مسؤولون لايقرأون ولايكتبون!!
ماهر ابو طير
28-09-2012 03:48 AM
هناك موضة جديدة في البلد،باتت سائدة خلال السنين الاخيرة.الاعلام والصحافة ينقلان المعلومات والحقائق،سواء عبر الشاشات او الاذاعات اوالصحف اوالاعلام الاكتروني،والمسؤولون لايسمعون ولايتنازلون للتعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات.
سابقاً كانت وسائل الاعلام اذ تنشر معلومة او مظلمة،تسارع الجهات المختصة للتعامل مع هذه المعلومات،والتفاعل معها،فيما هذه الايام بات المسؤولون بشكل عام لايتوقفون عند اي معلومة،باعتبار ان الكلام بات كثيراً ولايمكن ملاحقة اي معلومة او قصة.
هذا تعبير شديد عما آلت اليه المؤسسات العامة،فالمسؤول الاول جالس في مؤسسته او وزارته وقلق على موقعه،ومن حوله وحواليه يحسدونه،وبقية موظفيه يفكرون باضراب لزيادة رواتبهم،ولايهز المسؤول اليوم،سوى خبر شخصي يمسه او يمس افراد عائلته،وهو نمط غير مقبول طبعا،لكنه يؤشرعلى تعام ٍ مقصود عن بقية الاخبار والمعلومات التي تمس عموم الناس.
مشاكل كثيرة اثارها الاعلام،واقع القرى المنسية،وضع المساجد،واقع التعليم،الحريات،وغير ذلك من مشاكل،ومعها المشاكل الفردية او الاقل اهمية،ونكتشف ببساطة ان «التطنيش» سيد الموقف،وكأن المسؤول من درجات مختلفة،أميّ لا يقرأ ولا يكتب،او انه يعتبر دور الاعلام تسويد الورق وتحبيره،واصدارعدد لاستهلاكه لاحقاً بفرشه لبسط المائدة عليه عند بعض الناس.
أليس غريباً ان يحتد المسؤول اذا تم الحديث عن ربطة عنقه،او عن قصة شعر ابنه،ولا يحتد حين تفتح وسيلة الاعلام ملفاً عن الفساد،او السرقة،او انقطاع المياه او ترهل مؤسسته.هل هو الشعور بالفوقية لدى المسؤول،ام ظنه بدونية الاعلام ودوره؟!.
لو أجرت احدى المؤسسات المختصة دراسة عن تأثير الاعلام على القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الاردن،لوصلوا الى نتيجة تقول ان هذا التأثير يتراجع،ليس لضعف الاعلام،بل لان شعار المسؤولين يقول»دعهم يحكون ويتكلمون».. فلا احد يسأل.
لو كانت المؤسسات العامة تحترم الاعلام حقا،لتشكلت وحدة متابعة في كل مؤسسة،لرصد ما تتم كتابته،غير طلة الوزير البهية،ولتمت متابعة هذه القضايا،والوقوف عندها،بدلا من التعامل معها على اساس «حط في الخرج» باعتبار ان الناس ستنسى سريعا.
المقصود من هذه الظاهرة إضعاف الاعلام كسلطة رقابية،عبر تحويله الى منبر للنواح والشكوى والصراخ والصوت العالي والتنفيس،دون ان يتوقف احد عند المضامين،وهذا دور وظيفي على الاعلام ان يتنبه الى خطورته،وعليه ان لايسمح لاحد بقلب دور الاعلام من التأثير والتغيير وكشف الحقائق،الى دور وظيفي لتنفيس كبت المكبوتين.
المسؤول الذي يحترم نفسه ووظيفته لايترك فاصلة دون ان ُيّعلق عليها،ويتدخل فيها،لانصاف الناس،فرادى او جماعات،والاعلام الذي يحترم نفسه لايقبل ان يكون مجرد طابع استدعاءات على باب المحكمة،ينقل المظلمة او المعلومة ويتركها لكرم المسؤول.
من الغائب والمُغمى عليه في هذا المشهد،الاعلام ام الرسميون من مختلف الدرجات؟!الجواب واضح كالشمس،فغيبوبة معظم الرسميين لم تعد تخفى على احد في هذا البلد؟!.
الدستور