" بإستثناء القدس " .. واشنطن قد تعطي إسرائيل كل شيء تطلبه .!!
عودة عودة
27-09-2012 05:29 PM
على الرغم من مرور عشرات السنين على إعلان إسرائيل بأن القدس هي عاصمة لإسرائيل.. إلا أن أي دولة في العالم وفي المقدمة الولايات المتحدة و الإتحاد السوفيتي عندما كان سوفيتياً وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين واليابان وجميع الدول العربية و الإسلامية وغيرها من دول العالم... لم «تفُرح» إسرائيل و لو " لحظة واحدة " بهذا الإعتراف رغم وعود كثيرة من الدول لها (خاصة الولايات المتحدة) و آخرها قبل أيام وعد من باراك أوباما و ميت رومني بنقل سفارتها من تل أبيب الى القدس لكن هاهي تمر عشرات السنين دون أن تقوم أي دولة في العالم (بإستثناء دولة جنوب السودان) بالإعتراف بأن القدس هي عاصمة إسرائيل وهذا يعني أن إسرائيل بلا «عاصمة مستقرة» وبلا حدود رسمية وبلا دستور ولم يعترف بها صاحب الأرض والحق «الشعب العربي الفلسطيني».
و المتابع للأخبار و لنشرات الأحوال الجوية و الصحف حتى المحطات الإذاعية والتلفزيونية العالمية نراها لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل والمتابع لنشرات الأحوال الجوية تشير الى تل أبيب متجاهلة تماماً القدس عن ذكرها الحالة الجوية في منطقة الشرق الأوسط.
مؤخراً أكد الفاتيكان بأن موقفه من القدس لم و لن يتغير ولا تنازلات بالنسبة لوضع ممتلكات الكنيسة الكاثوليكية بالقدس وأن أي تعدٍ عليها هو إنتهاك للقانون الدولي , كما رفض الفاتيكان وجود أي إتفاق بينه وبين إسرائيل بضم القدس الشرقية المحتلة الى إسرائيل.
و مؤخراً أيضاً .. خاضت صحيفة «الغارديان» كبرى الصحف البريطانية اليومية معركة ضارية مع اللوبي الصهيوني في بريطانيا، وفي مقدمة المحاربين الأشداء في هذه المعركة من الجانب الصهيوني في بريطانيا صحيفة « الجويش كرونيكال» الأسبوعية والناطقة بإسم غالبية اليهود في بريطانيا إضافة الى محاربين آخرين في «مجموعة النقل الصحفي.. الأمين !!» وهي مجموعة تدافع عن إسرائيل صباح مساء ولا تذكر سيئة واحدة من سيئاتها التي لا تعد ولا تحصى وعلى الأخص ممارساتها الوحشية في الأراضي العربية المحتلة.
فقد اعتبرت «الجويش كرونيكال ومجموعة النقل الصحفي» المؤيدتان لإسرائيل أن حديث «الغارديان» عن القدس هو «شائن ومذهل».. وأكدتا «على حق إسرائيل في الوجود وفي أن تقرر عاصمتها.. وأن ما تقوله الغارديان يضعف «شرعية» وضعية القدس عاصمة لإسرائيل «. في الجبهة الأخرى.. المساندة لصحيفة الغارديان برزت في المعركة «لجنة الشكاوى الصحفية» في بريطانيا ليس غير فقد قامت هذه اللجنة بدعم موقف «الغارديان» في رفضها الإقرار بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل أثناء نشرها لموادها الصحفية اليومية مؤكدة أن دليل وزارة الخارجية البريطانية لا يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكذلك المملكة المتحدة والمنظومة الدولية لا تعترف بتاتاً بالقدس عاصمة لإسرائيل وأنها أي «الغارديان» لا تخترق الكود الصحفي البريطاني والعالمي.
معركة «الغارديان» مع اللوبي الصهيوني في بريطانيا معركة باسلة ونبيلة وتُدار بمهنية عالية من هذه الصحفية البريطانية العريقة لكنها بحاجة الى مساندة من العرب في بريطانيا وهنا نتساءل: أين اللوبي العربي هناك..؟!
و الآن .. و في حمى الصراع بين المرشحيين باراك أوباما و ميت رومني للوصول الى مقعد رئاسة أعظم دولة في العالم و عد الناخبيين اليهود بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس و يعرف الناخبون من اليهود الأمريكيين أن هذا الوعد لأوباما و رومني كلام في كلام طالما وعد به رؤساء أمريكيون سابقون من عهد جنسون و ما بعده من الجمهوريين و الديمقراطيين معاً و آخرهم الرئيس جورج بوش الأبن و الرئيس باراك أوباما فقد تنصلوا جميعهم و أحزابهم من هذا الوعد بعد إعتلائهم رئاسة الولايات المتحدة و إذا كان الرئيس أوباما جاداً في نقل مقر سفارته من تل أبيب الى القدس فلماذا لا يفعلها الآن أو قبل أشهر .. فواشنطن قد تعطي إسرائيل كل شيء تطلبه " بإستثناء " القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل .. يعرف ذلك كل قادة إسرائيل منذ بن غوريون و مروراً بغولدا مائير و ليفي أشكول و نتنياهو و بيرس ففي العام 1956 و عندما تردد بن غوريون من الإنسحاب من قطاع غزة قال له آيزنهاور : وعد بلفور لا يعني بالضرورة أن فلسطين كلها لكم ..!!