يوم السياحة العالمي 2012 .. بفلم : عوني ناصر قعوار
27-09-2012 11:47 PM
تطلق منظمة السياحة العالمية التابعة لمنظمة الامم المتحدة احتفالها بيوم السياحة العالمي الذي يصادف في السابع والعشرين من أيلول الحالي والذي اعتادت على الاحتفال به منذ عام 1980 بهدف توعية المجتمعات بأهمية السياحة ودورها الفعال في مختلف انواع التنمية سواء الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والدينية
والبيئية، حيث تقوم برفع شعار يسلط الضوء على أهم الموضوعات التي تشغل العالم، وفي هذا العام سيتم الاحتفال تحت شعار(السياحة والطاقة المتجددة محرك للتنمية المستدامة)، وسيقام في مدينة ماسبالوماس الأسبانية.
وعند النظر بتمعن للشعار نجد ان هناك علاقة قوية بين كل من السياحة والطاقة المتجددة من جهة وبالتنمية المستدامة من جهة اخرى. فيما يخص الطاقة المتجددة أو الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة المياه وطاقة الرياح، فقد أصبحت اهم المواضيع التي تعقد من اجل مناقشتها المؤتمرات سواء التي تنظمها الامم المتحدة او المنظمات الاقليمية والدولية المعنية، ومن الامثلة على ذلك المؤتمر الذي نظمته الامم المتحدة والتي دعت خلاله حكومات العالم اجمع إلى دراسة خصائص وميزات اللجوء إلى مصادر الطاقة المتجددة، كذلك المؤتمر العربي للطاقة المتجددة الذي انعقد في عمان في العام الماضي والمؤتمر الثالث لتعاون الطاقة الذي عقد في عمان مؤخرا في ايلول بين الصين والدول العربية
والذي اتفق فيه الجانبان على اقامة آلية تعاون في مجال الطاقة ابرزها الطاقة المتجددة، فالاهتمام بالطاقة المتجددة في الاونة الاخيرة لم يأت من فراغ بل لان هذه الطاقة تعتبر المنقذ للكون بما فيه من احياء بشرية ونباتية وحيوانية على اختلافها، فما الاحتباس الحراري والتغيرات البيئية السلبية، وانبعاث الغازات الناتج عن احتراق النفط او الوقود النووي كذلك الامطار الحامضية التي تعاني منها الدول الصناعية كل ذلك وما يترتب عليه من آثار سلبية على الكائنات الحية وطبقة الغلاف الجوي لم يكن الاّ نتيجة بديهية لاستخدام مصادر الطاقة غير المتجددة، ناهيك عن ان اهم مصدر من مصادر هذه الطاقة وهو النفط قد شارفت كمياته على النفاد.
وفي ظل زيادة الخطورة من استخدام مصادر الطاقة غير المتجددة في الوقت الذي تزداد فيه كلفة هذه المصادر ومع ازدياد الحاجة للطاقة كان لا بد من ان يسعى الجميع الى الدعوة لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة لحماية البيئة والحياة البشرية من جهة، ولتخفيض كلفة الانتاج من جهة اخرى، خاصة في ظل الازمة الاقتصادية التي تعاني منها دول العالم.
وبما أن قطاع السياحة محرك رئيس وله دور فعّال في الكثير من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فقد اخذ ايضاً دور الريادة في مجال المحافظة على البيئة عن طريق ما يسمى السياحة البيئية والتي يتم فيها تشجيع السياح على المحافظة على البيئة بطرق مختلفة منها الترويج لزيارة المناطق التي تكون صديقة للبيئة بمعنى التي اندرجت ضمن انشطة صديقة للبيئة فنجد الكثير من الفنادق في العديد من الدول انتهجت هذا النهج وأطلقت حملات ترويج لها تحت هذا المسمى، كذلك قامت الكثير من الدول باتباع سياسات التحفيز وذلك بتشجيع السياح على شراء المشتريات الخضراء (أو الصديقة للبيئة) والتي تعني جميع المواد والادوات التي يتم تصنيعها يدويا او عن طريق اعادة استخدام مواد مصنعة مسبقا او مواد طبيعية بطريقة تحافظ على البيئة ( كالصابون اليدوي، اوراق اعادة الاستعمال وغيرها) وبالتالي تحفيز الأسواق على تقديم تقنيات نظيفة باستمرار، بالاضافة الى تشجيع استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة، والحد من استهلاك الماء والكهرباء في الاماكن التي يرتادها السياح ونشر الوعي بأهمية المصادر الطبيعية وأهمية المحافظة على البيئة.
وتماشيا مع زيادة الوعي في الاردن بأهمية البيئة قامت الحكومة الأردنية بالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بإنشاء العديد من المحميات خلال السنوات العشر الأخيرة مثل محميات ضانا ووادي الموجب ووادي رم والشومري
وعجلون والأزرق، كما ان وزارة البيئة تعمل على إصدار التشريعات اللازمة للحفاظ على التوازن البيئي ومكافحة استنزاف الموارد الطبيعية والمحافظة على الثروة الحيوانية النادرة وخلق وعي بيئي في المجتمعات المحلية، كما قامت وزارة السياحة باستحداث مسارات ( ممرات) بيئية ليتم استخدامها من قبل السياح في بعض المناطق التي يرتادونها للتمتع بمشاهدة الطبيعة ومراقبة الطيور خلال السياحة البيئة مثل عجلون هذه المسارات من شأنها المحافظة على البيئة، كذلك تشجيع المنتوجات الطبيعية والاعمال الحرفية اليدوية.
اما علاقة الطاقة المتجددة والسياحة في التنمية المستدامة فهي حلقة متصلة ولا يمكن فصلها، فعند استخدام الطاقة المتجددة فهذا يزيد من فرصة حصول المجتمعات المختلفة خاصة النامية على حاجاتها من الطاقة، وبالتالي تزداد فرص الاستثمار فيها الامر الذي يؤدي الى خلق فرص عمل جديدة والحد من استفحال البطالة فيها، وبالتالي تحسين مستوى المعيشة ومستوى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وجوانب الحياة المختلفة.
وفي هذا السياق فقد صرح د. طالب الرفاعي امين عام منظمة السياحة العالمية « حيث اننا نحتفل في يوم السياحة العالمي 2012، فإنني ادعو وكلاء السياحة
والحكومات والشركات المختلفة والسياح انفسهم في القيام بدورهم للوصول الى هدف منظمة الامم المتحدة في 2030 وهو الطاقة المتجددة للجميع وفي وضع السياحة في مركز اقتصاديات الطاقة النظيفة للمستقبل»
وسيكون الاحتفال في الاردن بيوم السياحة العالمي 2012 بفتح المواقع الاثرية مجانا ولمدة يومين 27و28 ايلول امام العرب والاجانب المقيمين والذي اقرته وزارة السياحة والاثار ايماناً بالدور المحوري الذي يلعبه قطاع السياحة في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.
الراي.