المارقون الذين يتعمدون الاساءة لسيد الخلق" محمد"صلوات الله وسلامه عليه , لا يدركون شيئا عن عظمة الرسالة التي جاء بها , ولذلك أسباب عديدة , بعضها خاص بهم باعتبارهم بشر ولكن , كالأنعام لا بل هم أضل منها بالضرورة , وبعضها الآخر خاص بنا نحن معشر المسلمين عندما يتعمد بعضنا بوعي وغير وعي تقديم الاسلام العظيم ظلما على انه دين تطرف وحتى تخلف ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
نعم اولئك المارقون الحاقدون الذين يتعمدون الاساءة للاسلام وللنبي الكريم , يجهلون أن ما تتباهى به دولهم اليوم من إشاعة لقيم الخير والمحبة والعدل والحرية "ولكن ضمن شروطهم " إنما هي قيم عظيمة على أساسها تفجرت الدعوة المحمدية بوحي من السماء , ولمنفعة البشرية كافة والى يوم الدين لا لمنفعة فئة أو عرق أو جنس بعينه دون سواه !
يجهل أولئك الجهلة أن إفكارهم " المسمومة " التي يروجونها اليوم عن " المساواة " مثلا جاء بها أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم قبل زهاء خمسة عشر قرنا عندما أكد " الناس سواسية كأسنان المشط " , وعندما أكد " أن لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى " , والرسول هنا يقول " الناس " ولم يقل العرب أو المسلمين , وإنما هي مساواه بين أبناء البشر كافة ! , وهم إذ يتشدقون بالدعوة الى إحترام حرية الفرد , يجهلون أن الإسلام العظيم الموحى به لمحمد صلوات الله وسلامه عليه هو من أرسى حقيقة حرية الفرد ولا يعيرون أدنى إهتمام وعن عمد لقول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل خمسة عشر قرنا " متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " ! , ولا يعيرون إهتماما وعن عمد كذلك لقيمة العدل العظيمة التي أرسى الاسلام دعائمها في عهود الظلام الدامس التي كان أجدادهم يعيشونها عندما أكد صلوات الله وسلامه عليه " لو أن فاطمه إبنة الرسول الكريم أخطأت لأقمت عليها الحد " ! , وهم يتجاهلون وبالمطلق حقائق السيرة النبوية الشريفة التي أرست في سائر مفاصلها حقائق العدل والحرية والمساواة وإحترام حقوق الإنسان , وهي جميعها قيم يحاولون اليوم وبعد الف وخمسمائة عام من تفجر الإسلام العظيم التشدق والتفاخر بأنهم حراسها ويتناسون أن " محمدا " هو من أكد عليها ووظفها إمتثالا للأمر الإلهي العظيم أساسا ونهجا لدعوته العظيمة !
ويتجاهل أولئك المارقون الذين يتعمدون الإستخفاف برسولنا الكريم وبالقرآن الكريم " دستور " الدعوة المحمدية للبشرية كافة , إن ما يتفاخرون به من مكتشفات ومنجزات علمية هو نزر يسير من الإعجاز القرآني المبهر ولا يلتفتون الى حقائق علمية دامغة قررها القرآن الكريم قبل خمسة عشر قرنا عندما كانت حياة أجدادهم محكومة بالتخلف والجريمة والجهل والظلام ومن ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر عن طبيعة الكون الذي فيه يحيون , قوله تعالى " كل في فلك يسبحون ", وقوله سبحانه " وانا لموسوعون " فمن أعلم " محمدا " صلى الله عليه وسلم , أن موجودات الكون من كواكب جميعها تسبح في فضاء واسع , ومن أسر له بأن الكون في إتساع بإرادة الله سبحانه , وها هم يكتشفون اليوم وبعد الف وخمسمائة عام أن الكون فعلا في إتساع متدرج !.
ختاما ... المشكلة ليست في اولئك المارقين الحاقدين الذين يتعمدون إهانتنا واستباحة شرفنا عبر الإساءة لأقدس وأهم وأعظم القيم في وجودنا , وإنما المشكلة فينا نحن المسلمين الذين لا مرجعية حقيقية لنا , والذين يمارس بعضنا " سامحهم الله " إساءات مباشرة وغير مباشرة لعظمة إيماننا وعقيدتنا السمحاء وإظهارها كما لو كانت عقيدة تطرف وغلو وحقد على الآخر , فيما هي العقيدة التي جاءت بقيم الحق والحرية والعدل والمساواة وإعمار الارض والكرامة الانسانيه والخلق الادمي القويم والرفق بالإنسان والحيوان وحتى الطبيعة نفسها , فالإسلام لم ولن يكون دينا لعرق أو جنس بعينه وهو لا يؤمن بالأوطان والفواصل بين بني البشر وأنما يرى البشرية كلها وحدة واحدة من حقها أن تحيا حياة حرة كريمة عنوانها " عبادة الله " جل في علاه , وإعمار الارض والتخلق بالخلق القويم إمتثالا لخلق الرسول الكريم مصداقا لقوله تعالى " وإنك لعلى خلق عظيم " !
هذا هو أخر الزمان حقا عندما يتجرأ أحط الخلق خلقا على أشرف وأعظم الخلق خلقا , ولا حول ولا قوة الا بالله