أبو مرزوق: الأنفاق أغلقت في عهد مرسي بشكل لم يحدث في عهد مبارك
17-09-2012 01:50 PM
عمون - قال الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إن الرئيس المصري محمد مرسي تحركه مصالح بلاده القومية، مدللا على ذلك بقوله إن الأنفاق بين مصر وقطاع غزة أغلقت بشكل لم يحدث في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. ولفت إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) غاضب من «حيادية مصر الجدية» تجاه الأطراف الفلسطينية.
وأعرب أبو مرزوق، في حوار مع «الشرق الأوسط»، عن اعتقاده بأن مقولة «مصر تقف على مسافة واحدة من الفصائل الفلسطينية»، ليست جديدة في السياسة الخارجية المصرية، وقال: «هذه المقولة كانت تقال على مدى سنوات عديدة وكان يرددها الرئيس مبارك والراحل عمر سليمان (نائب الرئيس السابق، رئيس جهاز المخابرات المصرية سابقا) باستمرار ولم يغضب أبو مازن، لأنه حينذاك لم تكن هذه المقولة حقيقة.. كانت مصر في ذاك الوقت منحازة مائة في المائة للسلطة الوطنية الفلسطينية». ونفى أبو مرزوق عزم الحركة إقامة تمثيل دبلوماسي مستقل عن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وقال إن «تدريب كوادر حماس على العمل الدبلوماسي لا يعني أننا بصدد القيام بعمل تمثيل دبلوماسي مستقل». وأدان أبو مرزوق الإساءة إلى الرسول الكريم، وفى الوقت نفسه، أدان مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا.
وأشار أبو مرزوق إلى أن الانتخابات الفلسطينية تعد «قضية تعجيزية»، حيث إن إجراءها في الوضع الراهن يطرح أسئلة عديدة، مشددا على ضرورة المضي قدما في ملف المصالحة دون وضع عراقيل وشروط مسبقة.
وقال أبو مرزوق إن الفلسطينيين في حاجة إلى العمل بمشروع وطني متوافق عليه، وتشكيل مجلس وطني فلسطيني منتخب أو متفق عليه، حتى يمكن حل الإشكاليات الخاصة بتضارب البرامج، بعد أن بات «خيار التسوية السياسية خيارا عاجزا لا يستطيع أن يصل بالشعب الفلسطيني إلى ما يتمناه». وفي ما يلي نص الحوار:
* تردد أن حركة حماس تنوي إقامة تمثيل دبلوماسي مستقل عن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، ما حقيقة هذا الأمر؟
- تدريب كوادر من الحركة (حماس) خلال دورة دبلوماسية لا يعني أننا بصدد القيام بعمل تمثيل دبلوماسي مستقل، وإنما يعني أن الحركة تريد تدريب كوادرها في كل المجالات؛ ومنها المجال الدبلوماسي.
* أثار الرئيس محمود عباس قضية التمثيل الفلسطيني في قمة دول عدم الانحياز في طهران، فما سر اعتراض الرئيس عباس على مشاركة إسماعيل هنية (رئيس وزراء الحكومة المقالة)؟
- خطاب الرئيس عباس الأخير تعرض لقضية التمثيل الفلسطيني، وتحدث حديثا غير مناسب في هذا الموضوع، فإسماعيل هنية لم تتم دعوته باعتباره ممثلا لمنظمة التحرير الفلسطينية.. كانت الدعوة واضحة؛ إذ جاءت بوصفه ضيف شرف في المؤتمر، ولا نعرف لماذا تفجر غضبه. هنية زار العديد من الدول من قبل، ولم نشاهد هذه الغضبة من أبو مازن. كما أن هنية ليس نكرة كما يقول أبو مازن، الذي لا يرى أي أطراف أخرى، رغم أن هذا الطرف بالذات هو الطرف الذي فاز في الانتخابات.. وإن كنا نتحدث عن الطرف الذي يحظى بالشرعية اليوم، فهو هنية الذي كان على رأس الحكومة المنتخبة، وبالتالي لا يستطيع أبو مازن أن يلغي ما يشاء ويثبت ما يشاء.. هذا أمر غير مناسب. هذا هو السبب الذي جعل أبو مازن يغضب من الموقف المصري، فحينما تقول مصر إنها على مسافة واحدة من مختلف الأطراف الفلسطينية، يقول أبو مازن إنه ليس هناك أي أطراف فلسطينية أخرى. نعتقد أن الرجل في حاجة لنظارة لكي يرى أن هناك أطرافا فلسطينية تحظى بشرعية آخر انتخابات في البلاد.
