facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الشتائم لا تُنتج إصلاحاً


نبيل غيشان
18-09-2012 05:57 AM

الاحتجاج في الشارع عمل سياسي للتغيير لا للمباهاة .

نسمع عن هتافات تسميها الصحافة "ساخنة" أو "مرتفعة السقف" يطلقها بعض الشباب المتحمسين وهم يوجهونها بقصد إلاساءة إلى رموز الدولة ‘ فهل الشتائم مقبولة في العلم السياسي ؟ وهل هي الطريقة التي تؤدي إلى الاصلاح والتغيير المنشود ؟

لا أعتقد أن أحدا يريد للاحتجاجات الشعبية التي انطلقت منذ أكثر من 20 شهرا أن تنهتي من دون أي تغيير يشعر به الاردنيون ، بل نريد أن نصل إلى زبدة الكلام ، هدف تلك المسيرات والاحتجاجات "بناء نظام ديمقراطي حقيقي" يقوم على الشفافية والمساءلة والحداثة، نظام يحترم المواطن بعيدا عن عقلية "القطيع"، نظام لا يوجد فيه مواطن فائض عن الحاجه، بل شريك في كل شيء، نظام يقوم على دولة قوية وأساس متين.
التغيير المنشود لا يمكن أن يأتي من خلال "مراجل بِنْتُ لحظتها" وحماسة يقودها "طارئون" يوصلون الهتافات السياسية إلى حد الشتائم والقذف والذم ، من أعطاهم الحق في ذلك ؟ هل نحتاج الى مثل تلك الشتائم ؟ هل يمكن للشتيمة أن تطور مجتمعا؟

طبعا لا ؛ فنحن في هذه اللحظة التاريخية الخطرة التي يشتعل فيها الاقليم ، نحتاج إلى الهدوء والتصرف الحكيم للحفاظ على بلدنا ونظامنا السياسي ، ضمن برنامج وطني حقيقي يوصلنا إلى بَرِّ الامان ويقدم حلولا لكل المطالب المطروحة ، لا أن يسعى بعضنا الى التخريب والهدم تمهيدا للإغراق المركب ، فالاصلاح ليس بالضرورة أن يقوم بعد الخراب.

لا ننكر أهمية الاحتجاجات الشعبية في إيصال الرسائل للدولة و تحريك المياه الراكدة ، ودفع عمليات الاصلاح إلى الأمام ، لكن في المقابل فإن ثمة فوضى واختلاط الحابل بالنابل في الشارع ، وقلة احترام للوطن ورموزه ، فنحن مع النقد اذا كان محترما وموجها للبناء لا للهدم .

وللأسف فإننا نرى أيضا أن هناك من يركب على العشائرية وهو يطالب بالاصلاح والحداثة فإن هو خرج على المألوف عاد إلى عشيرته لتحميه وتدافع عنه ، نراهم شِللاً اذا أخطأ أحدهم بدل أن يُقوّموه ، تظاهروا لدعمه مطالبين بإعلان براءته ، فهل يمكن للعشائري أن يركب الثورة ؟ وهل يمكن للمحتجين أن يختطفوا العشائر ويحتكروا تمثيلها في عملية سياسية يمكن وصفها بالديمقراطية. وهل يجوز للعشائر ان تختطف الديمقراطية ؟

لا شك أن عمليات الخلط الجارية بين النقد المباح والتجريح والشتم ستوصلنا إلى عنق الزجاجة الذي لا يفيد بشيء بل يولد الحساسيات بين أبناء الشعب ويقوي الخلاف بينهم.

هل من المعقول بقاء تلك الفوضى في الشارع من دون رادع ؟ كيف يمكن منع إهدار فرصة التغيير ؟ كيف يمكن الاستفادة من تلك الحراكات لإحداث نقلة نوعية في المجتمع ؟ هل الصحيح ان يبقى تشكيل الحراكات الشبابية مرهونا بالأصدقاء والمعارف لا بالبرامج السياسية ؟

بكل بساطة إن ما يُجرى في الشارع هو عمل سياسي لا عملا للمباهاة أو التطاول على الرموز أو الأشخاص، لذلك لا بد من إنهاء حالة الشرذمة والمزاجية والاستعراض أمام الآخرين وتوحيد أدوات التعبير وأشكاله كلها والتوافق على برنامج وطني واقعي قابل للتنفيذ، يدفعنا جميعا إلى الأمام ،مواطنين ونظاما سياسيا.

العرب اليوم





  • 1 كلام ذهب 18-09-2012 | 10:32 AM

    نعم اتفق معك (فنحن مع النقد اذا كان محترما وموجها للبناء لا للهدم .)

  • 2 احمد السوالمه 18-09-2012 | 11:30 AM

    كلام عاقل , ماذا تفيدنا الشتائم ؟ لماذا يهب البعض للدفاع عن مخالفي القوانين ؟ شكرا لعمون

  • 3 صخر 18-09-2012 | 01:16 PM

    يا عمي الناس مأزوفة..... طفر وقلة زفر !!!

  • 4 مصطفى الشيخ 18-09-2012 | 03:47 PM

    بعض الناس فسروا وفهموا الحرية على انها سب الناس والتعرض لأعراضهم واتهامهم جميعا بتهمة " الفساد " التي أصبحت جاهزة لكل من كان في منصب سابقا ، واعتبروا الجرأة في المسبات وتجريح الناس شطارة وكأن الناس ليس لديهم لسان ، ليس دائما الصوت المرتفع هو على حق ....؟؟؟؟

  • 5 بكر خليل السعايدة/الطفيلة 18-09-2012 | 04:27 PM

    استاذ نبيل غيشان المحترم شكرا على المقال.نعم الشتائم والقذف والذم حجات المفلس الذي لا يوجد عنده اي برامج سياسية.

  • 6 المسلم ابن المسلمين 18-09-2012 | 05:50 PM

    كلام متزن ويراد به الحق ومخلص ويا ليت يتحلى الجميع بالأخلاق والقيم والمثل.
    نعم هناك مسيئين في البلد من فاسدين ومرتشين وحرامية ... لكن الأصل أن لا يشار الى أحدهم ما لم تثبت عليه تهمة وأنا أعتقد بأن أحدا لن يشار عليه في الأردن لأن لملمة الطوابق موجود وملفات الفسات تغلق أولا بأول ويتم التحفظ عليها وما وجود بعض الرموز في السجون هنا وهناك غير ذر الرماد في العيون.
    أعتقد أن نية الإصلاح الحقيقي غير موجودة مع وجود بعض الآليات المشوهة هنا وهناك.
    الله يكون بعون هالوطن.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :