وقف العنف: تداعيات على كل المستويات
د. عامر السبايلة
19-09-2012 03:19 AM
عمون - د . عامر السبايلة - استخدم المبعوث الاممي للأزمة السورية مصطلحات تشير بوضوح ان جوهر المهمة الأساسي يتمحور حول وقف العنف في سوريا. اكد الابراهيمي أن ايقاف نزيف الدم السوري اصبح مطلب جميع القوى المؤثرة في صناعة القرار المتعلق بالأزمة السورية. باختصار الابراهيمي يخوض معركة وقف العنف في سوريا.
تداعيات وقف العنف في اوساط المعارضة
في اطار التحولات الجارية في المنطقة و انفجار الازمة السورية اتضحت الصيرورة المتعثرة لاطياف المعارضة السورية باشكالها المختلفة و ادواتها و وسائلها. فقد شكل الرهان على التدخل الدولي أساساً لمشروع فريق كبير من أوساط المعارضة, مما ادى الى ارتهان مشروع المعارضة لاستراتيجة الاطراف الدولية و على رأسها الولايات المتحدة. و قد ظهر ذلك جلياً بعشرات التصريحات المتناقضة التي واكبت مراحل تطور الأزمة في سوريا. الأخطر ان هذه التناقضات و التخبط قد يؤدي لاحقاً الى صراعات قد تاخذ طابعاً دموياً يصعب التعامل معه لاحقاً. هذا المشهد يوضح السر وراء المرونة السياسية "المستغربة" التي أبداها النظام السوري منذ لحظة تكليف الابراهيمي و غيره من المبعوثين الدوليين.
اما تداعيات وقف العنف في اوساط مراكز القوى في لنظام فهي متعددة المستويات, و ذلك بفعل صيرورة مراكز القوى داخل أروقة النظام. ببساطة, الترجمة الواقعية لوقف العنف في سوريا تعني تراجع مراكز القوى التي انخرطت في حمام الدم السوري, و التي تبنت نظرية "الحسم الأمني". بينما يتعزز موقع بعض اوساط النظام الذين راهنوا على فعالية الحوار للخروج من المأزق, و الرهان على فكرة تشكيل ائتلاف وطني عريض تنخرط به قوى اقتصادية اجتماعية فعالة مدعومة من المؤسسة العسكرية السورية و تمثل أيضاً مصالح البرجوازية التقليدية التي قادت حرب الاستقلال في اربعينيات القرن الماضي.
اما التداعيات على المستوى العربي و الاقليمي و الدولي فاخذت طابعاً متعثراً. فقد اتضح ذلك من خلال تناقضات التصريحات المصرية سواء على مستوى الرئاسة او وزارة الخارجية و ذلك بفعل الضغوط الخليجية و الامريكية و الانكفاء السعودي الناتج عن صراعات اطرافه الداخلية.
على المستوى الاقليمي, لا يختلف الموقف التركي كثيراً بسبب الضغوط الروسية غير المنظورة. الموقف الايراني له حساباته الخاصة ايضاً و التي سارت به من موقف متشدد ازاء سوريا الى موقف اكثر تشدداً. في الاطار الدولي, التباين بين اطراف صناعة القرار الدولي كان واضحاً منذ البداية. الولايات المتحدة ترغب باطالة امد الأزمة و استنزاف قدرات الدولة السورية, بينما يظهر الجانب الروسي رغبة واضحة للاسراع بالخروج من الأزمة. يتفق الطرفان على الحل و يختلفان على الشكل و التوقيت و طريقة التطبيق.
اذا نحن نسير باتجاه وقف العنف و تداعياته على مجمل المراحل القادمة, كالمفاوضات و تشكيل الحكومة الانتقالية و اجراء الانتخابات التشريعية و الرئاسية.