* في رأيك؛ ما سبب غضب أبو مازن؟
- الذي أغضب أبو مازن هو جدية حيادية مصر تجاه الأطراف الفلسطينية وملفاتها، فمقولة «مصر تقف على مسافة واحدة من الفصائل الفلسطينية»، ليست جديدة في السياسة الخارجية المصرية، فهي كانت تقال على مدى سنوات عديدة وكان يرددها الرئيس السابق حسني مبارك والراحل عمر سليمان باستمرار ولم يغضب أبو مازن، لأنه حينذاك لم تكن هذه المقولة حقيقة، كانت مصر في ذلك الوقت منحازة مائة في المائة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وكانت تتعامل مع حماس بحكم الأمر الواقع، لكن أبو مازن وجد الآن في عهد الرئيس محمد مرسي نوعا من الجدية في حيادية مصر تجاه القضية الفلسطينية وملفاتها، مما أغضبه غضبا شديدا، وهذا لا يحق له.
* ألا تعتبر قيام وفود من حماس بزيارات خارجية يمثل نوعا من ازدواجية في التمثيل الدبلوماسي؟
- هناك دول تتعامل مع حماس ولا تتعامل مع السلطة.. نحن لا نشجع هذا، لأننا لا نريد أن تكون هناك ازدواجية في التمثيل بأي حال من الأحوال، ولكن وجود ممثلين للحركة في أي دولة من الدول، لا يعتبر ازدواجية تمثيل، التمثيل لمنظمة التحرير ولا نطلب أن نكون بديلا لهذا التمثيل، ولكن في عدد كبير من الدول، كان هناك ممثل لفتح وممثل لمنظمة التحرير ولم يتحدث أحد عن ازدواجية التمثيل. على أبو مازن أن يقرأ التاريخ الفلسطيني الحديث بكل شفافية؛ فهناك مسؤول لفتح في أكثر من دولة، وفي الوقت نفسه، موجود ممثل لمنظمة التحرير.. فهذا الأمر واضح للغاية ولا لبس فيه، وعلى أبو مازن أن يتحدث بدقة أكبر.
* الرئيس أبو مازن أثار قضية المقاصات التجارية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.. البعض تساءل عما يعنيه وما أبعاد هذه القضية بالضبط؟
- لقد تحدث أبو مازن لأول مرة في قضية المقاصات، والناس يجهلون ما المقاصات؛ لذلك فوجئ كثيرون وتساءلوا عن الذي يتحدث عنه أبو مازن. الكيان الصهيوني يفرض على كل بضاعة تدخل قطاع غزة ضريبة، وهذه الضريبة ترد للسلطة الفلسطينية شريطة أن تكون أوراق الضريبة موجودة لدى السلطة الفلسطينية فتستبدل بها أموالا؛ وهذا صحيح، وهناك بعض أوراق الضريبة لا تستطيع أن تحصلها السلطة الفلسطينية وتحصلها الحكومة في غزة، وبالتالي أصبحت هناك أوراق ضريبة موجودة في غزة المفروض أن يتم استبدال أموال بها، وهي حق للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. إسرائيل ترفض التعامل مع قطاع غزة كما أن حماس ترفض بدورها التعامل مع إسرائيل، فالوسيلة الوحيدة لاسترداد الأموال يكون عبر السلطة، وحماس مستعدة جدا لاسترداد هذه الأموال عبر السلطة الفلسطينية، لكن السلطة لا تتمتع بمسؤولية كافية في أن ترد أموال الضريبة التي هي حق لقطاع غزة. لقد تمت تسوية الموضوع في الفترة الأخيرة وتم إعطاؤهم مبلغا يزيد على 30 مليون شيقل من أجل بناء طريق لاستردادها، لكنهم أخذوا الأموال ولم يفعلوا شيئا في القطاع، والمفروض، حسب الاتفاق، أن تصرف الأموال في القطاع ولا تصرف في أي مكان آخر، وهذا ليس تحيزا لمنطقة دون منطقة.
* الرئيس أبو مازن يقول إن معظم ميزانية السلطة الفلسطينية تصرف على قطاع غزة؟
- هذا قول غير صحيح، فكل ميزانية السلطة الآن تنفق جغرافيا في الضفة الغربية، ولا ينفق شيء في غزة سوى الرواتب، والرواتب مقدارها مائة مليون شيقل، وهي بالمناسبة لا تتعدى 30 أو 25 في المائة من الميزانية، وليس 48 في المائة كما يقول الأخ أبو مازن، وهي أيضا معظمها من أموال الضرائب التي تحجز في قطاع غزة.
* ما آخر تطورات ملفي «المصالحة الوطنية» و«الانتخابات»؟
- أبو مازن قال إنه لا يستطيع أحد أن يرفض الانتخابات بوصفها وسيلة من أجل تحديد خيارات الشعب في قياداته، وهي الوسيلة الحضارية المعمول بها في هذا الزمن، ولا يستطيع أحد أن يتجاوزها، ولا يملك أحد شرعية من دون شرعية انتخابية، ولكن هذا ليس له علاقة بإعادة اللحمة وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وبوضوح، يعني وحدة المؤسسة الرئاسية؛ حيث اتفقنا على أن يكون أبو مازن هو الرئيس، كما اتفقنا أن يكون أبو مازن هو رئيس الحكومة الفلسطينية، لكنه هو الذي لا يريد المضي في تشكيلها، واتفقنا على أن يعاد المجلس التشريعي، ووضع ميزانية واحدة وخطة واحدة، وهذه أبرز العناوين المتعلقة بالوحدة الجغرافية والسياسية بين قطاع غزة والضفة الغربية. ونحن نعتقد أن الانتخابات قضية تعجيزية، لأن هناك عدة أسئلة سوف تثار فيها، حيث إن الانتخابات الشاملة سوف تعبر عن وحدة الشعب الفلسطيني أكثر من انتخابات في الضفة الغربية وأخرى في قطاع غزة، بمعنى تجديد القيادة الفلسطينية المسؤولة والممثلة للشعب الفلسطيني، وبمعنى آخر انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني، وهذا أولى من انتخابات الضفة الغربية وقطاع غزة.. والأمر الثاني، إذا جرت الانتخابات وتم استثناء القدس هل سيرضي هذا الرئيس أبو مازن، وهذه القضية لم تحل بعد وهناك رفض إسرائيلي حتى هذه اللحظة لإجراء انتخابات هناك، فضلا عن حرية ممارسة العمل السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل حتى تكون انتخابات حرة ونزيهة وشفافة؟ فهذا أيضا أمر لم يتحقق. ويبقى السؤال الأخير؛ هو: ماذا لو جرت الانتخابات وفازت حماس، هل تستطيع هذه الأخيرة أن تمارس عملها أم سيتم وضع العراقيل أمامها كما حدث سابقا في انتخابات 2006، حينما حرمت حماس من أن تأخذ حقها الطبيعي بعد اختيار الناس لها في السلطة الفلسطينية؟ وبالتالي، أعتقد أن هذه ذريعة يجب أن تنتهي ويذهب الناس مباشرة إلى الحديث متجاوزين كل الحساسيات والشروط من أجل إنهاء الانقسام وبدء صفحة جديدة، مع ملاحظة أننا في الساحة الوطنية الفلسطينية بحاجة إلى مراجعة شاملة لكل المسار السياسي، لأن أبو مازن من دون شك وصل إلى طريق مسدود في التسوية السياسية، وإسرائيل لا تؤمن بحل الدولتين في الوقت الحاضر، وأصبحت تنتظر اللحظة المناسبة لانسحاب أحادي الجانب، وبالتالي ترك الفلسطينيين وشأنهم في جزء من الضفة الغربية، ولن يستطيعوا حيال ذلك فعل شيء بسبب سطوة الأجهزة الأمنية، ومنعها وجود أي نفس للمقاومة داخل الضفة الغربية.
