facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الملك أسمى من كل الظالمين


شحاده أبو بقر
18-09-2012 03:03 AM

الملك أسمى من كل الظالمين والاردنيون بإذن الله عائلة كريمة!


عندما يصبح الزمن صعبا , يوضع الناس على المحك , وهنا يغدو شرف الكلمة الصادقة التي تتقي الله جل في عليائه ولا تخشى في الحق لومة لائم , هو الشرف الذي لا يدانيه شرف , وحيث تختلط الأمور في بلادنا هذا الأوان , وتعج ساحة الوطن بالغث والسمين على حد سواء , ويربو الحابل على النابل , وتوجه التهم لهذا والمديح لذاك وبغير وجه حق في الأعم الأغلب , وحيث يطفو على السطح رويبضات ويخبو بريق أكثر من حليم حائر , نعم حيث يحدث هذا وأكثر ... فإن الواجب يقتضي ممن يستبين الحقيقة أن يقولها وأجره على الله غير هياب أو متردد , وإلا فهو جبان ينحني أمام العاصفة وعلى طريقة سكن تسلم بحثا خالصا عن مكسب أو مغنم أو منصب!!

سأقولها وأجري على الله وحده لا سواه , ومهما كان الثمن , فالملك الهاشمي المحترم المتحدر نسبه من عترة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم , هو بلا منازع أسمى من كل أولئك الذين يهمزون ويلمزون وبالذات من تسنموا سنام السلطة طويلا أو هم ما زالوا بها يتنعمون ولا يترددون عن المتاجرة بهموم شعبنا المغلوب على أمره , وأستثني منهم قلة أعرفهم جيدا وأشهد لهم بالصدق وبأن قلوبهم على الوطن ولا أذكر أسماءهم كي لا أوصف بالنفاق أو بالباحث عن مكسب , وهم اليوم في الإتجاهين بعضهم داخل السلطة وبعضهم الأخر خارجها .

لقد تسلم الملك عبدالله الثاني إبن الحسين زمام السلطة صفحة بيضاء , لا شاغل له إلا البحث عن نهج يحسن به مستوى عيش الناس , فقد كانت الأزمة الإقتصادية في بداياتها , وكانت شكاوى الناس من ضنك العيش أخذة في التنامي , وبدأت المسيرة على هذا النحو , شعب يتذمر بفعل ضيق ذات اليد , وملك يقول أن أسرته إتسعت لتصبح ستة ملايين إنسان , وهو يسعى مخلصا لتحسين مستوى عيشها حتى لو تطلب ذلك إجراءات وقرارات إستثنائية , وكان التوجه الرئيس في هذا المجال هو التحول الشامل نحو التخاصيه , وهو توجه لم يجد معارضة تذكر لا في الشارع ولا على مستوى السلطة الرسمية , وإنما كان الجميع تقريبا مقتنعون بنجاعة هذا التوجه في حل مشكلات الدولة كافة , الإقتصادية والإجتماعية وحتى السياسية, ولم يعارض أحد اللهم ربما بإستثناء رجل دولة محترم كانت له وجهة نظر مختلفة بشأن العقبة قالها بوضوح تام .

بدأت المسيرة والهم الوحيد للملك رب الأسرة هو أن ينجح النهج في تحقيق المطلوب , وكأمر طبيعي إستدعى ذلك إنخراط رجال كثر في هكذا مسيرة , بعضهم عمل بنية صافية وبوطنية صافيه , وبعضهم الأخر لم يكن كذلك على الإطلاق , والتقت ولسوء الحظ مؤثرات الداخل والخارج معا , وتعثرت المسيرة في منتصف الطريق , وصارت العودة الى الوراء صعبه , ووجد بعض ضعاف النفوس فرصتهم السانحة للثراء على حساب قوت الناس , ولم يردعهم عن ذلك خلق ولا دين ولا حتى رحمة بهذا البلد الذي لم يتنكر يوم لأحد , وبعضهم سعى ظلما وبإصرار على تزيين الصورة مدعيا بأن الأثار الإيجابية لنهج التحول الإقتصادي الشامل والسريع ستظهر ولكن بعد حين , ومن هنا كانت دائما تأكيدات جلالة الملك بالحاجة الى الصبر إنتظارا للنتائج الطيبة , وذلك وفقا لرؤى أولئك الذين قدموا أنفسهم بإعتبارهم خبراء في الإقتصاد , وكانوا السبب في سرعة التحول ودفعة واحدة دون حساب للنتائج , أو حتى الإلتفات الى حقيقة أن التحول في كل أمر في هذا الوجود يجب أن يكون متدرجا تدرس نتائج مراحله تباعا لإستبيان مدى نجاحها والانتقال نحو مرحلة أخرى في ضوء ذلك , أو التوقف والعودة الى الوراء إذا لم تكن النتائج ذات أثر إيجابي على حياة الناس ومجمل إقتصاد الدولة .

