زيد بن شاكر ،،الأمير الغائب الحاضر
08-09-2012 08:02 PM
عمون - بقلم : فيصل السرحان
ليس ما يذكرنا بك بالرغم من تغييب القدر لك التفاء السنة بالتي تليها في ذكرى وفاتك ، ولا تذكرنا بك مجالس محبيك ورفقاء دربك ، ولا حينما تتكحل العين برؤية اي من ذريتك ، ولا لمعان تاج الجيش العربي فوق حاجبك الهاشمي وامتلاء جهة القلب من صدرك بأوسمة الاقتدار والتقدير ، فأنت وبالرغم من موتك مت كموت الشجر واقفا" ، وان لم تسري في عروقه الحياة فيكفيه فخرا" بقاء انتصاب قامته شاهدا" على معنى ألحياة ، كلما توجه البصر نحوها أطبقت الاهداب على المآقي حنبنا"وحبا" في بقاء الصورة حية دوارة في فلك اللب اطول فترة تستحضرها شغاف القلب وتهتز لها الفرائص انحناءا" تحية لشخصية مثلت رفعة الشأن وعلو المكانة ،
فكنت أيها الامير مثالا" في دفئ المعشر ، وفي وانموذجا" في رقيي انتفاء واستعمال العبارة والمفردة ، ومولدا" لشعور الاعتداد بالنفس والهوية العربية الاردنية ، وظاهرة في التفاني في اداء المهمة والاخلاص لها ، وموسوعة في معرفة الناس اسس بناءها على مبدأ القرب منهم وتحسس قضاياهم وسرعة الاستجابة لها ، وسطرت نهجا" تنويريا" في حفظ السر ونقل المعلومة الصادقة لعميد آل البيت فكنت لعينيه النظر وعن محيطه مبعد الخطر ، هذه الصورة الذهنية الحية المحفوظة في ارشيف ذاكرة كل من رآك او سمعك أو سمع عنك ما هي الا استدلال جلي على التركيبة الفريدة لشخصيتك أيها الامير الغائب الحاضر ، وما مرور العشرة أعوام على ذكرى رحيلك الا ترصيد زمني ايجابي آخر يضمن حفظ صورتك الذهنية ملتصقة دائما" في ذاكرة السلف والخلف .
أبا شاكر ، كنت أمام العين قامة وفي سويداء الفؤاد علامة ، قامة في هيبتك وطلتك ودفئ لفظك وحنو فرائصك ، فما زالت رصانتك وانت مكتسيا" بزي الجيش العربي ومتأبطا" عصاك المارشلية محاذيا" وملازما" لرفيق دربك وقائدك الخالد الحسين ابن طلال تلاقح فكري وتوقده شغفا" وانبهارا" في شخصك كلما لاح في الافق ذكراك أو طرياك ، فشهادة كل من زاملوك وعاشروك ستبقى تصب في ايقونة سيرتك العطرة التي ما برحت ساحات ومجالس الادب والسياسة والسمر تفيض بعبق تاريخك المعتق بحسن الرفادة والوفادة والخلق والسموفي التعامل الانساني الذي ورثته عن نسبك الهاشمي وصقلته في مدرسة الحسين الهاشمي رحمه الله .
الكبار لا ينسون أبدا" ، كنت في حياتك قامة وفي رحيلك بقيت قامة فكيف ننساك ، فمآثرك وصورتك بالمجمل منقوشة على جداريات ذاكرتنا وأفئدتنا وحاشى لله ان يغزوها او يعلوها تلف أو محو طالما لك محبين مستذكرين ما زالت قلوبهم نابضة واجسادهم عاضدة .
.
يا عضد الحسين ، فانك وان غيبك القدر فما غبت ابدا" لانك ما زلت معنا متجسدا" في صنديد هاشمي ورث منك وثوق الخطى وطيب المعشر وسمو الخلق ، فمن شابه اباه ما ظلم فنم قريرا" وارفا" لان شاكرا" ليس بناكرا" وانه بالفعل كما اردته ان يكون ، يوصل محبيك ورفقاء دربك ، يعين المحتاج بدون مزاج ، ولا يخاف في الله لومة لائم ولا يلتفت لسفسطة آثم انه حقا" شريف من ظهر امير بامتياز .
فلك الرحمة ولمن بعدك طول البقاء ، آمين .