* وفي تقديرك؛ ما الأزمة الحقيقية الآن على الساحة الفلسطينية؟
- نحن لدينا مشكلة في المشروع الوطني.. نحن بحاجة إلى العمل بمشروع وطني متوافق عليه، وأعتقد أن هذه المهمة هي المهمة التالية لتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني المنتخب أو المتفق عليه، والمهمة الثانية هي حل الإشكاليات الخاصة بتضارب البرامج، خاصة أننا جربنا كل البرامج الموجودة، وأصبح خيار التسوية السياسية خيارا عاجزا لا يستطيع أن يصل بالشعب الفلسطيني إلى ما يتمناه، فنحن أمام ربيع فلسطيني، وهذا الربيع يبشر بخير بالنسبة للقضية الفلسطينية مستقبلا، ويجب أن تكون الساحة الفلسطينية مهيأة لاستقبال آثار الربيع الفلسطيني بشكل موحد وقوي وبشكل به رؤية سياسية نستطيع من خلالها إنجاز الأهداف الوطنية التي وضعناها لأنفسنا.
* هل تعتقد أن علاقات حماس بمصر تحسنت الآن بعد تولي الرئيس محمد مرسي السلطة في البلاد؟
- مصر تعمل من منطلق مصالحها القومية، وأعتقد أنه في الفترة الأخيرة تم إغلاق الأنفاق بشكل لم يتم في عهد مبارك، وتضرر الناس من إغلاقها بطريقة واضحة، وهذا يعني أن الرئيس مرسي يعمل ليل نهار من أجل رؤيته لخدمة بلده وأمنها القومي.. صحيح أنه يضع في الاعتبار القضية الفلسطينية، لكن همه الأساسي في الوقت الحاضر هو حل الإشكاليات الداخلية التي تواجه مصر. وحتى الآن، فإن مصر منذ فوز الرئيس مرسي لم تستضف أي لقاء حواري أو لقاء للمصالحة. أما في ما يتعلق بوقف عمل لجنة الانتخابات، فقد اتخذ هذا القرار قبل فوز الرئيس مرسي بالرئاسة.
* هل أسفرت التحقيقات التي تجريها مصر في حادث مقتل الجنود المصريين عن تورط أي من أبناء غزة؟
- حتى الآن لم تبلغنا مصر بأن فلسطينيا واحدا متورط في هذه العملية، فتحاليل الحمض النووي «دي إن إيه» لم تجر بسبب تفحم الجثث، إضافة إلى أن قطاع غزة معروف، وإذا غاب أي شخص يوما أو يومين؛ فالجميع يشعر بغيابه، فما بالك بأجهزة الأمن الفلسطينية التي تتابع القضية بكل عناية، حيث أكدنا للجانب المصري أننا في غزة لم نكتشف حتى الآن أي غيابات في صفوف أبناء القطاع بعد هذه الحادثة، وكل من خرج معلوم لنا أين هو.
* هل هناك مبادرات مصرية قريبة لجمع حماس وفتح لإتمام ملف المصالحة؟
- نحن نرحب بأن تمارس مصر دورا محوريا قويا في إعادة العجلة للوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، وهذا أمر مرحب به عندنا، ويجب أن يكون عند أبو مازن الشعور نفسه.. فنحن ننتظر، لكننا نعتقد أن الرئيس مرسي مشغول بما فيه الكافية بزيارات خارجية، ونعتقد أن وجود رؤية فلسطينية أمر لا بد من تشديده وإعادة صياغته صياغة تخدم القضية الفلسطينية والمستقبل الفلسطيني.
* هل بات الأمل مفقودا في إنجاز المصالحة بعد تباعد المواقف بين حماس وفتح؟
- المصالحة لا غنى عنها للشعب الفلسطيني، لا يمكن أن يعيش الشعب الفلسطيني وهو منقسم سياسيا وجغرافيا. وأعتقد أنه سيتم تجاوز بعض الحسابات الصغيرة وستعود اللحمة الوطنية الفلسطينية كما كانت في السابق، وما أتمناه هو أن تتم في إطارها الأوسع، أي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وهيئاتها.
* لماذا يدعم الأميركان مصر ورئيسها الجديد على الرغم من اختلاف التوجهات بصفته ينتمي لتيار الإسلام السياسي؟
- إن الأميركان براغماتيون، ولا يستطيعون أن يتجاوزوا مصالحهم بأي حال من الأحوال، ولكنهم يحاولون أن يحتووا ويستوعبوا ويضغطوا بطريقة ناعمة حتى يصلوا لأهدافهم، وهم يعرفون تماما ماذا يفعلون، وإلى أين يذهبون، ولا بد من التعامل مع القوى الموجودة، وتركهم لمصر تحديدا خسارة استراتيجية ضخمة للولايات المتحدة، أما بالنسبة للفلسطينيين ووجود الإسلاميين، فالموضوع يدخل فيه الطرف الإسرائيلي، وبالتالي، فهو مختلف.
