الخيطان : بعد كل الذي نشاهده بالصوت والصورة لن نستطيع القول انها "انتخابات نزيهة"
فهد الخيطان
17-11-2007 02:00 AM
فهد الخيطان
رغم حياد الحكومة.. ليست نزيهة ابدا
استشراء ظاهرة بيع الاصوات ... يطيح بمقومات العملية الانتخابيةلا تقاس نزاهة الانتخابات بسلامة الاجراءات الفنية من طرف الاجهزة الرسمية وحياد الحكومة فحسب وانما بمدى التزام كل الاطراف المكونة للعملية الانتخابية بالقانون وقواعد اللعبة الانتخابية.
لو سلمنا جدلا بان الجهات الرسمية لم تتدخل في الانتخابات مع ان 52% فقط يؤيدون ذلك حسب استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية الاخير فان ما يرافق الحملات الانتخابية لعشرات المرشحين من تجاوزات واخطرها ظاهرة شراء الاصوات يدفع المراقبين للجزم بعدم نزاهة الانتخابات منذ الان.
لم تبدأ ظاهرة شراء الاصوات مع انطلاق الحملة الانتخابية بشكل رسمي وانما سبقتها باشهر فقط نشط مرشحون طامحون بالنيابة مبكرا في عمليات ترحيل جماعي للاصوات لدوائرهم مقابل المال ثم دخل على الخط منافسون اخرون في الاسابيع الاخيرة فاتسع نطاق الظاهرة وتحولت الصفقات السرية لشراء الاصوات الى نشاط علني ومكشوف كجزء من الحملات الانتخابية.
بالامس ابلغني مواطن من مخيم الحسين عن مجموعات نسائية تتجول في احياء المخيم وتدفع لربات البيوت عشرة دنانير مقابل كل صوت وتعد بدفعة اخرى يوم الاقتراع تتحدد قيمتها على ضوء بورصة الاسعار في حينه.
مثل هذا التجاوز المكشوف للقانون يحدث في دوائر كثيرة يوميا. وفي غياب الاجراءات الرادعة من طرف الجهات الرسمية يتوقع المراقبون اتساع الظاهر مع اقتراب موعد الانتخابات ويرجح الكثيرون ان يشهد يوم ثلاثاء الانتخابات عمليات شراء واسعة للاصوات عند مراكز الاقتراع ربما تتحول الى حرب بين من يدفع اكثر من المرشحين.
لقد تساهلت الاجهزة الحكومية مع الظاهرة واكتفى المسؤولون بالوعيد والتهديد للمتلاعبين وبالقاء النصائح على جمهور محطم ويأس من الناخبين لم يعد يرى في "العرس الديمقراطي" غير مناسبة لـ "مص الاصابع". فمن كان من الناخبين يرى النواب السابقين وهم يتنافسون على الامتيازات والاعفاءات من حقه ان يجاهر بالقول: "اذا كان النواب انفسهم يقبضون فلم لا يبيع الناخبون اصواتهم ايضا?!".
تلك هي ازمة العمل السياسي التي لم ندرك مخاطرها عندما كانت الحكومات السابقة تلجأ لكسب رد النواب بوسائل غير مشروعة فانهارت ثقة الناس بالنواب ودورهم الرقابي والتشريعي.
ستصدق الحكومة "اذا اعلنت انها محايدة ولن تتدخل في الانتخابات لكننا وبعد كل الذي نشاهده بالصوت والصورة لن نستطيع القول انها انتخابات نزيهة.