المومني :البرلمانات السيئة يختارها المحايدون
27-09-2012 04:00 PM
عمون - قال الزميل جهاد المومني، العين السابق وعضو لجنة الحوار الوطني ان الذين يختارون البرلمانات السيئة هم الذين يقاطعون الانتخابات النيابية ويمارسون الحياد السلبي متذرعين باليأس من امكانية الوصول الى التغيير المنشود بموجب قانون الانتخاب الحالي.
وأكد خلال محاضرة له في كلية الاميرة عالية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية أن عملية الاصلاح التي نعبرها في هذه المرحلة تتطلب وقفة من النفس لوضع مقارنات منصفة بين ما لدينا ولدى الآخرين, وحياتنا وحياة غيرنا من الاشقاء والاصدقاء من حولنا، فلسنا في وضع مثالي لكن ليس من بيننا لاجئ الى دول الجوار ولا هارب من سطوة الحكم والسلطة.
وقال: اننا في وضع نحسد عليه ولم يتأتَ ذلك فقط لأننا جميعا نحب هذا البلد ونعمل من أجل امنه واستقراره، بل بفضل النظام السياسي ايضا والذي اختاره الاردنيون ولم يفرض عليهم ولم يأتِ على ظهور الدبابات ,وان هذه الميزة العظيمة تتعرض اليوم لامتحان صعب من قبل دعاة تفكيك الدولة تحت شعار الاصلاح وهم الذين يبرهنون كل يوم على انهم ليسوا اصلاحيين بل يمارسون اخطر اشكال الانتهازية بوضعهم كل ما من شأنة تعطيل عجلة النهضة الوطنية لاثبات وجهة نظرهم في اطار اشتراطات انانية تعجيزية الهدف منها حشر الدولة في الزاوية ,فهم اليوم يريدون انتزاع احد اسباب قوة هذا البلد بمطالبتهم تعديل المواد 34 و35 و36 من الدستور لانها تتعلق بصلاحيات جلالة الملك الركيزة الاساسية لعملية الاصلاح في هذه المرحلة التي نفتقر فيها لاحزاب سياسية ناضجة وقادرة على تولي شؤون هذا البلد من خلال حكومات حزبية منتخبة ,ويريد هؤلاء احداث حالة من فراغ السلطة بغض النظر عما سينجم عن هذه الفوضى من ارتدادات داخلية تكرر مآسي الآخرين من حولنا ,وقال الزميل المومني أن هناك من يعمل جاهدا وبأقذر الطرق الممكنة للايقاع بين النظام والشعب والدفع نحو حالة من التوتر والاستفزاز تارة عن طريق الشعارات الرخيصة التي ترفع بمناسبة وبدون مناسبة والشتائم العمياء التي تكال لرجالات وقيادات هذا البلد اما الهدف فاراقة قطرة دم واحد تحدث بعدها فتنة داخلية تأكل الاخضر واليابس وتأتي على انجازات الوطن التي تحققت بشق الانفس.
وعن الدور المطلوب من الشباب الاردني لمواجهة هذه المخططات قال المومني ,أن الحياد السلبي هو أخطر اشكال الممارسات السياسية المعادية لمصالح المواطنين والوطن ,فالذي يريد التغيير عليه أن يتغير والا يتذرع بالماضي بالبناء على تجارب الانتخابات السابقة ليقنع نفسه بأن لا جدوى من صوته وخياراته خاصة في زمن تبرهن فيه الدولة وعلى رأسها جلالة الملك على ان الانتخابات القادمة لن تكون كالانتخابات التي سبقتها وان الضمانات لاجراء انتخابات نزيهة يقرر فيها المواطن شكل وتركيبة البرلمان القادم موجودة في الدستور المعدل وفي قانون الانتخاب بالرغم من عدم اعجابنا به، فهو - كما قال جلالة الملك- ليس بالقانون المثالي ولكن ليترك امر تحسينه للبرلمان القادم الذي سيختاره الشعب ومنه او من بعضه ستتشكل حكومة على اسس جديدة ومختلفة فالرؤية الملكية للديمقراطية الاردنية مستقبلا تقوم على اساس اختيار الحكومات من الاغلبيات البرلمانية تماما كما هي الحال في جميع الديمقراطيات العريقة منذ عقود.
لكل هذا فاننا امام خيارين – على حد قول الزميل المومني – اما ان نترك الميدان لغيرنا ليختاروا نوابنا نيابة عنا ثم لا نلبث ان نطالب برحيلهم وحل برلمانهم ,واما ان ندخل الميدان لنختار ولا نترك لاحد حق الاختيار نيابة عنا او تحديد شكل البرلمان عن طريق مقاطعته والحكم المسبق عليه ,وما التسجيل للانتخابات سوى واجب تمليه مسؤوليات المواطنة اما الاقتراع فحق متروك لحامل البطاقة وهي انما امانة في عنق حاملها .
وكانت د.منى الفايز مساعد العميد للشؤون الطلابية رئيسة جمعية شباب الاردن قد قدمت الزميل المومني ودعت الطالبات لانتهاز الفرصة وعدم اضاعة الوقت والمضي فورا للتسجيل للانتخابات والقيام بواجب المواطنة قبل فوات الاوان ,من جانبه رحب عميد كلية الاميرة عالية د.صدقي المومني بالمحاضر وقال ان الكلية تعمل من اجل المساهمة في مشروع الاصلاح الوطني بكل جهد ممكن .