أكثر ما «يفرّطني» ضحكاً من الداخل هو افراط الاعلام الرسمي في استخدام مصطلح (ارتياح شعبي) في الايام الأخيرة، في محاولة منه لتناسي الاحتقان الكبير او لتغطية شمس الحقيقة بفستان «هيفاء وهبي»..
ارتياح شعبي: لتمديد فترة التسجيل للانتخابات!..ارتياح شعبي :لأداء حكومة الطراونة في المئة يوم ..ارتياح شعبي: للخطوات الاصلاحية المتواصلة!..ارتياح شعبي: لقرار الامانة ازالة البسطات من شوارع عمان..ارتياح شعبي: للقبض على الخارجين عن القانون ومثيري الفوضى..ارتياح شعبي: لتحويل الاصوات الشاذة في الحراك الشعبي وتحويلهم للمحكمة...طيب ما دام كل هذا الارتياح الشعبي يجتاح الوطن من العقبة الى الرمثا ويتمدد بزفيره الهادىء فوق سماء المملكة ..من اين تأتي كل هذه الاعتصامات والمشاجرات والعنتريات وضرب القنوات واغلاق القناوات واستحضار أرواح الفتوات إذن؟!...
ثم كيف استطعتم قياس منسوب الارتياح الشعبي بكل هذه السرعة والشفافية دون اللجوء الى دراسة او استفتاء؟ ..هل لديكم «منقلة» خاصة لقياس درجة «مطّ» شفاه المواطنين اثناء تقوّس الابتسامة مثلاً ! ..ام ان هناك سماعة تنقلونها من الرئة الى الرئة الى القلب الى الظهر لتسمعوا «خرير» الارتياح الشعبي وهو يتسلل الى مسامعكم بهدوء وطمأنينة من شريان الأمن والأمان الأبهر ..
في دوائر ترخيص المركبات هناك جهاز (BOSCH) لفحص الغازات العادمة ..بالعادة يعلق هذا الجهاز على «اكزوزت» السيارة لعدة دقائق ليظهر قراءاته التي تدل على الاحتراق وكفاءة المحرّك..فهل علقتم شيئا من هذا القبيل على «اكزوزتنا» لتعرفوا نسبة (هيدروكربون) السخط الذي لا يظهر الا عند «الزرّ» على الأعصاب..وثاني أكسيد كربون احتراق احلامنا من «تفحيط» ميليشات الفاسدين و « اعوجاج» استيرنج السياقة؟؟..
ارتياح شعبي واسع...وين هو ؟؟؟ نفسي اشوف هذا الارتياح الشعبي ..وابوسه بين عيونه..!!
غطيني يا كرمة علي شرشف خفيف بلكي انمغصت وصابني «ارتياح شعبي»!
ahmedalzoubi@hotmail.com
الراي