*هل تعتقد أن دعم أميركا لجماعة «الإخوان» يهدف لدعم السنة في مواجهة إيران؟
- إن إيران حقيقة جغرافية لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها، ولا خيار للعرب بصفتهم عرقا إلا أن يتعاملوا مع الفرس بصفتهم عرقا، ولا خيار أمام الأمة إلا أن تتعامل مع كل مكوناتها، ويجب أن تبقى إسرائيل هي العدو، فلا عدو آخر لهذه الأمة غيرها، ولا بد من التعامل بسقف حضاري، وبسقف استراتيجي.
* ما موقف حماس من الإساءة إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وموقفكم من مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا؟
- نحن ندين ونستنكر بشدة إنتاج وعرض فيلم «براءة المسلمين» المسيء للإسلام وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم، في الولايات المتحدة، ونعده اعتداء على مقدساتنا ورموزنا، وإهانة واستهتارا بديننا الحنيف. وأنا أدعو الحكومة الأميركية إلى محاسبة منتجي الفيلم، وأطالب منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية باتخاذ مواقف حازمة وصارمة، ورفع دعاوى ضد منتجي وممولي الفيلم وملاحقتهم قانونا، لأنهم يسيئون إلى الإنسانية جمعاء في صورة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكننا في الوقت نفسه ندين مقتل السفير الأميركي وعدد من موظفي القنصلية الأميركية في بنغازي لأنهم في ذمتنا، والإسلام يحرم الاعتداء على السفراء ومن يكونون في أرضنا وحمايتنا وذمتنا.
* هل تم حل مشكلة إدخال اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا إلى قطاع غزة؟
- الفلسطينيون الذين نزحوا إلى مصر من سوريا أدخلنا جزءا كبيرا منهم إلى القطاع، وهناك عدد محدود في مصر لهم بعض المشكلات مثل الدراسة، وقد يستغرق وجودهم في القاهرة عاما، وسنعمل على إدخالهم إلى القطاع بعد ذلك.
* ما سبب زيارة الدكتور محمود الزهار القيادي في حماس إلى إيران؟
- زيارة الدكتور الزهار إلى طهران واجتماعه بالمسؤولين الإيرانيين تأتي للتباحث حول عدد من القضايا المكلف بها من قبل الحركة.
* متى سيتم انتخاب رئيس المكتب السياسي للحركة في الدورة المقبلة؟
- هذا الموضوع سيتم قريبا، ومن حق أي أحد في مجلس الشورى أن يرشح نفسه ومن حق أي شخص أن يرشح شخصا آخر.
* كانت لك تصريحات حول الاضطرابات التي تشهدها الضفة الغربية وإمكانية انتقالها لقطاع غزة.. ما حقيقة ما قلته؟
- ذكرت بوضوح أن ما يجري في الضفة من ظلم يجب أن لا ينحصر في إطار البعد الاقتصادي فقط، فالضفة واقعة تحت الاحتلال، وهذا أشد أنواع الظلم، ومن المفروض أن تكون المظاهرات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الذي نتج عنه الغلاء، وانعدام الأمن وما إلى ذلك، الأمر في قطاع غزة مختلف؛ فهو واقع تحت الحصار، وبالتالي، فالمشكلات الموجودة في القطاع تختلف عن الموجودة في الضفة، وإذا ثار سكان قطاع غزة سيثورون ضد من حاصرهم وليس ضد من يحكمهم، لأن المتحكم في المشكلات التي تواجه أبناء القطاع من مياه وكهرباء ومجاري دول مجاورة، بالإضافة إلى دولة العدو، حيث إنها قبل ذلك كانت تزود القطاع بالكهرباء والبترول والسولار مباشرة، لكن يجب أن يكون معلوما أننا نرى أنه من حق المواطنين الخروج والتعبير عن آرائهم إزاء ما يجري في السياسة بكل صراحة.
عن الشرق الاوسط.