إن مسلسل الفشل الحكومي وخروج رؤساء الحكومات مذمومين مدحورين في كل مرة ، وما يتركه من آثار سلبية على الأردن في كافة المجالات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية ، وعندما نسأل يُقال من أين سنأتي لكم برئيس حكومة ؟؟! أليس هؤلاء أردنيون وقد تولوا المسؤولية ومارسوها ولديهم الخبرة والدراية والعلاقات والدعم و موازنة فضفاضة ومخصصات فساد ورفاهية تُعتمد قبل الأساسيات ، ونحن مع من يقول أننا لن نستورد رئيس وزراء من الخارج ولكن النهج المُتبع في تشكيل الحكومات وتدوير الشخصيات التي عرفها الأردنيون وخَبِرُوهَا جيداً .
وفي كل مرة يتكرر الفشل وبنفس الطريقة ويُكرر رئيس الوزراء القادم مُسلسل التعينات للأقارب والأنساب والأصدقاء ، ولا يُذْكَر له إنجاز آخر حتى يقترف مصيبه يشعر بها القاطنون في القطب المتجمد الشمالي ليُصار إلى نقله إلى موقع آخر إنتظاراً لإعادته رئيساً للوزراء بعد أن ينسى الناس بعض ما اقترفه من جرائم في حق الشعب!!! ، ويصفق له المصفقون ويتوافدون زرافات ووحدانا وأنا منهم إلى دار رئاسة الوزراء لتقبيل وجنتيه وتهنئته وأخذ موعد للإحتفال بهذه المناسبة العظيمة ولتذهب الثروة الحيوانية إلى حيث أُلقت ، وكان على الخراف أن تعتصم عند إستقالة حكومة وتشكيل أخرى لأنها ستكون أول الضحايا ، بعدها يُضّحىَ بالشعب الأردني ويُقدّم على مذبح الحكومات التي تواصل الإعتداء على الكرامة والجهد والمال والوقت بقصد تحويل الأردني إلى مشروع جاسوس لكل طامع في هذا الوطن و لكل مسؤول تُحصنه القوانين والأنظمة .
فلا ضير من جمع الإمارة والتجارة والعمل بنظام الكومشن وإيقاف المشاريع الهامة ما لم يجد المستثمر الشريك المناسب الذي يعمل كواجهة ، وهكذا تسابق المسؤلون على بناء الفلل والقصور في منافسة لكبار رجال الأعمال والمستثمرين حتى تم استنزاف الأردن شعباً وموارداً تقاسمها رعاة الفساد مع الحرامي الأُستراتيجي في مشاريع كانت على حساب الوطن .
ليس هذا فقط فقد تم تفصيل المؤسسات والشركات للمسؤول الذي يغادر المسؤولية في إستراحة المُحارب ، ومن لم تُفصل له مؤسسة إنضم إلى صفوف المعارضين لحين الحصول على ترضية مناسبة ليعود مسؤولاً من جديد !!!.
أما وقد وصلنا الآن إلى الهاوية !!! إلى وضع حَذّرنَا منه مِراراً وتكراراً ، واتُهمنا بالسوداوية ومُعادة الوطن ، لقد قلنا في أكثر من موقع وفي أكثر من مقال أننا نتجه بقوة نحو الإفلاس !! سَخِرَ منّا البعض !! وصفق لنا البعض !! ولم يؤخذ الكلام على مُحمل الجد وفي كل مرة كان يطل علينا الفريق الإقتصادي في الحكومة ليؤكد أن الدنيا ربيع والجو بديع وها قد وصل بنا الحال إلى دولة تستجدي وتقترض ، و لم يعد الإستجداء مفيداً فقد باءت كل محاولاتنا بالحصول على هبات هذا العام بالفشل ودفعنا مصاريف سفرات المسؤولين وفنادقهم ومياوماتهم عبثاً بعد أن تنكر لنا الصديق والشقيق وطلبوا منا الإنتحار على حدودنا الشمالية كشرط لتقديم المساعدات ، واعتبرت الحكومة موافقة البنك الدولي على منح 2 مليار دولار للأردن إنجازاً ما بعده إنجاز !!! وهو في الواقع كارثه ما بعدها كارثه !!! إذ سيُسدد القرض على ثلاث سنوات إبتداءاً من السنة القادمة أي أن موازنة العام القادم ستُسدد 700مليون دولار للبنك الدولي و 650 مليون دينار خدمة دين إبتداءاً قبل الدخول في أية نفقات !!! وقد جَمّدت الدولة قانون الدين ولم تعد تلتفت له مما أدى إلى زيادة كلفة الدين داخلياً وخارجياً .
كم سيكون العجز العام القادم ؟؟! أليس هذا كارثة تحتاج للتدقيق ومحاسبة كل من أوصلنا إلى هذا الحال ؟؟!! أليس هم رؤساء وزراتُنا الأشاوس ؟؟!! فمنذ عام 2003 و نحن نتعرض للسرقة والنهب والإبتزاز ممن يبيعوننا الوطنية ويشككون في إنتمائنا .
أُكرر أن الأردن يسير إلى الهاوية ما لم يُباشر فوراً بإلغاء المؤسسات المستقلة ، وفرض ضريبة تصاعدية تصل إلى 50 % ورسم تعدين لا يقل عن 30 % من السعر العالمي ، إضافة إلى تخصيب الحالة السياسية وإعادة إنتاجها لتَغير آلية تشكيل الحكومات واللجوء إلى الحكومات البرامجية ضمن أهداف محددة ومعايير أداء واضحة ضمن برنامج زمني يُقاس بموجبه مدى التقدم دورياً ، وكذلك إيجاد بيئة تشريعية تكفل محاسبة الفاسدين ومحاكتهم بأثر رجعي لإعادة ما تم سلبه ظلماً وعدواناً من الأردنيين الصابرين المُرابطين الكاظمين الغيظ وهم يقبضون الجمر !!!.