شارفت الانتخابات على النهاية، وقبل ان ينفض السامر ولغايات التعليل على سبيل تحليل أسباب فوز من ينجح او من يخسر ، بشرف او بسوء تقدير ، اجدها فرصة سانحة لاستعراض بعض الارقام .بافتراض تقسيم المرشحين ( نواب المستقبل ) الى فئات ثلاث على أساس موازنة الانفاق على حملاتهم الانتخابية ، استنادا الى حجم الدائرة ، و القدرة او الرغبة في شراء الاصوات و أو حب الظهور لمرة واحدة.
يبلغ الحد الادنى لمعدل الانفاق حوالي 15 الف دينار للفئة الاقل حظا ،حتى بالنتيجة ، و الثانية بمعدل انفاق يقارب 75 الف دينار و الثالثة و مسماها المتعارف عليه بـ "الحيتان" والاسم الادق "الشطار" ليس من حيث الحجم بل من حيث القدرة على جمع المال ابتداء و من ثم انفاقه ( في غير محله) و التي اشاعت عن حملاتها الانفاق بالملايين ، لارهاب الخصوم او المنافسين و ربما للتعبير عن ما تمتعت به من "ذكاء" خاص و شطارة في جمع المال .
بحسبة بسيطة ، على قاعدة "الجدي بسعر امه "، نجد ان ما يهدر هو بحدود 75 مليون دينار ، اضافة الى ما ستتكبده الحكومة من مصاريف اداريه و تقدر بحدود خمسة ملايين دينار عدا عن مصاريف غير منظورة في تبديد وقت الناس بلقاءات و احتفالات و زيارة مقرات .
نخلص الى نتيجة ان كلفة مجلسنا العتيد يمكن ان تصل الى حوالي 250 مليون دينار، عندما سيضيف اليها ممثلينا في المجلس النيابي خلال السنوات الاربع المقبلة أعباءاً على الخزينة ، من كلف الرواتب و الجهاز الاداري و الانتقال و تمثيل الاردن في السفر الخارجي خير تمثيل، بالاضافة الى مصاريف العلاج و التامين الصحي لاسرهم و عائلاتهم مدى الحياة ، فضلاً عن النقص في عوائد الخزينة من اعفاءات جمارك وأثمان سياراتهم ، و تلقي الاعطيات ان توفرت من بعض المتنفذين على حساب الخزينة ،كما حدث ذات يوم ... الخ
وبافتراض ما تقدم و بمراعاة الكثير من حقيقة الارقام ومن باب تعليلة الانتخابات ، ارغب في طرح السؤال التالي ايهما اجدى للاردنيين مجلس نواب "يجر" الناس الى كل هذا الهدر وما لا ينفع ام جر مياه الديسي ؟؟؟
samirarabiat@hotmail.com