عندما يصاب الطفل بالتشنج الحراري وتصبح حرارته أعلى من حرارة صوبة فحم حلت بدل صوبات الكاز والديزل، وهي تشنجات قصيرة تتراوح بين ثوان قليلة و15 دقيقة حيث تزداد الشحنات الكهربائية ويصاب الطفل باختلاجات عام في عضلات الجسم ويحدث نتيجة لاي التهاب مصحوب بحرارة عالية، عندما ترتفع حرارة الطفل تقوم الام بوضع تحميلة في مؤخرته ولا تستجيب لصراخة والمه فهي تريد خفض الحرارة مع مسح الجسم بفوطة مبللة بالماء العادي. وايضا هناك تحميلة الفاليوم تستعمل من اجل ان ينام الطفل ليله الطويل.هذا وقد كبرنا على التحاميل ولم تعد تخفض حرارتنا ولم تعد خطابات المسؤولين تخدرنا، وكذلك فان تحاميل الحكومات جميع الحكومات وبدون أي إستثناء التي كانت تستعمل في الايام السابقة من خلال تحاميل كوبونات الرز والسكر والخبز ودعم المحروقات لم تعد تخفض حرارة الشعب وان كان نائم اصلا .

ثم سجلت بعض الحكومات اختراع تحميلة جديدة لتخفيض حرارة المواطن ،بعد أن أدمن المواطن على تحاميل الكوبونات والاصطفاف بالدور والانتظار منذ ساعات الصباح الباكر للحصول على الدعم ، وبعد أكثر من عشر حكومات قرروا أنه قد حان الوقت لتغيير هذا المخدّرع واستبداله "بتحميلة" جديدة، لتبقي الشعب في حالة برودة ونوم وهذه التحميلة تحمل رقم في دائرة تسجيل الاختراعات وتم تسجيلها تحت اسم تحميلة "محاربة الفساد".
هذه التحميلة اصبحت من ثوابت كل حكومة، حتى اصبحت تعد احد النكت التي تضحك الشعب الذي لا يضحك واقصد به الشعب الاردني حتى صرنا عند سماع هذه الكلمات، نعدها شتيمة بحق كل من لديه الحدّ الأدنى من الذكاء.

فهل محاربة الفساد تعني تقاعد المفسد من منصبه او سجنه في فيلته دون استرداد ما نهبه وهربّه خارج البلاد، فهل يحتاج الشعب الى الاخذ بثاره دون عودة امواله .

وعلى فكرة اخر هذه التحاميل وبعد ان فشلت كل مختبرات الحكومة في خفض حرارة الاسعار وحرارة الفساد وحرارة الخصخصة واخرها شركة الكهرباء وخفض حرارة الصحفيين الذين يطالبون بقانون عصري لا بحبس وتوقف الصحفي وبعد ان اصبنا بالتشنج بجيوبنا وصحة اطفالنا، كان اخر هذه التحاميل تحميلة زيادة رواتب الموظفين. ويبدو ان هذه التحميلة كانت كبيرة وقوية وموجهة لخفض حرارة النواب لكنهم واقصد النواب ارادوا الزيادة لجيوبهم اولا مما جعل الحكومة وبعد ان خفضت حرارة الجميع سحبت التحاميل الجديدة من الاسواق لان لها جوانب سلبية على صحة الحكومة.
royalbassam@yahoo.com