منذ أن حل فصل الربيع العربي وبورصة تشكيل الحكومات في الأردن في صعود وهبوط مستمر، نفس الشخصيات المتوارثة منذ عقود من الزمن تدخل وتخرج على خشبة المسرح كأحجار الشطرنج دون تقديم اجندات حقيقية تنتشل الاقتصاد الوطني من الهاوية وتداوي القروح التي انتنت وتضمد الجراح القديمة..!! والمشاهد الأردني في حيرة من أمره يتسأل من هو البطل في كل حكومة قادمة دون إلقاء أدنى اهتمام على برنامجه الإصلاحي، فهو كالعادة حبر على ورق منسوخ وملصق عن اجندة عمل قديمة ومعروفة النتائج!!
والمثير في الموضوع؛ ان هدف الأبطال جميعا الإصلاح ولا شي غير الاصلاح وحال المواطن المسكين في تذبذب مستمر، فلا يستطيع عاقل أن يتنبأ به ! حتى مقياس ريختر العالمي فشل بالتنبؤ بالهزات والزلازل الاقتصادية والسياسية التي تتعرض لها الساحة الأردنية في الآونة الأخيرة...!! فإذا كانت الهزة الحكومية الأخيرة والتي لم يكن بالإمكان التنبؤء بها والمتمثلة بارتفاع أسعارالمشتقات النفطية القشة التي قسمت ظهر البعير، فإن كشف المستور لمجموعة التعيينات الخاصة بمناصب هامة بالوزارات والمؤسسات الحساسة وتعيينات العقود الشاملة بمبالغ خيالية التي قام بها دولة الرئيس ووزرائه وأعوانه وكبار أعضاء مجلسي النواب والأعيان لأقاربهم في مواقع هامة بجسم الدولة آخر مسمار يدق في نعش هذه الحكومة المنتهية الصلاحية !!
أن حكومة الطراونة تتحدى الأردنيين وقد تصرفت بشؤون الدولة على رأسها دون رقيب أو حسيب واتخذت قرارات مصيرية وهامة دون مشاورة القصر الملكي وأن المناصب السيادية التي شغلتها تلك الشخصيات لا تمتلك الكفاءة لشغل هذه المواقع وهي مبنية فقط على مبدأ الوراثة التي تناقلها أسلاف أرباب السلطة بشكل مدهش ومثير للعجب سيرا على مبدأ اللي خلفه ابوك الك ولأخوك وهذا سيؤول بدوره الى تدهور الأمور أكثر فأكثر!!!
ولم تقف الحكومة عند هذه التجاوزات بل على العكس تماما تمادت أكثر وتجاهلت مطالب الشعب وتحدت إعتصاماتهم وقمعت ثوراتهم بكافة الوسائل البدائية متجاهلين سقف الحريات التي طالما رفعها جلالة الملك، فما حدث أمام منزل دولة الروابدة أمر معيب جداً ولا يمت لأردنيتنا بشيء ولا لأخلاقنا التي تميزنا بها على مر العصور من ضرب وإهانة وتحقير لشخصيات عامة...!! إن الحكومة الحالية وصلت الى الحافة ولا بد لها من حزم أمتعتها والرحيل دون عودة أي فرد من أفرادها للعب أي دور على الساحة الوطنية، فلم يسبق وأن سجل التاريخ أن هناك حكومة تتحدى الشعب كما فعلت هذه الحكومة بالأردن!!
وأنا من هنا أناشد جلالة الملك - كما اعتدنا دائما- التدخل العاجل لإصلاح ما يمكن إصلاحه الآن وإقالة هذه الحكومة المنتهية الصلاحية وتعيين شخصية تلقى رضى الشعب وقبوله على أن لا تمت بصلة لأي بطل من أبطال المسرحيات القديمة، شخصية تتميز بمواقفها الوطنية لاسترجاع ثقة الشعب بها واستكمال مسيرة الإصلاح.
رولا فايق نصراوين
rulanassraween@hotmail.com