من اجل وطن بني بالدم والعرق
د. محمد البركات
15-09-2012 11:29 PM
من اجل وطن بني بالدم والعرق – قراءه في حديث جلالة الملك
الدكتور محمد البركات
جاء حديث سيد البلاد لوكالة الانباء الفرنسية عاما وشاملا واعطى الثقة للمخلصين من ابناء هذا الوطن ان الاردن بخير وان كل ما يجري في الاردن من اصلاح يسير بهدوء وثقة تامه دون ضجيج .
كان سيد البلاد واضحا تماما في كل ما طرحه مبينا انه لا عودة للوراء وان الانجاز يتحقق بفضل جهود الاردنيين الذين ينجزون المزيد كل صباح .
فها هو جلالة الملك يؤكد الحرص على حماية حدود الوطن ضمن تفاعلات الموضوع السوري مبديا جلالته اهتمامه بالموضوع الانساني للاجئيين السورين مع الانتباه لامكانية تسرب حاقدين ضمن هؤلاء اللاجئين . مؤكدا جلالته ان الاردن ضمن المنظومة الدوليه يراقب الاحداث واية اخطار محتمله مؤكدا على وجود خطط طوارئ لحمايةالاردن وضمان أمنه وسلامته. مع التاكيد على سياسة المملكة الثابته منذ عقود بالدعوة لوحدة الاراضي السوريه او اي قطر عربي , وضرورة اشراك جميع مكونات الشعب السوري في رسم مستقبل سورية العربية
وفي الشأن المحلي يؤكد جلالته على استمرار السير بالاصلاحات القانونية بعد اتمام الجزء الدستوري من الاصلاحات حيث يذكر جلالة الملك بالكم الهائل مما تم انجازه والذي لا يتذكره البعض او ربما لا يريدون ان يذكروه لانه يكشف توجاتهم المريبه , واعيد ما تحدث به جلالة الملك حينما قال: " ومن ذلك تعديل ثلث الدستور، مع إضافة مواد من شأنها توسيع التمثيل السياسي، وحماية الحريات والحقوق المدنية، وتعزيز الفصل بين السلطات. وكذلك تم إنشاء محكمة دستورية مستقلة، فيما باشرت أول هيئة مستقلة للانتخاب أعمالها في التحضير للانتخابات القادمة. وهناك قوانين جديدة تسن، والمواطنون في كل مكان منخرطون في نقاشات حول القضايا العامة، فيما نظام الأحزاب السياسية لدينا يتطور ويتعزز "
وهنا نقول للبعض كفاكم استهتارا بانجازات الوطن الكبيره ودعونا جميعا نبذل الجهد المشترك لنعظم الانجازات .
ان تاكيد جلالته على ان ما يحدث في دول الجوار لن يؤثر على الانتخابات القادمه لهو دليل على القوة والثبات والقناعة في الموقف الاردني , تلك القناعة التي يشارك جلالته بها غالبية الشعب الاردني .
ويتضح من حديث جلالته انه مطلع على كافة المقترحات حول قانون الانتخاب ولكن لم يجد اي مقترح اجماع او توافق بين القوى السياسية , وبالرغم ان جلالته يؤكد ان القانون الحالي ليس مثاليا ولكن جلالة الملك يرفض مخالفة الدستور عبر تمرير قانون مؤقت للانتخاب .
وتاكيد جلالته على عدم رضاه التام عن القانون عبر تبنيه طرح قانون انتخاب على البرلمان القادم وهنا تاتي دعوة جلالته للقوى السياسيه لميدان الانتخابات ومن يحصد اكثر المقاعد تكون كلمته مؤثره في قانون الانتخاب المنتظر .
وعليه فانه على القوى السياسيه وخاصه التي اعلنت اعلاميا مقاطعتها التسجيل للانتخابات ان تعيد دراسة موقفها لتبقى ضمن صناع القرار في الدولة الاردنيه , لذا , لا بد من مغادرة الشارع الى مهرجانات اقناع الناخبين بالبرامج المطروحه .
وكعادته جلالة الملك يعطي الوضع الاقتصادي اقصى اهتمامه داعيا لوضع الخطط التي تعطي الثقة للدول الصديقة لزيادة دعم الاقتصاد الاردني مبينا بوضوح الاثار المدمره على الموازنه الذي سببته الفوضى في سيناء المصرية والذي سبب انقطاع الغز المصري والذي كنا نعتمد عليه لتوليد الطاقة , وهذا الانقطاع سبب لنا خسائر يومية بالملايين بسبب اضطرار الحكومة لشراء الوقود السائل والذي يعتبر باهظ التكلفة مقارنة بالغاز .
وان اهتمام جلالته باستمرار السير بمشروع الطاقة النوويه هو حل استراتيجي لمشاكل الطاقة والمياه من اجل الاجيال القادمه .
وبالخلاصه نجد هناك حوار شامل واضح يرسم الخطوط العريضة لحاضر ومستقبل الوطن . والمطلوب من شعبنا الوفي فرز سلطة تشريعية قادرة على تشكيل سلطة تنفيذيه قادره على تحقيق الاصلاح والمستقبل الزاهر للاردنيين .
لقد حان الوقت لنقف امام مسؤلياتنا في بناء دولتنا من خلال المشاركة الفاعلة في صناعة القرار عبر المشاركة في كل جهد خير يقصد به السير باردننا نحو العلا . كما هو مطلوب من الاعلام ان يتحدث عن الانجازات بنفس القوة التي يتحدث بها عن الاخفاقات .
وهنا اقول ان واجب السلطة التفيذيه والسلطة الرابعه " الصحافه " العمل على اعادة الثقه بين الحكومات والشعب ولنتوحد من اجل حماية وتقوية وطن بناه الاجداد والاباء بالدم والعرق .
الدكتور المهندس محمد طارق البركات
جامعة البلقاء التطبيقية