نشرت "عمون" مقالاً قبل ايام للزميل الكاتب باسم سكجها في الدستور نشرته"عمون" حول اهمية اللقاء
الاردني السوري ننشره مرة اخرى لاهميته :
هنأ الملك الرئيس الأسد بإعادة إنتخابه، وفي الأحوال الطبيعية فهذا خبر عاديّ، لا يمكن قراءة ما بين سطوره، ولكنّه في حقيقة الأمر خبر مهمّ، فالعلاقات بين البلدين، التي رُشّحت في بداية القرن لأن تكون نموذجية في المنطقة، لاعتبار تقارب القيادتين في السنّ، وفي حجم الطموح بالاصلاح، شهدت بروداً لا يخفى على أحد، ولسبب الخيارات السياسية التي فرضت على كلّ بلد وجهة مختلفة.ولعلّ الحادي عشر من سبتمبر، وتداعيته، هو السبب المباشر، ففهم التطوّرات والاستراتيجيات الجديدة، والمواقف منها، لم تكن سهلة على الطرفين، وليس سرّاً أنّ البلدين اللذين تفرض الجغرافيا السياسية عليهما عدم الجلوس على مقاعد المتفرجين، إتّخذا مواقف متباعدة، وذلك سرّ البرود، ولكنّ حقائق الجغرافيا السياسية لا تتوقف هنا فحسب، فالبلدان جاران إلى أبد الآبدين، والعلاقات مهما تباعدت عليها أن تعود، وذلك ما جرى بين البلدين على مدار التاريخ الحديث.
ما بين السطور، إذن، كلام كثير، ويبدو أنّ الظروف التي باعدت صارت أقلّ تأثيراً، ووطأة الضغط عادت إلى الحجم الطبيعي، وفي كلّ الأحوال فما ستأتي به الأيام إلى المنطقة من جديد يتطلّب توحيد الجهود، إلى ما إليه من ضرورة العلاقات الجيدة لإقتصاد البلدين.
ومع علاقات طبيعيّة مع سوريا، سيقوى موقف الأردن المفوّض من العرب لشرح وترويج المبادرة العربية، وإذا كان هناك من هجوم سلام سيقوده الأردن، مبنيّ على موقف عربيّ صلب بعدم التفريط، فعلى العلاقات مع سوريا أن تكون ممتازة، لا مجرّد عادية، ويبدو أن الأيام المقبلة ستحمل لنا المزيد من الأخبار.