محافظات «الحراك الشعبي» الأعلى تسجيلاً للانتخابات .. !
خالد فخيدة
27-09-2012 06:07 AM
ان تكون الطفيلة ومعان والكرك اعلى المحافظات تسجيلا للانتخابات النيابية، فيه من الدلالات ما يفرض على الحراك في هذه المفردات الاردنية ان يتوقف ويعد «للعشرة».
فهذه المحافظات الابية يفترض من وجهة نظر الحراك انها الاقل تسجيلا باعتبارها موئلهم وحاضنة نشاطاتهم، ولكن السؤال ما هو موقف الحراك امام تلك النسب التي تقول ان التسجيل في الكرك زاد عن 76 بالمائة وفي الطفيلة مثلها وفي معان 79 بالمائة، وان اكثر من مليون و600 الف اردني يرفضون حتى هذا اليوم برنامجه الذي يتحرك من امام المسجد الحسيني الى الدوارين الرابع والداخلية؟.
ولعل السؤال الاكثر جدلا والمطلوب من مقاطعي الانتخابات الاجابة عليه، لماذا الاصرار على تشويه صورة الخيار الديمقراطي الذي اختطه راعي المسيرة وشعبه للاصلاح في الوقت الذي لم يتردد فيه رئيس الهيئة المستقلة عبدالاله الخطيب من تقديم اكبر ضمانة لنزاهة الانتخابات بقوله انه اذا حدث خلل جم في الانتخابات المقبلة على صعيد النزاهة والشفافية فان العواقب ستكون وخيمة على البلاد؟.
ولذلك فان اي محاولة للتلاعب بالانتخابات المقبلة من قبل اي مسؤول في الدولة، فهو يرتكب جرم الخيانة ويجر البلاد الى الفوضى على حساب الامن والاستقرار عدا عن انه سيكون شريكا رئيسيا في المؤامرة التي تحاك ضد الاردن وشعبه وقيادته.
وقلنا في اكثر من مقام ان الحراك الاردني النقي وصلت رسالته وترجمت الى تشريعات بدأت بالتعديلات الدستورية والقوانين الناظمة للحياة السياسية واهمها الانتخاب. واشرنا ايضا الى ان جميع الشرفاء في هذا الوطن وقفوا في ظهر المواطن لتحسين اوضاعه الحياتية ومحاربة الفساد ووقف تغول الحكومات على مجلس الامة حتى يظل الشعب مصدر السلطات، وحل البرلمان والدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة.
فهؤلاء الذين هبوا في بداية الربيع الاردني، كان هدفهم حماية النظام والشعب والوطن من الفاسدين وفسادهم ومحاولة سيطرتهم على السلطة ومفاتيح قراراتها، ولذلك قرروا بعدما جددوا بيعتهم لمليكهم بمواصلة المسيرة العودة الى صفوف الاغلبية الصامتة، تاركين الشارع لاصحاب الاجندات الذين تطاول بعضهم على رمز الدولة ومؤسساتها بهدف كسر هيبتها.
الاغلبية الصامتة صاحبة الفعل والقول، حافظت على هيبة الدولة بزحفها الى سجلات الانتخابات التي تعد استفتاء وتصويتا على برنامج الملك الاصلاحي الذي صاغه بنبض الاردنيين وهمومهم وامالهم وتطلعاتهم.
فهذا « الزحف المقدس « اعاد للقانون روحه ولرجال الامن خشونة سياستهم في حماية الوطن من المجرمين والمخربين والذين تفاجأنا ان اعدادهم كانت بعشرات الالاف، ونبه كل من يحاول انتزاع السلطة بان الاقصاء مرفوض وان هذا البلد نشأ على اساس المشاركة ليس فقط لانه بلد الاصول والمنابت وانما لانه في سنة الله ونبيه ارض الحشد والرباط.
الرأي