facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




بلدنا بين خيارين والامر بايدينا


شحاده أبو بقر
10-09-2012 05:52 PM

عمون- يقول رئيس الوزراء الاسرائيلي " بنيامين نتنياهو " , ان ما يحدث في سوريا الان – وهو سعيد جدا بذلك بالطبع – لن يساوي شيئا أمام ما سيشهده الاردن !!

ويقرر وزير الخارجيه الامريكي الاسبق " هنري كيسنجر" أن حربا عالمية جديده ستقوم قريبا , وأن اسرائيل ستحتل بمقتضى تلك الحرب نصف الشرق الاوسط !

المتحدثان المذكوران يهوديان صهيونيان بامتياز , يضاف اليهما نبوءات وزير الخارجيه الاسرائيلي " ليبرمان " والتي ترى أن فلسطين من البحر الى النهر أرض اسرائيليه , وأن مكان الدولة الفلسطينية المنتظره هو الأردن !!

ولا ينتهي الحديث عن هذا وحسب , فالأطماع الاسرائيلية في بلاد العرب كافة باتت وفق التطورات حالة بديهيه لا تحتاج لنقاش !.

الأمر الناجز حتى الآن هو أن اسرائيل والغرب الداعم لها من جهة , والشقيقه إيران من جهة ثانيه , يخوضان سباقا محموما للهيمنة على المنطقة العربية كلها , والعرب لاحول لهم ولا قوة كشأنهم دوما فهم مستسلمون يائسون تتقاذفهم الأمواج في كل إتجاه وجميعهم يدركون أنهم مجرد ناطرين لما سيكون عليه حالهم كنتيجة لصراع هذين اللاعبين الرئيسيين.

والجلي في مجمل المشهد العربي المظلم , أن الإقليم كله على فوهة بركان , وأن " الربيع العربي " يجري إستثماره جيدا وبالذات من جانب إسرائيل والغرب , وأن " الحالة الانتقالية الرخوة " التي يعيشها العرب والصراع الداخلي في بعض أقطارهم , تهيئ فرصة تاريخيه عظيمة لإسرائيل خصوصا وللغرب عموما لتنفيذ مخططاتهما في العالم العربي برمته .

لقد أطالو أمد الحرب الداخليه في ليبيا , حتى أنهكوا الطرفين المتحاربين , وظفرو بحقيقة أنهم هم من حسموا الموقف لصالح الثوار , ثم تركوا الساحة الليبية للخلافات الداخلية , وبذلك ضمنوا أن هذا الوضع الهش المريح لهم ولاسرائيل سيستمر لعشر سنوات قادمات على الاقل , وهذا ما يفعلونه في سوريا اليوم , إذ سيحسمون الامور في لحظة ما لصالح التغيير ولكن وفق ما يخدم مصالحهم وعلى الطريقه الليبية تماما , كي تحتاج سوريا هي الاخرى لعشر سنوات قادمات لترتيب أمورها, تماما كما هو حال العراق واليمن وتونس مثلا , بمعنى أن فلسفة الغرب واسرائيل هي تحويل نتائج الربيع العربي الى حالة انتقالية هشه في مجمل الوطن العربي وعلى نحو يسمح بتنفيذ المخطط دونما عناء .

أردنيا , نحن وسط النار لا عند حوافها , والرهان هو هل ننجو أم لا " لا قدر الله" , وعلينا أن ننجو بعون الله , والامر بايدينا جميعا بلا استثناء لاحد , وبالذات جمهور " النخب" رسميين وغير رسميين , إذ لا مجال لتجاهل هذا الواقع الصعب والمرعب الا إذا كان بعضنا لا يكترث نجونا أم لا , وإلا إذا واصلنا خلافاتنا وصراعاتنا على أمور محلية محضه في هذا الزمن الصعب والمنذر بمخاطر كبرى .

أنا من أشد مناصري الاصلاح الحقيقي والذي يتدارك الخطأ ويصون للدوله هويتها ووجودها بعيدا عن مثالب نهج المغانم والمحاصصه وتقاسم الوطن وشهية الاستئثار وإثارة الفوضى والانفلات الامني وضياع هيبة الدوله وتقزيم ثقه الناس بها , وأنا على يقين تام من أن ذلك ممكن جدا وبوسائل سلميه راشده وبحوار حضاري راق وانتماء صادق وإيثار جاد , وقبل هذا وذاك تقدير العواقب السيئه والمرعبة لاي خروج على هكذا نهج.

هذا البلد ‘ملك مشاع لكل أهله , وهم جميعا مسؤولون أدبيا وأخلاقيا ووطنيا , عن صون أمنه واستقراره ولا عذر لاي كان بخلاف ذلك , فإن لم نخش عقاب الدنيا فإن واجب الايمان يدعونا لأن نخشى عقاب الله يوم لا راد لقضائه سبحانه.

