عمون - قبل الاجابة على عنوان المقال لابد من الاشارة الى الحقائق التالية
١- التأثيرات السلبية للازمة المالية العالمية على اداء الاقتصاد العالمي والأسواق المالية العالمية بدات بعد انهيار بنك ليمان براذرز بتاريخ ١٢ أيلول ٢٠٠٨ بينما بدات موجة التراجع والتصحيح في سوق عمان المالي في الاسبوع الاخير من شهر حزيران عام ٢٠٠٨ بعد ان سجل مؤشر السوق يو ٢٢ حزيران اعلى نقطة وصل اليها في تاريخه حيث ارتفع الى ٤٨٧١.٨ نقطة وارتفعت القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة الى حوالي ٤١.٢ مليار دينار اردني ومنذ ذلك التاريخ ومؤشرات اداء السوق في تراجع بسبب تعدد الأزمات سواء المالية او الاقتصادية او الديون السيادية او المصرفية اضافة الى تاثره سلبا بالإوضاع الجيوسياسية في المنطقة وتأثره بتراجع مؤشرات اداء معظم القطاعات الاقتصادية الاردنية في ظل الانفتاح الكبير لهذا الاقتصاد على الاقتصاد العالمي اضافة الى الانفتاح الكبير لسوق عمان المالي على الاستثمار الاجنبي والذي يمتلك حوالي ٥٠٪ من القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة بالسوق وخسائر سوق عمان المالي منذ بداية التراجع في ٢٢ حزيران عام ٢٠٠٨ بلغت ٢٢.٢ مليار دينار بعد انخفاض قيمته السوقية الى حوالي ١٩ مليار دينار بينما بلغت خسائر السوق منذ بداية التأثيرات السلبية للازمة المالية العالمية في شهر أيلول عام ٢٠٠٨ حوالي ١٨ مليار دينار مع ملاحظة ارتفاع حجم خسائر العديد من اسواق المنطقة نتيجة التأثيرات السلبية للازمات التي اشرنا اليها وحيث بلغت خسائر مؤشر سوق دبي المالي خلال الاربعة سنوات الماضية ٦٣٪ وخسائر مؤشر سوق الكويت ٥٥.٦٪ وخسائر مؤشر سوق البحرين ٥٨.٤٪ وخسائر مؤشر سوق أبوظبي ٣٥.٦٪ وسوق مسقط ٣٢.٣٪ وسوق الدوحة ١٠٪ وسوق الأسهم السعودي ٩٪ والخسائر الكبيرة المتراكمة لمعظم اسواق الخليج بالرغم من قوة اقتصادياتها وقوة موازين مدفوعاتها وفوائضها النقدية وتحسن اداء العديد من قطاعاتها الاقتصادية خاصة خلال العام الماضي وهذا العام بعد الارتفاع الكبير في سعر النفط يعود الى انخفاض كفاءة ونضج هذه الاسواق اضافة الى معاناتها من العديد من الاختلالات الهيكلية وفي مقدمتها سيطرة سيولة المضاربين الافراد وانخفاض الوعي الاستثماري وهو ما ينطبق أيضاً على سوق عمان المالي بينما لاحظنا بالمقابل ارتفاع مؤشر داوجونز الامريكي بنسبة ١٦.٥٪ مقارنة باغلاقة يوم ١٢ أيلول من العام ٢٠٠٨ وارتفاع مؤشر ستنادرد اند بورز الامريكي بنسبة ١٤.٧٪ وداكس الالماني بنسبة ١٨.٣٪ وهذا الارتفاع يعكس كفاءة ونضج هذه الاسواق نتيجة ارتباط حركة مؤشرات أداءها بالاساسيات المالية والاقتصادية والاستثمارية المحلية والعالمية
٢- تأثر اداء سوق عمان المالي خلال الاربعة سنوات الماضية سلبا بالعديد من العوامل الاقتصادية والمالية المحلية والعالمية اضافة الى تاثره سلبا بالاوضاع السياسية والأمنية الاستثنائية المحلية وفي المنطقة كما تأثر اداء السوق سلبا بأداء نسبة هامة من الشركات المدرجة وتعثر العديد منها لسوء الادارة او فساد ادارات اخرى اضافة الى تأثره سلبا بتشدد البنوك في الإقراض لغايات الاستثمار في السوق نتيجة ارتفاع مخاطره كذلك تأثر السوق بتراجع النمو الاقتصادي وتاثيراته السلبية على اداء العديد من القطاعات الاقتصادية وتاثر السوق بتراجع تدفقات الاستثمار غير الاردني وتاثره بالمؤشرات المالية والاقتصادية المحلية وفي مقدمتها عجز الموازنة وتراجع الاحتياطيات الاجنبية وارتفاع مستوى الدين العام وارتفاع مستوى البطالة وغيرها من المؤشرات المالية والاقتصادية باعتبار ان مؤشرات السوق المالي تعكس او مراه لمؤشرات الاقتصاد الوطني
٣- وقف نزيف سوق عمان المالي مرتبط بتحسن العديد من المؤشرات يأتي في مقدمتها تحسن الأوضاع السياسية والاجتماعية والأمنية وحيث لاحظنا على سبيل المثال ان مؤشر البورصة المصرية ارتفع بنسبة ٦٠٪ خلال هذا العام وهي اعلى نسبة ارتفاع يحققها المؤشر منذ عام ٢٠٠٥ بعد استقرار الأوضاع السياسية والأمنية والذي أدى الى ارتفاع مستوى التفاؤل لدى المستثمرين المصريين والأجانب سواء المستثمرين في البورصة او المستثمرين في الاقتصاد الحقيقي بينما خسر هذا المؤشر ما نسبته ٥٠٪ من قيمته العام الماضي نتيجة تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والذي أدى الى تراجع الثقة وارتفاع المخاطر وهروب معظم شرائح المستثمرين وبالتالي فان تحسن واستقرار الأوضاع الاسياسية والأمنية في الأردن سوف يساهم في تعزيز تدفقات الاستثمار الاجنبي المباشر وغير المباشر ويعزز من تحويلات المغتربين واحتياطيات العملات الاجنبية ونمو القروض المصرفية وتحسن قطاع السياحة وغيرها من القاطاعات كذلك يساهم في رفع مستوى معنويات المستثمرين بعد تراجع المخاطر وحيث نلاحظ ان عامل الخوف والترقب يساهم في الابتعاد عن استغلال الفرص الاستثمارية المتوفرة في السوق في ظل ضبابية توقعات تطور الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية على المدى القصير والمتوسط .. وللحديث بقية.

"الرأي"