تفشل الحكومات في إدارة الاقتصاد، وتتراكم المشاكل عبر السنوات، فتلقي كل واحدة اللوم على سابقاتها، واحياناً على المواطنين، ولكنها تلجأ في اخر الامر الى صندوق النقد الدولي للاقتراض، لسبب سعر الفائدة المتدني، ولكون الحصول على قرض منه شهادة ضمان تؤهل للاقتراض من آخرين.

الاردن والمغرب واليمن ومصر من تلك الدول التي طلبت الاقتراض، ولكن للصندوق سياسات ومتطلبات ينبغي إنجازها، وتتلخص في حُسن إدارة الاقتصاد، مما يقتضي إجراءات حاسمة، فتبدأ حملات الاتهام، وبدل اعتراف الحكومات بفشلها تهرب الى الامام وتلوم الصندوق، وهذا ما يجري الان في الدول الأربع.

ولأن صندوق النقد الدولي في قفص الاتهام عند الرأي العام، يضطر مسعود احمد، مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا واسيا الوسطى، الى نشر مقالة تدافع عن مؤسسته الدولية، وتقول ضمناً لمواطني الدول: لسنا نحن السبب في شدّ احزمتكم، بل انتم وحكوماتكم والسياسات الفاشلة عبر السنوات.

عنوان المقالة:”برامج صندوق النقد الدولي، بين الواقع والتصور الخاطئ”، واقتبس منها: من أهم دروس الربيع العربي هو أن استمرارية النمو الاقتصادي تستوجب توفير فرص عمل جديدة، واشتراك الجميع في جني الثمار، وتوخي المزيد من الإنصاف في توزيع الفرص الاقتصادية على نطاق أوسع من السكان. ومراعاةً لهذا الهدف، أصبحت البرامج التي يدعمها الصندوق أكثر تركيزاً على تشجيع النمو بطريقة تعود بالنفع على كل شرائح السكان، وعلى الحد من الفقر والبطالة، وخاصة بين الشباب. انتهى الاقتباس.

من السهل على حكوماتنا ان تختبئ وراء مقولة ان صندوق النقد الدولي هو السبب، مع انها هي التي صنعت المشاكل المزمنة بسياساتها الفاشلة، ومن السهل على المجتمع ان يُطلق على الصندوق لقب “النكد الدولي” مع انه هو الذي سكت عن فشل حكوماته عبر عشرات السنوات.

الدستور