بعد المليون : هل أصبحت المشاركة في الإنتخابات واجبا وطنيّا ؟!

بغض النظر عن قانون الصوت الواحد المقيت ، وعن حجم الأصوات المناديّة بكتمه ، وعن الغايات المختلفة من الرقيّ به أو دحره ، فقد أصبحت الإنتخابات النيابيّة الأردنيّة تطرق الأبواب ، وتؤكد بعد المليون أنّها أقوى "اليوم" من معارضيها . فهل آن للمعارضين أن يتراجعوا عن كلمتهم ؟! وهل أصبح هذا التراجع واجبا وطنيّا ؟!


لا مجال أبدا أن تعاد صياغة الإنتخابات اليوم كسابقاتها ؛ فلا مجال للتزوير أبدا ، ولا مجال لاستعطاف الشعب إلى "الفاسدين" ؛ فالمرحلة حساسة جدا ، والشعب يعلم كلّ هذا وكلّ "ذاك" ؛ ويعلم كلّ الفاسدين ، ويعلم زين العابدين . إن لم تشاركوا أيّها الإخوان المسلمون – وأنتم أكبر أحزاب المعارضة في الأردن - في الإنتخابات القادمة فقد أضعتم "مقاعد" الشعب في سلطته ، وهذه مسؤولية كبيرة تتحملونها انتم ونتائجها خلال بضع سنين قادمة ، قد تكون الأهم في تاريخ الأردن الحديث .

مقاطعتكم "التسجيل" للإنتخابات هو مصلحة عليا للفاسدين ، وأعتقد إنّ "التراجع" عنها اليوم لا يصبّ إلّا في الصالح العام ؛ فالإنتخابات النيابية قادمة "فيكم أو بلاكم" ، وهي دونكم أفضل وأحبّ للفاسدين ، وأسوء وأكره لشعبكم العظيم . ما ينقص الأردن اليوم أن يحكمها أبناء شعبها الشرفاء فقط ، وهم أغلبيّة ، وهم قادرون على "النهضة" الشاملة في بضع سنين . تراجعوا لأجل الأردن فقط ، ولنخرج معا شعبا واحدا بأقلّ الخسائر؛ فالوضع لا يحتمل أبدا أن نرَ "الأحذية" والمِليشيات في مجلس "ممثّلينا" القادم .

نسأل الله النهضة ولا سواها ، ونعلم إنّ كلّ الإمكانات متاحة لها .

قيس عمر العجلوني – شاب أردني .