سجِّل .. ومارس حقّك الانتخابي .. د. جورج طريف
14-09-2012 05:42 AM
في كل مرة تجري فيها الانتخابات في الاردن تبدو للعيان مشكلة التسجيل للانتخابات وتتباين مواقف الناس افرادا وجماعات حول المشاركة في الانتخابات او عدمها، وفي الوقت نفسه تسري الاشاعات من مصادر متعددة الاغراض والاهداف وتحكم على الانتخابات قبل اجرائها حيث تتهم القائمين عليها بالتزوير فيما يسير خط مواز لهذه الاشاعات يدعو الى المقاطعة وعدم المشاركة بحجة التلاعب المسبق بالانتخابات وبالتالي فان نتائجها لن تكون صحيحة.
بغض النظر عن الانتخابات، النيابية اوالبلدية في الاعوام السابقة التي لا ننكر حدوث اخطاء فيها وخاصة ما اطلق عليه اخيرا بالمال السياسي وبعض الاتهامات التي وجهت بتزوير الانتخابات، فان انتخابات هذا العام مختلفة تماما فالحكومة لا دخل لها في الانتخابات بعد انشاء الهيئة المستقلة للانتخابات لاول مرة في الاردن للاشراف على الانتخابات النيابية القادمة منذ اللحظة التي يبدأ فيها التسجيل وحتى ظهور النتائج، وما من شك في ان وجود هذه الهيئة الى جانب قانون انتخابات عصري وديمقراطي وقانون احزاب حضاري اضافة الى تشكيل المحكمة الدستورية كل ذلك سيعزز من الديموقراطية ويقود بالتاكيد الى اجراء انتخابات نزيهة وشفافة تكون اساسا للسير لاستكمال مسيرة الإصلاح الشامل الذي نسعى اليه جميعا تحقيقا لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يقود بنفسه عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي.
ومما يؤكد ما ذهبنا اليه اعلان الهيئة المستقلة في بيان صحفي أنها لن تقبل بأي حال من الاحوال، كمؤسسة وكأشخاص مفوضين يتولون أمانة المسؤولية فيها، أي عبث او تجاوز على القانون في أية مرحلة من مراحل العملية الانتخابية من قبل أي شخص أو طرف أو جهة، وأنها لن تتوانى عن اتخاذ الاجراءات القانونية لمحاسبة من يقترف ذلك أيا كان، مشددة على ان الهدف الاساسي من وجودها هو ضمان نزاهة العملية الانتخابية وصحتها وأنها مصممة على القطع التام مع أية ممارسات خاطئة ارتكبت قبل تأسيسها ليصبح بالامكان كسب ثقة المواطن لعملها.
في ظل هذه الظروف المهيأة لانجاز خطوة مهمة تشكل منعطفا تاريخيا نحو ديموقراطية متقدمة بانجاز انتخابات نزية وشفافة في الاردن تكون الاساس المتين لعملية الاصلاح قدمت خلالها الدولة كل ما تستطيع لانجاحها....فهل هنالك من سبب يمنع المواطنين من المشاركة في الانتخابات المقبلة..؟ الا تعتبر هذه الاجراءات حافزا لكل مواطن يحب مصلحة وطنه ويبذل الغالي والرخيص في سبيله لكي يشارك في العملية الانتخابية ويشارك في نجاحها..؟ اليست المشاركة في الانتخابات حقا منحه الدستور لكل مواطن اردني استكمل الشروط المطلوبة.. ليكون شريكا في صنع القرار..وبالتالي صنع مستقبل الاردن الذي نحرص جميعا على ان يكون واحة امن واستقرار؟.....وغير ذلك من الاسئلة التي تطرح في هذا الاطار ولا مجال لذكرها في هذا المقام.
المبادرة للتسجيل تمهيدا للمشاركة في الانتخابات المقبلة واجب وطني ومن لم يشارك فيها يعني انه استثنى نفسه من المشاركة في صنع القرار وترك لغيره المجال ليقرر عنه ليس ما يريده هو وانما ما يريده غيره.
tareefjo@yahoo.com
الراي