يذكر الأردنيون جميعا أن الملك كان دائم المطالبة للناس بالصبر , ودائم التأكيد على البعد الإجتماعي لهذا التحول من حيث تحسين مستوى عيش المواطن بإعتبار أن هذا الهم هو الشغل الشاغل للملك بالذات , وهو بالضرورة ينطلق في هذا كله من تأكيدات الخبراء والمسؤولين جميعا وبلا إستثناء , على أن النهج الجديد سيأتي بالسمن والعسل وأن الأمر يتطلب فقط الإنتظار قليلا , وبعضهم قال لنا أن هذا النهج هو بمثابة الدواء المر الذي لا بد من تناوله كي نشفى ولكن بعد أن يأخذ الدواء مفعوله !!

دخلت المنطقة والإقليم وحتى العالم في ضائقة إقتصادية , وجفت مصادر المساعدات والعون الخارجي الذي ظل يشكل على الدوام أحد أهم الأعمدة الرئيسة في الإقتصاد الوطني الأردني , وتوقفت كذلك وبشكل ملحوظ مصادر دخل الخزينة من مواردها الطبيعية التي شملتها الخصخصة , وإنحسرت فرص العمل وساد الغلاء كإنعكاس للإقتصاد العالمي بمجمله , وازداد تذمر الناس الناطرين للفرج , وكانت تلك الحقبة مسؤول عنها مباشرة كل من ساهم فيها من داخل السلطة وخارجها , والخطأ هو خطأ الجميع بلا إستثناء , وليس عدلا أن يهمس أحد بتحميل المسؤولية للملك , فالذين إتخذوا القرارات وجلسوا على طاولة الملك وزينوا قراراتهم وأكدوا أنها ستأتي بالترياق , والذين سكتوا وهم يعرفون المصير , هم جميعا خدعوا الملك , والذين تقاسموا المناصب والمغانم بإسم النهج الجديد , هم من يتحملون المسؤولية كاملة وليس الملك , والذين يتذمرون اليوم من خارج مربع الشعب يتحملون هم كذلك قسطا من المسؤولية .

ليس من شأن الملك أن يتحلل من المسؤولية , فهو الأب ورب الأسرة وقائد المسيرة , ومن الطبيعي أن يحمل نفسه أخطاء غيره وذلك هو شأن كل كبير , فلقد جرب حكومات عديدة , ومسؤولين كثر سابقين وغير سابقين , ولم يلتفت حتى الى إنتقادات الخارج لكثرة تشكيل الحكومات أملا في أن يعثر على ضالته , وأن توفق الدولة بحكام ينتشلونها من عثراتها , فليس مطلوبا من الملك أن يكون خبيرا في الإقتصاد أو بشؤون المجتمع أو بقضايا المياه والطاقة والتعليم والزراعة والسياحة والخدمات وإنما هي إختصاصات يتحمل مسؤولياتها هي وسواها من المرافق العامة من يشغلونها رسميا , ولا مجال لإنكار أن الملك منح الصلاحيات الكاملة لكل أولئك الذين شغلوا المواقع العامة لمقاربة الإبداع وتحقيق المطلوب ورفع الضنك عن كاهل الناس وتحسين مستوى عيشهم , ولا جدال في أن الملك وككل حاكم يتمنى أن ينام ليله هانئا في وطن يسوده الأمن والرخاء والإزدهار ورغد العيش , ولا سبيل أمامه لتحقيق أهداف سامية كهذه , إلا من خلال مسؤولين أكفياء مخلصين !!

مؤسف لا بل ومحزن , أن الكثرة ممن تسلموا دفة المناصب وظفوها في خدمتهم هم ومحاسيبهم , وتحلل بعضهم حتى من تقوى الله , وما كانوا أمناء في تحمل المسؤولية برغم القسم الذي لا يلتفت بعضهم الى معناه بمجرد أدائه ! , وهم وكمعظم الناس في هذا الزمان أصحاب وجهين , وجه يقابلون به الملك والعامة ويظهرون كما لو كانوا ملائكة , ووجه أخر خاص بهم هو الوجه الحقيقي الذي على أساسه يتصرفون خلافا لمصالح الدولة والشعب والوطن وخدمة لمصالحهم وحدهم !

هذا هو الحال , ملك يعتبر نفسه مسؤولا عن حياة ومصالح وعيش شعب ووطن , وغاية ما يتمنى هو إرضاء هذا الشعب , ورفعة هذا الوطن , ومسؤولون رأى بعضهم أن الوطن مزرعة خاصة بهم يجوز لهم أن يفعلوا فيها ما يشاؤون , وكي لا ينكشف ضعفهم وضعف نفوسهم وفقرهم الى شيء من الإبداع الذي يجعل منهم رجال دولة حقيقيين , إستعانوا برويبضات أوصلوهم الى المناصب في إدارة الدولة , وهم يعرفون أن لا ولاء في نفوس هؤلاء الى لمن أوصلوهم , وأن لا وجود لشيء أسمه " وطن " في تفكيرهم , فهو مجرد بقرة حلوب بالنسبة لهم , وهذا الصنف من البشر يملك من الخبث والدهاء والتلون كالحيات , ما يؤهلهم في كل الأزمنة لإقتناص المكاسب والمناصب والمغانم على حساب الشرفاء الغيورين على بلدهم , ممن يمنعهم الحياء والكرامة من ممارسة التدليس والدجل والضحك على الذقون كما يفعل أولئك المحظيون بغير حق لهم !

هذا الحال لا بد وأن يصلح , ولا مجال لإصلاحه الا في إعادة نظر شاملة في النهج وأشخاصه , وليس ذلك بالأمر الصعب أو المستحيل , أما أن يرتكب البعض جرم المغنم والمنفعة على حساب الملك , فذلك ما لا يمكن أن يقبل به منطق , وكل الأردنيين والأردنيات الساعين نحو الإصلاح والعيش الكريم والتخلص والى الأبد من أولئك الذين أدموا بحق الدولة والشعب والوطن , مطالبون اليوم بالإلتفاف حول الملك , ليس على طريقة بالروح بالدم , وإنما بموضوعية تفتح حوار صادقا وطنيا حول الشؤون العامة , وبأسلوب يحقق الإصلاح المتدرج والمتسارع والهادئ تباعا , ولمصلحة كل مواطن على الأرض الاردنية , وبروح خلاقة تحقق العدل والمساواة والحرية المسؤولة , وتعطي كل ذي حق حقه , وتستبعد والى الأبد, كل الأفاكين والدجالين والرويبضات من المشهد العام للوطن , وهو وطن تزخر ربوعه كافة من عقربا الى العقبة , بكثرة كاثره من الشرفاء الأتقياء الأنقياء الغيورين عليه وعلى نظامه السياسي , المخلصين له والمتشبثين بخصوصية قيادته الهاشمية , المستعدين فعلا وبالفطرة , للدفاع عنه حتى بأرواحهم وبصدق لا بتزلف ورياء.

مشكلة الاردن كبيرة , وبالذات إقتصاديا , وهناك خلل في البعدين الإجتماعي والإقتصادي , وحلها بسيط بإذن الله سبحانه , وليس أمامنا الا أن نتوافق , فنحن بمجموعنا لا نساوي ساكني حي في إحدى عواصم العالم الكبرى , الا أن من مثالبنا أننا جميعا خبراء في السياسة , ولا نؤمن بالتخصص , وحتى برغم ذلك , فإن إصلاح أمورنا على قاعدة التقوى , ستنفعنا وتنفع ذرياتنا من بعدنا , أما أن يستمر الجدل والإتهام والتجريح والتشكيك دون أن نصل الى نتيجة , فتلك هي الطامة الكبرى.

ختاما ... أدعو كل منصف صادق غني أو فقير راض أو غاضب متحزب أو غير ذلك وطني أو قومي يميني أو يساري ومن أي صنف كان , أن يدرك " أن الجرح بالكف " وأن مروءة المؤمنين المنزهين تقتضي منا جميعا مداواة الجرح بهدوء وإتزان ورشد , كي لا نندم ساعة لا ينفع الندم , وأن يدرك أن ظروفنا وتربيتنا ومزاجنا تاريخيا كشعب عربي ومسلم , لا يمكن أن يستقيم الا في ظلال مؤسسة العرش الهاشمية , بإعتبارها مرتكز التوازن الإجتماعي والسياسي , وحالة على أساسها نشأت الدولة إبتداء , ثم تطورت حتى غدت وطنا أجمل من كل الأوطان !

نعم هي دعوة خالصة لوجه الله أولا لأن نتقي الله في بلدنا , وأن نكف عن هذا الجدل , وأن نجلس بنيات صافية لتجاوز المرحلة , فما يحيط بنا من مخاطر , وما يتهددنا من إستهداف صهيوني وإقليمي , وتقاطعات المصالح الإقليمية والدولية في هذا الزمن الخطير جدا , تستدعي أن نواجهها بالإتحاد والتوافق والإلتفاف حول وطننا , ونحن ندرك كل الأدراك , أن جسدنا هزيل هذا الأوان وقدراتنا محدوده وبلدنا وعيالنا أمانة في أعناقنا , وتلك مسؤولية كبرى نتحمل وزرها أمام "الله" جلة قدرته أولا وقبل كل شيء , والإسلاميون وغير الإسلاميين وكل من يتنفس هواء الاردن العزيز الغالي مطالبون اليوم بالذات بتجسيد حقيقة أننا في هذا البلد أسرة يقودها ملك هاشمي محترم , له علينا النصح والدعم والإحترام , ومؤكد أن الله الذي لا كبير سواه , سيكون معنا إن نحن غيرنا ما بأنفسنا نحو الأقوم , وإلا فلننتظر المجهول المعلوم المرعب لا قدر الله , وبعد ... الملك أسمى من كل من ظلمونا وظلموا الوطن , ونحن جميعا ومن كل المشارب بإذن الله عائلة كريمة!





  • 1 كركي 18-09-2012 | 03:32 AM

    الله يديم جلالة سيدنا ابو حسين ذخرا وسندا للمملكة ويطول عمره انشاء الله تعالى

  • 2 الملثم الاردني 18-09-2012 | 03:53 AM

    بوركت وبرك قلمك ... اعجبني ما خطيت الموشح بنفحات ايمانية صادقة

  • 3 عقبال الدكتوراة 18-09-2012 | 04:05 AM

    عقبال ما تحصل على الدكتوراة ..

  • 4 من الكرك 18-09-2012 | 04:26 AM

    نعتذر

  • 5 بني حسن 18-09-2012 | 10:47 AM

    ....... فالحكومة الجديدة على الأبواب

  • 6 إبن الاردن 18-09-2012 | 05:23 PM

    كلام رائع أخ شحاده بارك الله فيك

  • 7 أردني حتى النخاع 18-09-2012 | 05:27 PM

    مقال يستحق القرأه , كلنا فدوى لاردننا الحبيب وجلالة الملك خير من يحكمنا

  • 8 احمد العباي 18-09-2012 | 05:28 PM

    دائما مبدع يا أبو مازن أتمنى أن نقرأ لك دائما

  • 9 أردني غيور 18-09-2012 | 05:30 PM

    الله يديم علينا الأمن والأمان ويحمينا ويحمي بلدنا من كل مكروه , كلام قوي وبمكانه أخي الكاتب

  • 10 عموني 18-09-2012 | 05:37 PM

    كل الاحترام للمقال ولكاتب المقال

  • 11 مراقب 18-09-2012 | 05:40 PM

    كلام في الصميم ، تحلبل رائع ، شكرا للكاتب

  • 12 ابن السلط 18-09-2012 | 05:45 PM

    تفتقد الاردن لرجال الدولة الحقيقيين الذين لا تصعب أمامهم الصعاب , مقال جميل ومعبر شكرا للأخ الكاتب ولعمون الحبيبه

  • 13 درجة اولى 19-09-2012 | 11:14 AM

    المحرر...نعتذر

  • 14 لمار بكر 19-09-2012 | 12:29 PM

    نصحت فاحسنت النصيحة كما هي عادتك لانك الغيور على وطنك ، مقال رائع وتحليل منطقي وواقعي ....... بوركت وبورك صوت الحق وحمى الله الاردن والملك وادام علينا الامن والامان

  • 15 حسن الرحامنه 19-09-2012 | 01:50 PM

    الاخ ابومازن مقال روعه في التعبير ويستحق الوقوف عليه وارجو الاستمرار اشكرك جزيل الشكر فالعمل الحالص لله صدقه


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :