شكرا لنشامى المنتخب الوطني .. د. موسى شتيوي
13-09-2012 05:04 AM
أدخل فوز المنتخب الأردني البهجة والسرور إلى قلوب الأردنيين، وأثار مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز الذي سيرفع من حظوظ المنتخب للمشاركة في مباريات كأس العالم بالبرازيل.
ومشاعر الفرح والاعتزاز التي عمت بعد فوز الفريق الوطني، منتخب النشامى، ليس فقط مردها النتيجة المهمة التي أحرزها الفريق، بل الرمزية التي يمثلها هذا الإنجاز، وبخاصة في توحيد مشاعر كل الأردنيين واحتفالهم بهذا الإنجاز الأردني بامتياز، بالرغم من كل الصعوبات المالية وغيرها التي عانى ويعاني منها الفريق. لقد أصبح المنتخب الوطني رمزاً للوحدة الوطنية، وعنصراً أساسياً في بناء الهوية الوطنية.
وهناك كثير من الناس لا يدركون الأبعاد السياسية في الرياضة على المستوى العالمي، لأن المشاعر القومية أو الوطنية تتغذى على الإنجازات الجمعية التي يحققها المجتمع والدولة في مناحي الحياة كافة.
فالإنجازات العلمية، والاختراعات، والتقدم التكنولوجي، والهندسة الاجتماعية، والإنجازات الرياضية، كلها عناصر أساسية في تجذر الهوية الوطنية وتغذية المشاعر القومية؛ ليس تضاداً ولا تصادماً مع الآخر، وإنما لأن الإنجاز في المجالات المذكورة يؤدي إلى تمايز الدول عن بعضها بعضا، ويمايز بين الدول الناجحة وتلك الفاشلة. كذلك، فإن الدول تُعرف بإنجاز في مجال ما، علمي أو أدبي أو رياضي، وليصبح كالماركة المسجله لها.
وفي الأزمات والظروف التي نعيشها، ننسى أن لدينا، كمجتمع ودولة، إنجازات من واجبنا الافتخار بها في مجالات عديدة، كالطب، والصحة، والتعليم، وحتى في بعض المجالات الاقتصادية، على الرغم من كل المشاكل التي نعاني منها أسوة بأي مجتمع آخر.
وللولوج من عالم الرياضة إلى عالم السياسة، فإن المنتخب الوطني يشكل أنموذجاً يحتذى في بناء الدولة.
فعناصر نجاح منتخب النشامى الوطني هي العناصر نفسها للنجاح على المستوى الوطني. فالمنتخب لم يكن لينجح لولا الرعاية والدعم والتشجيع المستمر من سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد، الذي جعل نجاح المنتخب الوطني مهمة أساسية له، وهو يحملها بأمانة واقتدار. كذلك، فإن بناء الفريق كان على أساس الكفاءة والتميز، وليس على أساس المحاصصة والواسطة والمحسوبية، لأن الأخيرة لم تكن يوماً وصفة للبناء والنجاح، بل وصفة للفشل.
لم نر أندية أو عشائر أو مناطق أو فئات اجتماعية تعترض على عدم تمثيلها في الفريق، أو على أنها غير موجودة؛ فالنجاح يتطلب الاختيار على أسس الكفاءة والقدرات. وهذا هو سحر الفريق، وسر نجاحه. والنجاح أيضاً يتطلب الإعداد والتدريب الجيدين، وهذه مهمة المدرب والطاقم التدريبي. هذه العناصر مجتمعة هي سر النجاح للمنتخب الذي نتطلع إلى أن يحقق المزيد من الإنجازات.
إن سر نجاح الفريق هو نفسه سر نجاح الأردن؛ وهو انتماء الأردنيين لوطنهم، وتفانيهم وتضحيتهم على مدار العقود المنصرمة، وقيادة الأردن الحكيمة التي تمتعت وتتمتع بالرؤية التي جنبته الكوارث التي حلت في العديد من دول المنطقة، وأعطت الاستثمار والرأسمال البشري الأولوية في خطط التنمية المتعاقبة. كذلك، فقد شكل الأردن حالة خاصة في احترام التنوع العرقي والقومي والديني، وهو الذي يشكل ميزة مهمة للأردن جوهرها التنوع في إطار الوحدة.
إن الأردن قادر على تجاوز المشكلات التي يعاني منها، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، إذا ما أدركنا عناصر القوة للمجتمع، واتفق الجميع على الأهداف، وتكافلوا في تحقيقها.
mousa.shtaiwy@alghad.jo
الغد