رسائل البشرى في السياحة بألمانيا وسويسرا العام 1889
22-09-2012 07:09 PM
عمون - على خطى اسلافه الرحالة العرب والمسلمين يتتبع الأديب والتربوي والعالم الازهري المصري حسن توفيق العدل (1862- 1904) في كتابه المعنون (رسائل البشرى في السياحة بألمانيا وسويسرا ) رحلته الاوروبية التي قام بها العام 1889 .
اعتبر الكتاب الصادر حديثا في ابو ظبي عن سلسلة كتاب مجلة تراث من اقدم ما جرى تدوينه عن ادب الرحلات والسياحة في كل من المانيا وسويسرا حيث جمع العدل بين دفتيه يوميات وانطباعات عن رحلة استمرت شهرا كاملا طاف خلاله عشرات المدن والقرى الموزعة بين المانيا وسويسرا وكتب عن بيئتها ومناخها وناسها وحراكها العمراني وعلومها ومدارسها وسلط اضواء على تحولات اوضاعها الاجتماعية والسياسية والدينية.
انطلق العدل في رحلته من برلين العام 1889 متجها الى مدينة هانوفر وغادرها الى مدينة مندن احدى ولايات بروسيا انذاك ومنها الى كولونيا وبون وكونجيس وفيسبادن ومينس وبادن بالمانيا ثم الى مدينة استراسبرغ واللورين قبل ان يعبر الى الاراضي السويسرية حيث وصل الى مدن بازل وبرن وتجول في اقليم بافاريا وعرج على لايبزغ في طريق عودته من رحلته.
كتب العدل وقائع رحلته بلغة سلسة بعيدا عن الغموض والتكلف الذي غلف نتاج الكتابة في تلك الحقبة حيث حفل الكتاب بتعابير توصف المناظر من التضاريس والطبيعة الخلابة وتكشف عن شاعرية في وصف مناخات ووسائل نقل دارجة ابان القرن التاسع عشر مضمنا الكتاب ابياتا من التراث الشعري العربي في اتكاء على كتب التاريخ الالماني في رسم صور قلمية للامكنة والاعلام.
يسد هذا الاصدار النقص بحق الثقافة العربية في ظل غياب اي مجهود حقيقي في احياء الاهتمام بادب الرحالة العرب الى عوالم وثقافات نائية حيث يطالب محرر الكتاب نوري الجراح في مقدمة استهل بها الكتاب بايلاء المخطوطات العربية المجهولة المزيد من عناية البحث والتنقيب عنها لتحقيقها في اصدارات ينتفع بها الجيل الجديد لتكون زادا له في وضع قراءات ودراسات حول الصلات والعلاقات بين الثقافات الانسانية.
مؤلف الكتاب حسن العدل , تعلم علوم الجغرافيا والرياضة والتاريخ واللغة الفرنسية في القاهرة العام 1883 التي غادرها الى المانيا مدرسا للعربية لغير الناطقين بها من دبلوماسيين ومستشرقين ورجال اعمال وامضى فيها خمس سنوات وعمل هناك على تأليف العديد من الكتب حول قضايا في اصول النقد والتاريخ وعلوم التربية، كما عمل استاذا للغة العربية في جامعة كامبردج وتوفي هناك عن عمر ناهز 42 عاما، ورثاه كبار ادباء وعلماء العصر انذاك منهم المفكر محمد عبده .(بترا)