المهدي ومورو يحاضران في منتدى الوسطية
23-09-2012 07:00 PM
عمون - قال رئيس المنتدى العالمي للوسطية الإمام الصادق المهدي إن القوى الشعبية التي أشعلت الثورات العربية، لم تحمل رؤية بديلة، حيث فوجئت بسرعة سقوطا الأنظمة، دون توفر البديل الحقيقي لها.
وأضاف خلال ندوة عقدت مساء السبت بفندق القدس بدعوة من المنتدى العالمي للوسطية/عمان وادارها امين عام المنتدى المهندس مروان الفاعوري ان الدساتير القائمة هي التي حلت محل الانظمة، الى جانب الاسراع في الانتخابات التي افرزت قوى اكثر حضورا، مشيرا الى ان القوى الديموقراطية الجديدة واجهت تحديات حقيقية.
وبين الامام المهدي ان ثمة تحديا يواجهه الإسلاميون في الحكم يتمثل بالحفاظ على المرجعية الإسلامية بمنطق قادر على استيعاب الواقع والطرح الاسلامي في آن معا، مشيرا الى خيار الحكم الاسلامي يتمثل بالنموذج الطالباني والنموذج الاوردغاني في تركيا الذي يمثل درجة من الاسلامية، رغم توجه العسكر العلماني.
وقال ان المحافظة على الوحدة الوطنية يعد تحديا أخر يواجهه الإسلاميون في الحكم، الى جانب التعامل مع المحيط الدولي والقوى العلمانية، لاسيما وأن الدولة تحتض مكونات عدة، لافتا الى خطورة فشل التجربة الإسلامية وما سيجره من فوضى كبيرة.
واضاف ان هناك واقعا جديدا تتعامل معه القوى الاسلامية الحاكمة، وان مقتضيات هذا الواقع هو الإقرار في المعاهدة الاسرائيلية كما هو الحال في الدولة المصرية، مشيرا الى الواقع الجديد، يضع الحكومات الإسلامية في مرمى الإتهام، ونعتهم بالخيانة.
ولفت الامام المهدي الى ان التغيير هو ضرورة حياتية وهو جزء من حتميات التاريخ، خصوصا إذا ما انتج ديموقراطية متكاملة ثقافيا واجتماعيا، فانها ستلقي بظلالها التي ستعمم في هذه المنطقة.ولفت الى ان الحركات الاسلامية ستواجه اثناء حكمها ثلاق حهات مخافة لها في التوجهات وهي الرؤية العلمانية والجماعات السلفية والمنظمات والهيئات الدولية وفي حال فشلها في الحكم لفت الى انه سعم حالة الفوضى واضطربات مختلفة .
من جهته قال الشيخ المؤسس لحزب النهضة التونسي عبد الفتاح مورو ان الغرب وبعد الاستقلال ارادوا صنع مؤسسات ديمقراطية شكلية في تونس، مشيرا الى ان الشعب ادرك ان الديمقراطية التي ينشهدها موكولة الى نواب لم يؤتمنوا عليها.
واضاف ان الثورة تستدع تجدد الفقه الإسلامي من اجل الواقع والحاضر، والانسجام بين الاسلام والمعاصرة، مشيرا الى ان ذلك لم يتحقق الا اذا اعتبرنا ان الحرية مناط التكليف والوكالة للانسان بخلافة الله في الأرض، وتحقيق الامن الاجتماعي واحترام العقائد والالتزام الفردي والجماعي.
واضاف مورو ان الاسلام لم يعرف القهر والديكتاتورية ولم يعاقب او يلزم، لكننا نحن من نقهر انفسنا ونعطل احكامنا، مؤكدا ان البقاء للاصلح ولكن بالاختيار دون ان نفرض على الاخر ما يصلح.
ومن التحديات التي تواجه حركة النهضة التونسية قال مورو هو كيفية معايشة الغير الذين يعيشون في نفس المنطقة والارض لافتا الى ان الاقليات في تونس لا تتجاوز 1% .
واشار الى ان نظام حكم حركة النهضة قائم على التمسك في قوام الحياة العامة واحقية الحرية في العمل السياسي وعدم اقحام الدين بالسياسة اي الاتفاق على قاعدة الحرية لحل الاشكالات بين التيارات السياسية والايدولوجية
,من جانبه اشار امين عام المنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري الى الضروف الحرجة التي تمر بها الامة والحاجة الى استبصار الافق لاتخاذ القرارات المناسبة والخروج من دائة الازمات الى الحلول .
واشاد ببعض التجارب العربية التي استطاعت ان تقدم نموذجا ديمقراطيا من بوابة التوافق على الاصلاح داعيا الى ضرورة قيام النخب والقيادات الفكرية والسياسية بدورها في قيادة الشعوب .