نسرج للمقام السعودي خيول الفرح العظيم
ممدوح ابودلهوم
26-09-2012 05:45 AM
وشائج الاخوة القربى والدم بين المملكتين الشقيقتين العربية السعودية والاردنية الهاشمية ، هي وشائج ضاربة الجذور في سابع أراضين الجغرافيا والديموغرافيا العربية والاسلامية سواء" بسواء ، ما يؤكد على مسلمة تخذت مركزها سويداء القلب من دائرة اليقين فما ياتيها باطل الشك من يمين او عن شمال ، رافعاتها رايات الحق ترفرف فوق سماءات عمان واخواتها السعوديات وبذات الالق فوق سماءات الرياض وشقيقاتها الاردنيات ..
وشائج اجل لها خصوصيتها السامية الشرف الشهامة والشأن السامقة القيمة القامة والمقام ، فاذا كانت الجغرافيا السياسية قد فرضت شروطها السايكس بيكية .. مراسيم وخرائط.. خطوطا وحدودا ، وكانت تبعا لذلك مملكة بني هاشم قبل تسعة عقود في الأردن ومملكة آل سعود قبل ثمانية عقود في السعودية ، إلا أن الديموغرافيا النشموية بتعالقاتها اليعربية في اهاب روافع المشترك التاريخي ،ناهيك بتواشجاتها القبلية عبر صلات الدم والنسب – والنماذج على التشابك الاجتماعي العائلي والعشائري جد كثير ان نعدها لا نحصيها .. لله المنة والحمد ولبلدينا الحب والمجد .
اية ما انفت هاهنا انه الى عهد امتدت تجلياته منذ مطالع التأسيس وحتى ما بعد منتصف القرن الماضي ، كان الفارس السعودي يمتطي صهوة جواده في طريقه إلى الأردن يزور خالاً أو عمة أو إبن خئولة أو بنت عمومة ، يطوي طياً باسلاً حدوداً لم يعترف بها يوماً ولم يرها إلا وهماً أو سراباً بين المملكتين الميمونتين ، مواصلا رحلته ماهمه اختلاف الليل والنهار إذ كان يرتب أبياتاً لشعره ( لقافه ) ، ينسقه ويموسقه على نغم ما يتركه وقع حوافر جواده الأصيل ، و على لحنٍ بعينه يجود به رجع صدى تصهاله البديع ، حتى لكأني به قد وصل إلى ما نسميه بيت القصيد في قصيدةٍ لشاعر بدوي يقول : ( تلفي مضافةٍ تلاعب ضوَها نار / أبو متعب وعياله على أبوابها يهلَون ) ..
لقد أردت و أنا في حضرة الذكرى الثانية والثمانين لليوم الوطني للسعودية الشقيقة، ان تأتي عرائس الفرح هذه عفو الخاطر دون مقدمات يزينها ماكياج الكلام ، لكنها انتظمت حيث شاءت وشاءت ملائك المناسبة رغم أنف قريني و غياب قلمي و.. كذا كان !
لقد تعلمنا نحن غيارى أردن الهواشم العظيم مذ كنا وحتى يوم الفرح هذا ، أن نكون في السراء والضراء مع الاشقاء السعوديين نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم تماما مثلما هم يفعلون ، من حيث ان الاخ يتداعى لخفق اخيه في العائلة الواحدة كما الرئتين في الصدر الواحد بل الوشيجة بين البلدين هي الى التوأمة اقرب ، فعربيا نفخر بعبد العزيز وسعود وفيصل وخالد وفهد طيب الله ثراهم اجمعين ، تماما مثلما نفخر اردنيا بالحسين بن علي وعبدالله الاول وطلال والحسين طيب الله ثراهم اجمعين ، ونهتف على الدوام بحياة جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تماما مثلما نهتف بحياة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين فدتهما المقل والارواح ، اذ يقفان معا يدا بيد وكتفا بكتف يبنيان مجد الامتين حمى الله عرينيهما في عمان والرياض الماجدتين .
من هنا إذن وبهذه المناسبة الغالية على قلوب السعوديين والأردنيين في الوطنيين المباركيين،ولذكرى اليوم الوطني المبارك للشقيقة السعودية المفتداة ، نسرج خيول الفرح بعد أن نضيء افنان دوح الذكرى بشموع الزهو ومشاعل الوفاء العظيم ، وما ننسى لتمام هذا الكرنفال السامق الشأن باقات الورود والازاهير من كل لون وتشكيل ، اصطفافاً ماتعاً بين كؤوس الجوري و الزنبق وجلول الفل و الياسمين وقد استوت بعدئذٍ على أيدينا ، أطواق فخر وسعد رفلى بالمناسبة العظيمة نزين بها اعناق المحتفين في حلقات العرضة والسامر ، وبخاصة ان شاعر الليلة ( القصاد ) راح يردد : ( ابو متعب راعي الجنب المهاب / العريب اللي حفظ حق العرب ) .
وبعد .. فحديث فرحنا السعودي ينشد الاسهاب والتطويل ، لكنها شروط النشر ومساحة هذا الاديم الورقي الناعم تلوحان بتفقيط نقطة الختام ، وعليه فحسبي إذن وبعد إداء التحية الباسلة للسادة النُجب من أهل الفرح العظيم ، ان ادعوه سبحانه ان يحفظ الله المملكتين الحبيبتين الاردنية والسعودية حرتين عزيزتين ، تحت ظل الرايتين الشريفتين لجلالة ابي الحسين وجلالة ابي متعب المفديين و.. كل عام والاهلون في السعودية والأردن بألف الف خير و.. علينا السلام .