عمون - يُعتبر قطاع السياحة اليوم من أهم القطاعات الاقتصادية في خريطة الاقتصاد العالمي، كما تعتبر السياحة صناعة من الصناعات التنموية نظراً للدور الذي تلعبه في دفع عجلة التنمية الاقتصادية باعتبارها محركاً رئيسياً لكثير من القطاعات الاقتصادية الأخرى وللدور الكبير لقطاع السياحة في سياسة تنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال وتوفير فرص كبيرة للتوظيف.

وتلعب بعض المعوقات دوراً رئيسيا في عزوف قطاع الشباب عن العمل في هذا القطاع بسبب ثقافة العيب التي ما زالت تحكم قبضتها على عقول تلك الفئة الفتية من أبناء الوطن، ما جعل الحاجة ملحة للعمل على تغيير تلك الثقافة وإقناع الشباب بأهمية امتهانهم في قطاع السياحة الذي سيطرت عليه أيدي الوافدين مستغلة ذلك الاعتقاد الذي غلف أفكار شبابنا وأرهقها.

تربع المركز الوطني للتطوير والتدريب السياحي والفندقي بين أحضان أم الجامعات "الجامعة الأردنية " منذ تسعة شهور واضعا ً نصب عينيه هدف استبدال العمالة الوافدة بعمالة وطنية من خلال عقد عدد من الدورات التدريبية التي يعقدها في سبيل رفد سوق العمل المحلي بعمالة أردنية مؤهلة ومدربة في العديد من المجالات السياحية والفندقية والجوية والصحية، وجديدا في مجالات الإتيكيت والضيافة.

وقال مدير المركز الدكتور محمود الدويري ان الهدف من هذه الدورات التي ستنطلق نهاية أيلول الحالي هو تأهيل الكوادر الأردنية والعربية - وطلبة الثانوية العامة ممن لم يحالفهم حظ النجاح - الى سوق العمل من مختلف المستويات الأكاديمية، بالإضافة الى تأهيل خريجي الجامعات ليكونوا قادرين على ممارسة العمل بعد التخرج مباشرة.

ويعتزم المركز وفقا للدويري الى تأمين منح دراسية لمنتسبي الدورات وبالأخص المتميزين فيها في حقل مضيفي الطيران، الى جانب اتصالاته مع شركات الطيران والجهات المعنية للتنسيق معهم بشأن توظيف تلك الشريحة المدربة من خريجي الدورات.

وينصب الاهتمام على المهن التي تعاني من نقص شديد في الكوادر البشرية المؤهلة وتلقى طلباً متزايدا في سوق العمل.

ومن الدورات التي يعقدها المركز دورة تدريب مضيفات ومضيفين جويين حيث تمنح شهادتها من "الأردنية لتدريب الطيران والطيران التشبيهي" ( JATS) ويصبح الخريج مؤهلا للعمل في أي شركة طيران محلية أو عالمية.

إلى جانب ذلك يعقد المركز دبلوماً تدريبياً في إدارة المطارات وإدارة وكالات السياحة والسفر، والدبلوم التدريبي في فنون الطهي الشرقي والغربي، ودورة في الجودة وسلامة الغذاء، ودورة حلواني بالإضافة الى مهارات اتصال في مجالات الإتيكيت والبروتوكول ومبادئ الضيافة.

وأضاف الدويري ان المركز قيد استكمال مسيرة مشروع (توعية المجتمعات المحلية بهدف تأهيلها للعمل في قطاع السياحة)، والذي تم الانتهاء من اعداده ودراسته مؤخرا، واستند فريق المركز في اعداده للمشروع على الدراسات التي أشارت الى ان ما يقارب 8 آلاف عامل وافد من أصل 41 ألف عامل يعملون بشكل مباشر في قطاع السياحة، ويقتطعون من الدخل القومي ما يزيد عن 30 مليون دولار امريكي يتم تحويلها بالعملات الصعبة الى خارج المملكة، كما اضاف الدويري بان فرص العمل التي ستتاح خلال الأعوام الخمسة القادمة تقدر بـ (25000) فرصة عمل بحسب الإستراتيجية السياحية لوزارة السياحة.

وسيتم من خلال المشروع التواصل المباشر مع المجتمع المحلي وبالأخص فئة الشباب، وللخروج بنتائج ايجابية لا بد من مخاطبة العقول الشابة وقادة المجتمعات المحلية، باستخدام طرق علمية مؤثرة بالاعتماد على تقنيات وخطوات منهجية مدروسة، خصوصاً أنها تستهدف كيانات اجتماعية متغيرة .

وأوضح الدويري بان مشروع التوعية سيعمل على زيارة ما يزيد عن 1400 مدرسة ثانوية في المملكة بهدف عقد محاضرات توعية بقصد التأثير على هذه الكيانات المستهدفة للترويج لأهمية قطاع السياحة كقطاع حيوي والمساهمة في تغيير المفاهيم الاجتماعية وتعزيز الوعي السياحي ، حيث ما زالت النظرة السائدة لمثل هذا العمل تعتريها الدونية والسلبية والعيب رغم ارتفاع معدلات البطالة.

وأكد الدويري ان مشروع التوعية سيعمل على إعادة تثقيف المجتمعات المحلية بأهمية هذا القطاع ، لما له من نتائج ايجابية سيحققها على الصعيد الوطني بتحويل العاطلين عن العمل الى مساهمين فاعلين في تنمية وتطوير الأردن.

ويأمل المركز من خلال مشروعه الى زيادة الدخل القومي وتخفيض نسبة البطالة والتخفيف من الآثار السلبية الاجتماعية الناتجة عنها، إضافة إلى رفع معدلات المشاركة في التنمية المحلية وتعزيز الولاء المجتمعي عند تلك الفئة العمرية المستهدفة من المشروع.

ويشار الى ان تمويل المركز الذي تدعمه الجامعة الأردنية يتم من خلال التبرعات والهبات والإعانات والمنح، بالإضافة الى ريع الدراسات والاستشارات والدورات وبرامج الدبلوم.