أخلاقيات الشارع بين السلطة والإخوان
احمد ابوخليل
17-09-2012 04:22 AM
خيرت السلطة الاخوان المسلمين بين المشاركة في الانتخابات وبين البقاء في الشارع، فاختاروا الشارع، وهذا بالطبع خيار محترم، او هو لا يقل احتراماً عن غيره.
لا السلطة ولا الاخوان سألوا عن موقف الشارع نفسه من عروض الخيارات هذه، ولعل الفريقين يعتقدان أن الشارع مفهوم مطلق أو ثابت أو حيادي ومستعد لاستقبال أي كان، وأنه بالتالي يسمح بالمغادرة ثم العودة وبحرية تامة.
تعالوا نتابع وبسرعة علاقة الفريقين (السلطة والاخوان)، مع الشارع خلال السنتين الأخيرتين مثلاً: لقد تناوبا على الاقتراب والابتعاد عن الشارع، لكنهما مارسا ذلك بانتهازية، كانا يغازلان الشارع وعيونهما على مصلحتهما الخاصة؛ الإخوان على مصلحة التنظيم، والسلطة على جملة من المصالح ينظمها إطار فاسد.
ودعونا نتأمل حدثاً شهيراً شكل نقطة تحول في العلاقة المتبادلة بين السلطة والاخوان والشارع، أي بين الأطراف الثلاثة، وهو 24 آذار: لقد شكل ذلك الحدث تجسيداً نموذجياً لتلك العلاقة الثلاثية؛ فقد اقترب الاخوان من الشارع كثيراً، ولكنهم عندما شعروا أن هناك قدراً من المحاسبة قد تضر بمصلحة التنظيم، سارعوا الى التبرؤ منه أمام السلطة، ولكن مع حرصهم على الاستفادة من البريق الذي رافقه.
السلطة من جهتها، مارست الموقف الانتهازي ذاته، فهي هاجمت "الشارع" باسم شارع آخر قامت بتجييشه وتحشيده بأكثر الوسائل خطورة، وهو شق الشارع.
حسناً، سوف يعود الصراع على الشارع بقوة في الأيام المقبلة، وسوف يدخل الطرفان مجدداً في جولة جديدة، وقد يكون من المفيد التذكير أن هناك خيارين أمام من يدخل أي شارع: إما أن يكون "ابن شارع" وإما أن يراعي "حرمة الشارع".
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم