حكاية رقم (1)
قبل شهور ... سعيت لاخذ موعد عند طبيب قلب في القطاع العام دونما جدوى ... فقلت : ليس ... لنأخذ موعدا عند احد أطباء القطاع الخاص ... وبدأت رحلة البحث ... الطبيب الذي أريد كان موعده بعد شهرين ... وبفية الاطباء في عاصمتنا الحبيبة عمان لم اجد عندهم موعدا قبل اقل من شهر !!!
ما الذي حدث ؟ الى هذه الدرجة وصلت حالة الناس وقلوبهم ؟؟
اتصلت بالصديق المعتق " ابو اسامة سمير الحياري " ... ووسطته باخذ موعد عند الاخصائي الفذ طبيب القلوب الحائرة والمتهالكة الباشا أكثم الحياري ... وهكذا كان ..
قلت بعد تجربتي تلك ... حبذا لو عدلوا شروط اطلاق لقب الباشاوية على من يستحقها ... لان الباشا ... هو باشا الاخلاق ... باشا النبل ... باشا الكرم والتواضع ...
لذا ... كان الصديق سمير الحياري ... فعلا يستحق اخوتي ومحبتي ... وكذلك الطبيب الانسان أكثم الحياري ... باشا في الاخلاق والعلم والانسانية .
هناك قائمة قد تطول من الاطباء في مختلف التخصصات تنطبق عليهم تلك المواصفات ... فهل يستطيع اي انسان ان ينكر ان الدكتور موفق خزنة كاتبي ليس باشا في العلم والاخلاق والتواضع والادب والفكر ... ومثله كثيرون : زهير ملحس وعبد الرحيم ملحس ـــ عافاهما الله ــ ويوسف القسوس ؛ وكامل العجلوني ؛ ومحمد الزاهري ؛ ومحمد الجمل الذي من أنبل أفعاله انه لا يتقاضى كشفية من أي مواطن مصري يقصده لانه يشعر بالجميل الأبدي لمصر عبد الناصر التي تعهدت بتدريس مئات الالاف من العرب ... وسهيل خلف .. ومعن خيطان .. وحسين الحيص وصائب الخشمان وسامح سمارة ورائد الشيول وأمين المعايطة ونعيم أيوب وخليل ابو عورة ... وقائمة تطول قد تغيب عن البال ؟؟
أما الصورة المغايرة لقائمة باشوات الانسانية والاخلاق ... طبيب فتح الله عليه فأصبح مشهورا على مستوى دولي ... يتنقل بين عيادته في العاصمة عمان ... وأخرى في عاصمة أوروبية مشهورة ... استدعي لحالة مرضية ترقد في مستشفى خاص بعمان ... عندما علم أنه سيتقاضى أجرة أتعابه من التأمين الصحي ... رفض معالجة تلك الحالة الالا ان تدفع نقدا !! وليذهب "ابقراط" وقسمه الى الجحيم !!
.........................................
تبا لمن يحمل لقب باشا زورا وبهتانا ولا تنطبق عليه مواصفات الباشوية في عرف الكادحين أمثالي !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكاية رقم (2)
يبدو أن "العولمة" بمفهومها المعاصر قد طالت رسالة مهنة الطب والتعليم معا وأحدثت تغييرا جذريا عميقا عليهما ...
أصبح الهدف تجاريا خالصا لوجه المعبود الأوحد باعتقاد الوافدين الجدد على تلك المهنتين النبيلتين ... لذا شهدنا انتشارا واسعا في قيام مؤسسات ضخمة من قبل المستثمرين فيهما !!
سأحصر الحديث الان في المؤسسات الطبية على امل الحديث فيما بعد عن المؤسسات الطبية عزوفا عن التشعب في وحدة الموضوع .
في العديد من المؤسسات الطبية ترى العجب العجاب من الاستغلال البشع لانسانية الانسان مما يقض مضاجع"ابو قراط" في قبره . في حالات عديدة ترفض مستشفيات خاصة معالجة أي حالة طارئة لمريض في أمس الحاجة لانقاذ الا بعد تأمين مبلغ نقدي يغطى تكلفة معالجته ... وكأن ذوي المريض عندما أصابته الحالة المرضية الهابطة من السماء كانوا على وعي من انفسهم بان يحملوا المبلغ معهم !!
من ابشع الحالات تلك التي اضطر ذوو مريض ان يلفوا عليه اكثر من مستشفى رفض معالجته الا بعد دفع التأمين ... وما بين البحث عن مستشفى يقبل الحالة وما بين الانتظار ... أسلم المريض روحه الى بارئها وهو ألطف به من جشع الجشعين ادعياء الانسانية !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحكاية الثالثة وليست الاخيرة )
ومن الصور البشعة التي لا أبرأ طرفا من التواطيء فيها ... اصرار معظم المستشفيات الخاصة على عدم اعطاء المريض المؤمن صحيا لدى وزارة الصحة كشفا تفصيليا بتكاليف معالجته ... انما يعطوه قيمة الكلفة الاجمالية للعلاج !!
لماذا ؟؟؟ الله ومن ثم العارفون ببواطن الامور اعلم !!
هل يوجد تفسير آخر غير أنهم يخفون أمرا على المريض وهو الطرف الثالث في المعادلة بعد المستشفى والتأمين الصحي التابع لوزارة الصحة المبجلة !!
....................................................
وتوتة توتة .... خلصت الحدوتة