السلفية الجهادية وقضايا الأمة .. بقلم يوسف الجغبير
mohammad
26-09-2012 12:19 PM
عمون - يبدو أن السلفية الجهادية وخاصة في الآونة الأخيرة حسمت كثيراً من الأمور في مسارها مما جعلتها جزء لا يتجزأ من المجتمع سوء على الصعيد الداخلي أو الخارجي ، وذلك بتفاعلها في كثير من القضايا التي تهم المجتمع الإسلامي والعالمي ، حتى وصل بها أن خاطبت أكبر قوة مفرطة في العالم "كامريكيا" ، وهذا المسار بدأت تخطه منذ نهاية التسعينات ، منذ أن قدمت أبناء هذا التيار لنصرت شعوب تعرضت للقهر والظلم كـ "أفغانستان والشيشان وفلسطين والعراق وسوريا التي ما زالت جراحها تنزف" ، ومع هذا فإنها تتعرض بين الحين والآخر إلى ضغوط أمنيّة ، وضغوط "تجريح" من مخالفيها سوء من عوام المسلمين لم يعرفوا حقيقة دعوتهم أو من بعض الجماعات ليسوا على الجادة.
***وهنا وعلى سبيل الاستطراد -ما يخص الضغوط الأمنيّة- ما ذكره قبل أيام نائب رئيس مجلس شورى الإخوان المسلمين "احمد الزرقان" عبر قناة رؤيا الفضائية أن الأجهزة الأمنية سهلة للسلفيين يوم اعتصامهم لنصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصولهم إلى السفارة الأمريكية ، ولكنهم لم يفعلوا ، فهذا كلام يتعارض مع منهج الجماعة جملة وتفصيلاً ، وذلك لسبب بسيط ، أنها أكثر الجماعات اصطداماً مع تلك الأجهزة ، وإنها لا تعمل تحت مظلة أي
نظام ، وليس له مطالب بمقاعد نيابية ولا وزاريه***
طبعاً : لا يستطيع أحد أن يدعي الكمال لأي جماعة كانت - لها أو لغيرها - ولسنا بصدد بحث هذا الموضوع ، ولكننا نتحدث عن عنصر هام في هذا الزمان، إلا وهو تفاعل الجماعة المسلمة مع قضايا الأمة ، والتي أثبتت الجماعة السلفية الجهادية هذا التفاعل بعدة ميادين وبتكاليف عالية كما ذكرنا ، وخاصة أنها بدأت تُحسن من صورتها أمام المجتمع ، في ظل ظروف صعبة ومعقدة تمر بها الأمة.
ومع هذا كله فهي تسير ولا تلتفت إلى الوراء ، وتغمد جراحها بنفسها ، في أجواء مليئة بالتحديات والمعوقات وتحتاج إلى عزيمة قوية ، وإصرار كبير .
إن الأمة اليوم أمام مشهد يحمل كل معاني التعقيد ، فالشعارات تزداد وتتضاعف ، والأحزاب والجماعات أشكالٌ وأطياف والخطابات مزخرفه ، ومع هذا كله الحقوق كل يوم تضيع ولا يحصل منها إلا الفتات ، والأمة اليوم تزاد تمزقاً ، وبات لا يعرف من هو الجاني من المجني عليه في أذهان كثير من الناس .
في ظل هذه الظروف تشتد فاقة الناس للبحث عن من يكون أهلاً إلى أن يقودها إلى أمام ومن يحصل لها حقوقها بكل أمانة ومصداقية وبدون أغراض دنيويه ، فهذا سؤال يحير كثير من الناس ، ولكنه يجب أن يحسم قبل كل شيء؟؟؟
يوسف الجغبير