قررت الحكومة العثمانية في سنة 1851م أن تؤلف وحدة إدارية في عجلون باسم سنجق عجلون ، وكان تمتد من نهر اليرموك شمالا إلى نهر الزرقاء جنوبا ، وكان مركزه مدينة اربد . كان يضم نواحي الكورة وبني جهمة والسرو والوسطية وبني عبيد والكفارات وجبل عجلون وجرش . وقد الحق هذا السنجق بمتصرفية حوران . كما شكلت الحكومة التركية سنجقا في السلط يمتد من وادي الزرقاء شمالا إلى وادي الموجب جنوبا ، وجعلته تابعا لمتصرفية نابلس . اما متصرفية الكرك فقد كانت تضم الأراضي جنوب الموجب . فيما ألحقت العقبة بالحجاز . وكانت الكرك في بداية العهد العثماني تخضع لسيادة قبيلة الأمامية وقبيلة العمرو من نسل عقبة من قبيلة حرب . ثم جاء التميميون أي ( المجالية ) من الحجاز وتمكنوا من اخذ زمام المبادرة من الاماميين ثم العمرو وسكنوا القلعة.، إلا إن العمرو تمكنوا من إخراجهم من القلعة واجلوهم إلى الخليل فعرفوا هناك بالمجالية ، - أي الذين جلوا من بلادهم - لان سكان الخليل كانوا أيضا من التمايمة ، حيث كانت قبيلة تميم تنتشر في جنوبي الأردن وجنوبي فلسطين . ثم تمكن المجالية من التحالف مع الحمايدة وتمكنوا من دخول الكرك والسيطرة على القلعة وإجلاء العمرو إلى الخليل . ثم عاد العمرو إلى الكرك بعد أن جرى الاتفاق على الصلح بين الطرفين . وفي 1892 أرسلت الحكومة التركية جيشا إلى الكرك فانشأوا فيها إدارة وعينوا فيها المتصرف حسين حلمي باشا .
وفي 1790 تعرضت شرقي الأردن لغزوات الوهابيين الذين تمكنوا من السيطرة على الجوف، ووصلوا إلى الكرك عام 1806م . وفي 1809م زحف الوهابيون شمالا إلى حوران ، إلا أنهم انسحبوا من البلاد بعد بعد أن غزا إبراهيم باشا بلادهم .
ولما قدم نابليون بونابرت إلى فلسطين عام 1799م ، خرج بدو شرقي الأردن لقتاله، وعلى رأسهم بنو صخر وبنو عباد فالتقوا بجيشه في مرج ابن عامر ، إلا أنهم تقهقروا بعد المعركة الغير متكافئة إلى شرقي الأردن .
وفي 1851 أسست الحكومة التركية سنجقا في عجلون ، شمل نواحي : الكورة وبني جهمة والسرو والوسطية وبني عبيد . فيما تبعت الرمثا إلى لواء حوران واتبع الغور إلى قائمقامية طبرية .
وفي 1881 تمكنت الحكومة التركية من تحصيل الضرائب من السلط ، ومن القبائل البدوية في البلقاء والكرك . وفي 1892 عينت الحكومة التركية متصرفا للكرك كان مرتبطا بوالي دمشق مباشرة . وفي 1905م أصبحت البلقاء وعجلون تتبعان متصرفية الكرك . وقد ثار الأهالي على العثمانيين بسبب الضرائب والتجنيد ، ففي 1905 ثار اهل الشوبك وفي 1910 ثار اهل الكرك.
في عام 1908م جرت انتخابات لمجلس المبعوثان العثماني ، فانتخب توفيق المجالية مبعوثا عن لواء الكرك . فيما مثل لواء حوران سعد الدين المقداد . وبعد ذلك جرى انتخاب أعضاء المجلس العمومي لولاية سورية ، وكان يتألف من أربعة أعضاء عن كل لواء ، فانتخب عن شرقي الأردن في الفترة الأولى السادة : عوده القسوس عن الكرك ، ويوسف السكر عن السلط ، وعبد النبي النسعة عن معان ، وعبد المهدي محمود عن الطفيلة ، وعبد القادر التل عن عجلون ، وعبد العزيز الكايد عن جرش . اما في الفترة الثانية فقد مثل شرقي الأردن السادة : زعل المجالية عن الكرك ، ومحمد الحسين وعلاء الدين طوقان عن البلقاء ، وخليل التلهوني عن معان ، وحسن العطيوي عن الطفيلة ، ونجيب الشريدة عن عجلون ، وشوكت حميد عن عمان.
وقد كان الأهالي في شرقي الأردن يدفعون الضرائب المختلفة للدولة العثمانية ومنها : ضريبة الويركو والمسقفات التي تجبى من أصحاب الأملاك والدكاكين والدور المعدة للإيجار. وضريبة العشر وتجبى من أصحاب الأراضي على الحاصلات الزراعية ، وكانت تجبى من قبل الملتزمين من شيوخ ووجوه الأهالي . وضريبة الأغنام وتجبى عن الأغنام والجمال المعدة للنقل . وضريبة التمتع وتحصل من التجار وأصحاب المهن وأرباب الصناعات . وضريبة العمال المكلفون على كل شخص يتراوح عمره بين العشرين والستين . وضريبة المعارف وتجبى عن الأمور التعليمية . وضريبة العسكرية وتجبى من الذميين خاصة النصارى لقاء إعفائهم من الجندية .
وكان أهم عمل قام به السلطان عبد الحميد هو مد الخط الحديدي الحجازي من استانبول مرورا بسورية وشرقي الأردن إلى مكة والمدينة ، للتسهيل على الحجاج ولأهميته من الناحية العسكرية . حيث ابتدأ مد الخط في عام 1900م من دمشق ، وافتتح خط درعا عمان عام 1903 ومن عمان لمعان عام 1904 ، ووصل الخط المدورة في 1906 . ووصل الخط المدينة المنورة في عام 1908 . وامتد فرع من الخط من درعا إلى حيفا مرورا بوادي اليرموك شمالي الاردن . اما محطات الخط الحديدي الحجازي التي تمر بالأردن فهي من الشمال إلى الجنوب : المفرق الخربة السمراء الزرقاء عمان أم الحيران وتسمى محطة القصر ، اللبن ، زيزياء ، ضبعة ، خان الزبيب ، السواقة ، القطرانة ، المنزل ، فريفرة ، الحسا ، جرف الدراويش ، عنيزة ، الجردون ، معان غدير الحاج ، مصول ، أبو طرفة ، الشيدية ، طويل الحاج ، فصوعة ، حطية ، بطن الغول ، الرملة تل الشحم ، المدورة .