من توقيع " إتفاق أوسلو " العام 2003 بين منظمة التحرير الفلسطينية و العدو الإسرائيلي إلتقى إسحاق رابين رئيس الوزراء الأسبق مُوقع الإتفاق عن الجانب الإسرائيلي مع مناحين بيجين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق في إحدى المناسبات الإجتماعية فسأل رابين بيجين عن رأيه في إتفاق أوسلو الذي هو من منجزاته و بإبتسامة مع هز الرأس كانت تعني أنه غير موفق , و سرد بيجين لرابين حكاية جرت بينه و بين الرئيس أنور السادات فقال : إلتقيت بالرئيس السادات في مدينة السويس بعد أكثر من عام من توقيع المعاهدة الإسرائيلية المصرية و أثناء الحديث بيننا عرض علي السادات أن تعطي إسرائيل الفلسطينيين حكماً ذاتياً في الضفة الغربية و قطاع غزة و كما جرى الإتفاق عليه في إتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية نفسها .. و أخبرني السادات أيضاً أن ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية موافق على ذلك , و على عجل و دون مواربة قال بيجن للسادات عند العرب مثل يقول : " هل تضع الحية في عبك ؟! "
و ضحك السادات ضحكته المجلجلة المعروفة لأي أمر يعجبه أو لا يعجبه و يضيف بيجن لرابين : " أنت يا اسحاق وضعت الحية في عبك " .. فرد عليه رابين فوراً : " نعم , أنا وضعت الحية الفلسطينية في عبي لكني سأبقى ممسكاً بخناقها حتى تفقد قوتها و تموت .. !! "
و كما يبدو فنبؤة إسحاق رابين قد تحققت بعد 18 عاماً من دخول منظمة التحرير الفلسطينية لقطاع غزة و الضفة الغربية و ضمن اتفاق أوسلو العام 1993 .
قبل أيام فوجئنا معشر الصحفيين في مؤتمر صحفي عُقد هنا في عمان و في أحد الفنادق الكبرى تحدث فيه المنظمون عن فعاليات " مؤتمر دولي لهشاشة العظم " ( عُقد و انتهى ) على مدار أربعة أيام في أحد الفنادق الكبرى في البحر الميت ... فوجئنا و من المنظمين بأن عباس زكي عضو اللجنة المرمزية لحركة " فتح " سيشارك في المؤتمر الى جانب وزير الصحة الأردني الدكتور عبد اللطيف وريكات و وزير الصحة الفلسطيني الدكتور هاني عابدين و عدد كبير من المشاركين من داخل الأردن و خارجه يزيد عن خمسمائة طبيب و من جميع أنحاء العالم .
أعرف كمتابع للشؤون الفلسطينية في صحيفة " الرأي " و لسنوات طوال أن السيد عباس زكي " أبو مشعل " كان من
" الرؤوس الحامية " في حركة فتح و منظمة التحرير الفلسطينية و كان ذات يوم أميناً للسر لإنتفاضة 1987 وعندما أعلن أكثر من زعيم إسرائيلي و منهم إسحاق رابين و شمعون بيرس و شارون و غيرهم بأنهم عاجزون عن كبح جماحها بعد أن إلتف الشعب الفلسطيني و الشعوب العربية و شعوب العالم حولها و إستمرارها .. و حتى النصر ..!!
أنا حزين جداً لأن نبؤة رابين قد تحققت فالحية الفلسطينية و كما يبدو فقدت قوتها , و ها هي ثورة 1965 طويت كما طويت ثورة 1936 , فهاهي قيادات فلسطينية عتيدة تتنزه على شاليهات البحر الميت و تنام و تأكل و تسبح في فنادق خمسة نجوم على شاطئ و شواطئ و مقاهي و فنادق أخرى في بيروت و باريس و لندن و اسطنبول و عمان و القاهرة و كازبلانكا أيضاً و غيرها من العواصم العربية و العالمية .. إنها " البطالة النضالية " أليس كذلك .. عظم الله أجركم ..!!