عمون - كتب مأمون أبو نوار - دعت قطر بتدخل عسكري عربي لحل الازمة السورية كما طالبت فرنسا بمناطق امنه وعازلة وحظر الجوي على بعض المناطق في سوريا. ولإنشاء مثل هذه المناطق لابد من تدخل عسكري خارجي حيث ان معظم هذه المناطق ستكون ضمن مديات اسلحة جيش النظام وصواريخ السام السورية.

لذلك لابد من تدمير منظومة الدفاع الجوي السورية والمواقع العسكرية الاخرى والعمل على مدار الساعة لتحقيق السيطرة الجوية المطلقة فوق سوريا . عندها نستطيع ان نتحدث عن انشاء هذه المناطق . لكن المهم ماذا بعد ذلك هل سنرى تدخل برى. لقد استمرت عمليات الحظر الجوي فوق العراق عدة سنوات ولم تستطع اسقاط النظام الا عندما تم اجتياح واحتلال العراق.

ولإضفاء الشرعية على هذا التدخل يمكن استخدام المادة السابعة الحاجة الإنسانية – حماية المواطنينresponsibility to protect )) لحماية الشعب السوري والذهاب الى الجمعية العامة للأمم المتحدة وليس مجلس الامن لتجنب الفيتو المزدوج وكما حصل مع الحالة الكورية. هذا التدخل ليس بالأمر السهل ومن الصعب تطبيقه ويعنى ربما حرب اقليميه.

اذا كان الخيار المطروح التدخل العسكري الكامل وحملات جويه لا سقاط النظام وفرض السلام بالقوة فانه يحتاج الى حوالى 350 الف جندي والى جهد جوى بحدود 40 الف طلعة جويه . ومناطق حشد للقوات. تركيا لن توافق لاستخدام اراضيها وانما سوف يقتصر دورها بتزويد الاستخبارات ودعم لوجستي ادارى . كذلك العراق ولبنان لن تسمح باستخدام اراضيها لمثل هذه العمليات ولن تشارك في هذا التدخل.

يبقى الاردن المرشح الوحيد لعمليات حشد هذه القوات قبل بدء العمليات . هل سنرى ضربه وقائية من قبل النظام على مناطق الحشد بالأردن بالصواريخ والدول المشاركة في هذه العملية . ام سوف يقوم بالتهديد باستخدام الأسلحة الكيمياوية كسلاح ردع لأى تدخل عسكري وقد سبق ان هدد باستخدامه وحرق المنطقة كلها. من المفضل ان لا يوافق الاردن باستخدام اراضيه على ان يكون منطقة حشد لهذه القوات أو المشاركة في هذه القوة الا من خلال مظلة دولية عربيه في حفظ السلام والامن.

هذا التدخل يحتاج الى حوالى 400 طائرة مقاتله وطائرات تشويش وطائرات الانذار المبكر اواكس للقيام بحملات جويه لمدة شهرين الى ثلاثة لتدمير حوالى خمسمائة هدف عسكري اللازم تحقيقها قبل بدء الهجوم البرى خطة العمليات الجوية ستكون مبنيه على معالجة قيادة الدولة مركز الثقل لتحقيق الشلل الاستراتيجي التام

ضرب نظام الدولة قيادتها ومراكز رئاستها والقصور وتدمير اجهزة المخابرات وقيادات الحرس الجمهوري وقيادات الجيش ومراكز حزب البعث والقيادة والسيطرة والاتصالات الهدف منها عزل القيادة عن هذه المراكز الهامة التي تدير الحرب ومن ثم العمل على تدمير مواقع القوات الميدانية في المسرح السوري .

الخطة البريه ربما تكون مبنيه على السيطرة السريعة وكثافة نيران عالية واندفاع سريع نحو مراكز الثقل والمدن الرئيسية مع تجنب دخول المدن لمعالجتها لاحقا وخاصة مدنية دمشق للعمل على احاطتها وعزلها مع التركيز على تنفيذ ضربات جويه شديدة وزيادة عدد الطلعات الجوية وخاصة ضد الحرس الجمهوري حتى ينهار الدفاع كليا".

لا يمكن ان يحدث ذلك الا من خلال سيادة جويه مطلقه فوق سوريا لحماية هذه القوات اضافة الى مرافقة الطائرات العامودية لهذا الهجوم مع القوات البريه و استخبارات عالية اعنى صورة كاملة عما سيواجهون في الامام. يستحق الذكر هنا ان لعب الحرب اثبتت ان خسائر المهاجم في الاماكن المفتوحة حوالى 10% وفى الاماكن المبنية 40%-60% .

الخيار الثاني تحقيق سيادة جويه مطلقه فوق سوريا مع دعم عمليات الثوار واسنادهم بطلعات جويه وتزويد الثوار بالأسلحة المتنوعة اهمها صواريخ ومدافع مقاومة الطائرات والاسلحة الثقيلة مع الدعم الاستخباري والتدريب والدعم المالي واجهزة الاتصال المتقدمة التي سوف يكون لها تأثير كبيير في قلب موازين القوى وخاصة عندما تكون هذه الطلعات منسقه مع المعارضة المسلحة.

القوة الجوية قوة مدمرة ومن الصعب ان تكسب اى دولة الحرب يكون في مقابلها طرف اخر يمتلك سيادة جوية مطلقة ولذلك سوف نرى تغير على الارض وخاصة ان الاستراتيجية المتبعة من النظام قد فشلت بإخماد الثورة او اعادة السيطرة على كامل البلاد.

مرة اخرى مثل هذا التدخل من المحتمل ان يؤدى الى نزاع اقليمي ولا يوجد لدى الدول العربية خبره كافيه للقيام بهذا الجهد العسكري الذى يحتاج الى قدرات عسكريه فائقة وعمليات تنسيق وتدريب مكثف وقيادة مركزيه موحدة . هنالك عدم توافق بين الدول العربية لمثل هذا التوجه ولذلك فهي مهمة صعبة التحقيق.



مأمون أبونوار

الكاتب لواء طيار متقاعد