الصحافة الإلكترونية العربية في ازدهار
14-11-2007 02:00 AM
للصحافة الإلكترونية أهمية بالغة في حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي جميع نواحي الحياة. وقد تطورت تكنولوجيا الاتصالات بشكل هائل نتيجة التطور التقني وانتشار المعلومات بسرعة فائقة استطاعت أن تعبر القارات وتتخطى الحدود. لتشكل بذلك ظاهرة إعلامية جديدة ارتبطت مباشرة بعصور ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وليصبح المشهد الإعلامي والاتصالي الدولي أكثر انفتاحاً وسعةً حيث أصبح بمقدور من يشاء الإسهام في إيصال صوته ورأيه لجمهور واسع من القراء دونما تعقيدات الصحافة الورقية وموافقة الناشر في حدود معينة. وبذلك اتسعت الحريات الصحفية بشكل غير مسبوق، بعد أن أثبتت الظاهرة الإعلامية الجديدة قدرتها على تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة، ليبرز لدينا السؤال المهم، هل من الممكن أن تحل الصحافة الإلكترونية يوماً بديلاً عن الصحافة المطبوعة أم منافساً لها ؟!فمع تطور مفاهيم الصحافة الالكترونية والرقمية. وظهور توجهات جديدة في مجال صحافة المدونات وصحافة الناس والصحافة المجانية. لم يعد من الممكن أن تظل المجتمعات علي نفس رؤيتها السابقة للعمل الصحفي, وكذلك لم تعد الصحافة ذاتها قادرة علي السير قدما في أداء مهمتها بنفس التصورات القديمة ولا الحكومات والدول تستطيع أن تستعمل وسائل وأساليب قديمة في التعامل مع عالم جديد يفرض نفسه بقوة وسرعة متلاحقة, وليست مبالغة القول بأن الدول المتقدمة والقوي الكبري التي وجدت طريقها مبكرا إلي هذا العالم المتطور نجحت بالفعل وإلي حد كبير في مواكبة تلك التطورات بالتشريعات والقوانين والسياسات المناسبة التي تحفظ لها توازنها دون التضحية بحريتي الصحافة واستقلالها.
وبينما تحاول الدول النامية إيجاد مكان لها في هذا العالم فإن معظمها لا يزال يتخبط, بل ويعاني في التعامل مع الصحافة بمفاهيمها التقليدية لدرجة أن الكثير من الحكومات والسياسيين في تلك الدول لا تحتمل حتي هذا اليوم كلمة نقد لأدائها ولا حتي نشر أو إذاعة بيانات حقيقية تكشف عن سلبيات ادارتها, بل إنها في سبيل حماية نفسها لا تتردد في اللجوء لعمليات تنكيل بالصحفيين وحبسهم واعتقالهم ومنعهم من مزاولة المهنة بالحرية المطلوبة سواء بترسانة قوانين وتشريعات قمعية أو من خلال الخطر المباشر, ورغم عشرات من القرارات الدولية التي تعتبر حرية الصحافة شكلا من أشكال الديمقراطية الحقيقية في المجتمعات إلا أن العديد من الحكومات مازالت تتعامل مع الصحافة باعتبارها مظهرا كماليا أو مجرد سوق لسياساتها..
وهناك شكل آخر وهو الصحافة الديكورية حيث تسمح بعض الحكومات بدرجة لا بأس بها من حريتي الصحافة والرأي إلا أن سيطرتها المطلقة وأسلوب حكمها الشمولي يفرغ هذه الحرية من مضمونها الحقيقي ويجعلها بالفعل مجرد ديكور أو حلبات لصراخ المعذبين. يكفي الصحافة الإلكترونية أنها في الغالب تتبع الحرية الكاملة التي يتمتع بها القارئ والكاتب على الإنترنت بخلاف الصحافة الورقية التي تكون بالعادة قد تم تعديل مقالاتها من قبل الناشر لأكثر من مرة حتى يكون وفقاً لسياسة الصحيفة. بالإضافة إلى مجموعة من المميزات تم تلخيصها فيما يلي:
- السرعة في تلقي الأخبار العاجلة وتضمين الصور وأفلام الفيديو مما يدعم مصداقية الخبر.
- سرعة وسهولة تداول البيانات على الإنترنت بفارق كبير عن الصحافة الورقية التي يجب أن تقوم بانتظارها حتى صباح اليوم التالي.
- حدوث تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب حيث يمكنهما أن يلتقيا في التو واللحظة معاً.
- أتاحت الصحافة الإلكترونية إمكانية مشاركة مباشرة للقارئ في عملية التحرير من خلال التعليقات التي توفرها الكثير من الصحف الإلكترونية للقراء بحيث يمكن للمشارك أن يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع ويقوم بالنشر لنفسه في نفس اللحظة. التكاليف المالية الضخمة عند الرغبة في إصدار صحيفة ورقية بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية والتنظيمية. بينما الوضع في الصحافة الإلكترونية مختلف تماماً حيث لا يستلزم الأمر سوى مبالغ مالية قليلة لتصدر الصحيفة الإلكترونية بعدها بكل سهولة.
- ارتفاع تكاليف الورق الذي يكبد الصحف الورقية مشقة مالية يومياً.... بينما لا يحتاج من يرغب التعامل مع الصحافة الإلكترونية سوى لجهاز كمبيوتر ومجموعة من البرامج التي يتم تركيبها لمرة واحدة.
- عدم حاجة الصحف الإلكترونية إلى مقر موحد لجميع العاملين إنما يمكن إصدار الصحف الإلكترونية بفريق عمل متفرق في أنحاء العالم.
akthamkkk@yahoo.com