ليس من الفخر بشيء أن تقلّد عدوك الا اذا كان يحترم القانون والعدالة .
لن يتقدم العرب ويصبح لهم مكانا بين الشعوب المتحضرة الا اذا احترموا القانون والنظام العام الذي لا يحابي احدا، بل يأخذ الحق العام قبل الخاص من كل من يتجاوز على القانون والنظام، طبعا ليس من الفخر بشيء أن تُقلّد عدوك الا اذا كان يحترم القانون والعدالة، وأقصد هنا دولة العدو الصهيوني، بكل استكبارها واحتلالها واعمالها الوحشية القذرة ،الا أنها لا تتوانى عن تنفيذ القانون ضد الكبير قبل الصغير وبث روح العدالة بين اليهود.
بالأمس أدين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت بالسجن عاما واحدا ودَفعِ غرامة مالية بعد إدانته بقضية فساد مالي، ورأينا كيف أن الرجل تمرمط في المحاكم ووسائل الاعلام واستقال من منصبه في أيلول 2008 رغم مسيرته وخدماته للدولة العبرية .
القضية التي أدين بها أولمرت كان مدخلها "تضارب المصالح" بين منصبه الرسمي وما تلقاه من اموال لم تزد على 20 الف دولار، لكنه خرج من المحكمة غير غاضب ولم يبحث عن عشيرته أو أبناء مستوطنته أو أطراف خارجية يستجير بها ضد بلده ، بل وقف بكل كياسة أمام كاميرات وميكروفونات وسائل الاعلام التي انتظرته أمام باب المحكمة ليقول :" أحترم قرار المحكمة وأتعلم من الدروس الضرورية".
مَن مِنْ قادة العرب كبارا أو مسؤولين صغارا على مستوى اعضاء لجان أو بلديات صغيرة لم يرتكب اخطاء أكبر بكثير من خطأ أولمرت؟ أين المخطئون؟ مَن حاسبهم ؟ مَن حاسب الذين سرقوا وأهدروا الاموال العامة؟ وأنا أجزم أن مسوؤلا واحدا في الاردن ارتكب من الفواحش و اهدار المال العام أكثر بكثير من كل ما ارتكبته الشخصيات الاسرائيلية كلها التي ادينت في عمليات فساد او حتى ارتكاب اعمال مخلة بالاداب العامة.
ورغم ما تروجه إسرائيل عن "عدالتها" إلاّ أننا نرى الزعماء الإسرائيليين اصبحوا مثل رجال العصابات في أقفاص وقد تحولوا الى أسوأ من زعماء دول العالم الثالث، في ارتكابهم الرشوة، وإلاعتداءات الجنسية وإلاختلاس، والتهرب من الضرائب والكذب أمام المحكمة و التآمر مع المافيا، وحتى تهريب المخدرات وهذه القائمة تطول:
1- وزير الطاقة السابق جونين سيجف - ضبط في مطار تل أبيب وهو يهرّب المخدرات من هولندا.
2- عيزر وايزمان- رئيس الدولة- إستقال بعد إثبات تلقيه رشاوى وأموال غير قانونية.
3- بنيامين نتنياهو- رئيس الوزراء حققت معه الشرطة وزوجته بتهمة الفساد المالي.
4- أرئيل شارون- رئيس وزراء وابنه جلعاد خضعا للتحقيق .
5- عمري شارون – عضو كنيست – حكم عليه بالسجن الفعلي لتورطه في فساد مالي .
6- نعومي بلومنتال – من حزب الليكود حكم عليها بالسجن الفعلي لتورطها في الرشوة.
7.إيهود باراك – رئيس وزراء سابق، خضع للتحقيق بشأن حصوله على أموال مخالفة لقانون الانتخابات .
8- تساحي هنغبي – وزير شرطة سابق جرى تقديم لائحة اتهام ضده بتهمة الكذب والتزوير والتدليس وتعيين أصدقائه في مناصب حكومية.
9- موشيه كتساف – رئيس الدولة العبرية ، أدين بالاغتصاب والتحرش الجنسي وهو مسجون حاليا.
10- حاييم رامون – وزير القضاء – ممارسة افعال جنسية في مبنى الكنيست، قدّم إستقالته .
11- أريه درعي – زعيم حزب شاس الديني – سرق أموال الحكومة وأمضى سنوات في السجن .
12- اسحق مردخاي وزير الدفاع وزعيم حزب الطريق الثالث -اغتصب سكرتيرته .
ورغم ذلك كله فإن العدالة تأخذ مجراها ولا أحد يستطيع تعطيلها، وحتى أن الإنسان العربي اصبح يغار من العدو ويعتبره مثالا في "العدالة"، لذا فإن العرب " لن تقوم لهم قيامة" ما دامت العدالة مغيّبة وما دام الحساب والعقاب للمخطئ مغيبين، وما دام الفاسد طليقا يسرح ويمرح.
nghishano@yahoo.com
العرب اليوم