يثير العجب ما نحن فيه من فوضى حول الطابع العام للحوار وإطلاق الاحكام وتبادل الاتهامات , إذ بمقدورنا أن نكون موضوعيين في إختيار اسلوبنا وطريقة تعبيرنا وإنتقاء الفاظنا بصورة تحاكي المنطق وتداعب عواطف وعقول السامعين معا , فلقد آمنت ولا زلت بأن الوصول الى عقول العرب ونحن منهم , يتطلب ابتداء تحريك المشاعر في الاتجاه السليم قبل الذهاب الى العقول مباشرة , وتلك هي طبيعة العرب منذ فجرهم , ولهذا أخذت على الخطاب السياسي والاعلامي الاردني انه خطاب مباشر لا يراعي حتمية " تحريك " مشاعر الناس ابتداء لجهة الانحياز الايجابي لبلدهم , وإنما يلقي بالكلام على عواهنه بأمل أن يتقبله الناس كما هو , وهو ما لم ولن يحدث أبدا !!

من سنن الطبيعة عند العرب والاردنيون منهم , أن الفلاح لا ينثر بذاره في أرض بكر خلاء انتظارا لأن يجني منها شيئا , فلا بد من حرثها وعزقها وتهيئتها ابتداء ثم بذرها تاليا ليأتي حصادها خيرا للجميع , والحرث والتهيئه هو ما أقصد به تحريك المشاعر والعواطف قبل البذر .

أجزم لو أن الحكومه " اية حكومه " تبدأ إجراءاتها الموجعة بالتهيئة والمصارحة وإثارة العواطف الايجابية لدى جمهور الشعب الطيب لتقبلها حتى لو كانت مؤلمه , لتقبلها الناس مهما كانت ،أما أن ينام الناس ويفيقون على إجراءات صعبة فذلك هو الخطأ بعينه , فالاردني بطبعه ومن كل المشارب يمنحك رداءه بكلمتين لهما أثر عاطفي طيب بنفسه الطيبة اصلا , ويشهر سيفه في وجهك بكلمتين لهما أثر مغاير !!.

بصراحه لا تحتمل التأويل ما نحتاجه هو " الابداع السياسي " , ورافعته إبداع إعلامي مواز في إتخاذ القرارات الصعبه , فلقد تحمل الاردنيون عبر العقود ما لم يتحمله غيرهم على هذا الكوكب , وبنفوس طيبة تترفع حتى عن الشكوى والتذمر , أما أن يقال لهم جهارا نهارا أن بلدكم صار معدما وحالكم الى المجهول ثم تأتي قرارات مؤلمه لهم في عيشهم , فإن ذلك أمر يصعب فهمه الا كما لو كان مقصودا يرمي الى إخراج الناس عن طورهم وإحداث الفتنة بينهم وتأليبهم على بلدهم ونظامهم السياسي الذي من أجله قد يختلفون ايجابيا وعليه لا يمكن أن يختلفوا , ولست أظن حكومة على وجه الارض يمكن ان تقترب من ذلك أو هي تريده.

باختصار , لدينا جميعا مسؤولين ومواطنين حالة عدم إتزان هي أقرب الى الفوضى في إجراءاتنا وردود أفعالنا ونحن جميعا متشنجون نطرب لسماع الاشاعات والعثرات ونواصل الحديث فيها كما لو كانت أمورا مسليه في مجالسنا , ولا ندري أننا إنما نهدم البناء بايدينا لا بأيدي غيرنا , وهو ما يسيل له لعاب أعدائنا وفي الطليعة منهم الزمرة الحاكمه في اسرائيل وسواها من دوائر النفوذ في الاقليم وغيره, ولا حول ولا قوة الا بالله , وهو من وراء القصد , وللحديث بقيه.





  • 1 الدكتور حابس سعد الزبون العبادي - جامعة الطائف 10-09-2012 | 06:51 PM

    كلام رائع وكله حكم ولعنا نتعض مما يدور حولنا
    وفقكم الله عمي والى الأمام
    حمى الله ومليكه وشعبه

  • 2 أردني غيور 10-09-2012 | 07:09 PM

    كلامك معبر وتحليل رائع للاحداث التي تدور من حولن ولكن هل من متعض !!

  • 3 الله يستر 10-09-2012 | 07:10 PM

    القادم اعظم

  • 4 بني حسن 10-09-2012 | 07:12 PM

    يا ريت لو الكل يفكر مثلك أخي الكاتب ,, تحليل سياسي رائع

  • 5 مؤمن البقور 10-09-2012 | 08:05 PM

    سلمت يداك الى الامام

  • 6 سعد العشوش 10-09-2012 | 08:56 PM

    نسأل الله ان يعييننا على الخروج من حالة الضبابية وعدم الاتزان ان نشعر بها كل يوم .

  • 7 عبادي 12-09-2012 | 02:04 PM

    كلام منطقي بس ناوي تنزل عانتخابات شي ؟

  • 8 فوزي عبد الجليل المهيرات 12-09-2012 | 04:32 PM

    كل الاحترام الى الاستاذ شحادة ابوبقر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :