عمون -وصف مركز التعايش الديني في عمان أن الفيلم المسيء للنبي عليه الصلاة والسلام ، والذي نشر مؤخرا بالتصرف الدنيء ، مضيفا ان ذلك عمل بشع مشين خارج عن كل مبدأ أخلاقي وعقائدي وإنساني ولا تبرره ادعاءات الحرية، وانه قد أساء إلى المسلمين في كل أنحاء العالم مثلما أساء للمسيحيين العرب،

وأكد المركز على ان المسيحيين عاشوا مع إخوتهم المسلمين واشتركوا معاً في أوطانهم وتاريخهم وحضارتهم. و أن ذلك التصرف شكل إنتهاكاً للمقدسات، وهو " أمر نستنكره ونرفضه من حيث دوافعه ومن حيث اهدافه ونتائجه " حسب بيان صادر عن المركز تلقت عمون نسخة منه .

ودعا البيان أصحاب القرار في العالم إلى وضع حدّ لكل تجاوز يمس بالمقدسات والأنبياء والرموز الدينية، والى متابعة التعاون الإنساني لتحقيق التفاهم والسلام والوئام في البشرية .



وتاليا نص البيان :

يعرب المركز الأردني لبحوث التعايش الديني عن الإنزعاج الشديد لما تناقلته وسائل الإعلام عن فيلم يسيء إلى الإسلام نبياً وعقيدة ويمس بمشاعر إخوتنا المسلمين .

ويؤكد المركز أن هذا العمل، وفي هذا التوقيت بالذات الذي قامت به فئة من ذوي النفوس الحاقدة والعقول المريضة هو أيضاً ، ومن جديد ، مؤامرة يقف وراءها أصحاب الشبهات والأغراض الرديئة ممن يريدون بالأمة سوءاً، وهو خروج عن إطار الادعاء بحرية التعبير.

لقد أساء هذا التصرف الدنيء إلى المسلمين في كل أنحاء العالم مثلما أساء لنا كمسيحيين عرب، عشنا مع إخوتنا المسلمين واشتركنا معاً في أوطاننا وتاريخنا وحضارتنا. و شكل إنتهاكاً للمقدسات، وهو أمر نستنكره ونرفضه من حيث دوافعه ومن حيث اهدافه ونتائجه التي لا يمكن ان تكون إلا زرعاً للشرور والأحقاد.
ان الإساءة الى المقدّسات كفر وعصيان لأوامر السماء التي تأمرنا جميعاً أن لا نسيء إلى الآخر.
ويحتم علينا الواجب أن ندرك جميعا أن هذا الأمر لا يمتّ لا من قريب ولا من بعيد إلى الأديان بشيء. فالأديان أقدس في تعاليمها وفي ممارستها من أن تقبل الإساءة، وهذا الفيلم ومن يقفون وراءه خرجوا على كل القيم وتجاوزوا المحظورات، وأساءوا لمشاعرنا مثلما أساءوا لمشاعر مليار مسلم، محاولين إشعال مشاعر العنصرية الدينية والطائفية.

إن هذا العمل البشع المشين خارج عن كل مبدأ أخلاقي وعقائدي وإنساني ولا تبرره ادعاءات الحرية، فالحرية تنتهي عندما تمس بالآخرين وكرامتهم ومعتقداتهم ولا يمكن للحرية كقيمة أمرت بها السماء أن تكون كذلك إلا اذا تميزت بالفضيلة و المسؤولية و كانت دافعيتها الخير ونشر العدل والحب والسلام.

إننا في الوقت الذي ندعو فيه أصحاب القرار في هذا العالم إلى وضع حدّ لكل تجاوز يمس بالمقدسات والأنبياء والرموز الدينية، والى متابعة التعاون الإنساني لتحقيق التفاهم والسلام والوئام في البشرية، وهو ما تدعو إليه المقاصد الدينية والإنسانية التي جاءت بها الديانات الإلهية ، فإننا نؤكد على تجنب الوقوع في حبائل الانجرار إلى النوايا الشريرة للموتورين الذين يقفون وراء هذه الإساءة. وأن نعمل معاً مسلمين ومسيحيين على مكافحة كل الظواهر السلبية من خلال الحوار بين أتباع الأديان وتعزيز التفاهم من أجل مواجهة كل عنصرية وتطرف، والعمل على مواجهة لكل تعدٍ على المقدسات الدينية ووضع ضوابط قانونية لحرية التعبير ضد الأديان لحماية الحياة والأخلاق والحريات.

والله من وراء القصد

مدير مركز التعايش الديني
الأب نبيل حداد