كيف ننتصر للرسول ونعظم شأنه
جهاد المومني
16-09-2012 03:48 PM
عمون - مرة أخرى نرفع صوتنا مدويا بوجه الاساءة الخرقاء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ,ومثلما قلنا قبل ست سنوات عندما تطاول رسام دنماركي على سيرة النبي العظيم بهدف اثارة أزمة كان العالم يحتاجها آنذاك ,نقول اليوم أن من الخطأ الفادح الرد بنفس الفعل وذات الادوات على كل تافه او مجموعة تافهين تجرأوا على مقام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام خاصة بعدما مررنا بالدرس الاصعب والتجربة الاولى ويفترض أننا عرفنا منها اسباب لجوء بعض ارهابي التعبير الى الاساليب القذرة في تحريك مشاعر المسلمين بين حين وآخر واستفزاز مشاعرهم مدفوعين بتشجيع وتمويل دول او جهات ولاسباب سياسية لا دينية وبهدف تغيير مسارات الاحداث في منطقتنا على وجه الخصوص ولفت الانظار عن اخطار داهمة سوف نشهد تفاصيلها في اقرب فرصة هذا إن لم يكن بعضها قد وقع بالفعل(لاحظوا ان ايران لم تتحرك ضد الاساءة ثم لاحظوا ان اسرائيل متورطة هذه المرة ).
الذين استغلوا الاساءات للرسول في المرتين هم انفسهم ومنهم الحكام او بعضهم وقد هبوا في المرتين للانتصار للنبي رغم ان بعضهم علماني بفكره وفي ادارة الدولة والحكم بل وفي اسلوب حياته الشخصي,ولكم ان تتصوروا ان النظام السوري سير في حينه تظاهرات واحرق سفارة الدنمارك انتصارا للرسول بينما نعرف جميعا أن عناصر سرايا الدفاع كانوا ينزعون الأحجبة عن رؤوس المسلمات في الجامعات وفي وسائط النقل وكان المصلون والملتحون والمتدينون هم الاكثر عرضة للاعتقال والتعذيب في سجون البعث,واليوم يقتحم انصار النظام السوري في طرابلس مطعما يملكه واحد منهم ويفتعلون حراكا دمويا ولاهداف معروفة ,تونس في زمن زين العابدين انتهزت الفرصة وهبت للدفاع عن الرسول رغم ان النظام هناك كان يحضر الحجاب ويلاحق المتدينين ,واليوم يبدو ان المشهد يتكرر في بعض عواصم العرب وتستعد انظمة الحكم في بلاد المسلمين لتصدر المنددين والمحتجين على فيلم سخيف مقزز- كما وصفه البيت الابيض نفسه – وهذه المرة الهدف كما في المرة الماضية استجداء الشعبية والتأييد من عامة الناس ومنافسة الحركات الدينية السياسية المعارضة على قلوب المؤمنين ولو كلف الامر تعظيم الاساءة وتكبيرها كي يكون لتنديدهم معناه وقيمته ولذلك جندت بعض الجهات والاجهزة مأجورين لضمان النتائج وتوضيح الاساءة والمبالغة في توصيفها ,وتمثلت المهمة في امر آخر هو التغطية على جهود الآخرين في نصرة الرسول والابقاء على دور الحكام وابراز هذا ولا شيء غيره اي العودة الى فكرة تسخير الدين في خدمة السلطان اي زمن وعاظ السلاطين .
مكانة الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم أجل من ان تتأثر بشريط انتجته عصابة ربما بطلب من جهة ما او نظام معني بتفجير ازمات جانبية تشغل الناس ,واذا كنا نعتقد غير ذلك فنحن اذن من نسئ لنبينا ونقلل من قدره وشأنه وعظمة تأثيرة في العالم كله وفي كل الازمان ,,اذ كيف يخطر ببال مسلم أن اساءة تصدر من جحر في كاليفورنيا قد تضر بالاسلام وبالرسول ,هل ديننا بمثل هذه الهشاشة فينكسر على يد متعصب او مأجور لا ينتمي لدين او مبدأ,هل نحن فقراء الى ادوات الرد العقلانية المقنعة لنلجأ الى اساليب الغوغاء ونقدم للعالم ساعات من الاشرطة المصورة تتناقلها وسائل الاعلام وتظهرنا نتسلق اسوار السفارات ونرميها بالزجاجات الحارقة ,كيف نفسر للعالم ردود فعلنا ضد الولايات المتحدة في وقت تندد فيه الحكومة الاميركية بالشريط وتقف معنا بوجه الاساءة وترفضها ,ثم كيف نفسر الهجوم على سفارات غربية أخرى كبريطانيا والمانيا وغيرها ..!؟
الجديد في المواقف هذه المرة ان المشايخ الحقيقيين يدعون الى العقلانية وهذا ايجابي وأكثر فائدة ونفعا للاسلام ,فلا تهويش ولا تحميس ,ومن كل العواصم الاسلامية نسمع اصواتا تدعو الى ردود عصرية على اساءات مقصودة رغم تفاهة الفعل والفاعل ,فاذا قدمنا انفسنا للعالم باخلاق الرسول عظمنا ديننا وانتصرنا لرسولنا وصفعنا المسيء على وجهه .