تداعيات امرأة لاتجيد لف الدوالي
هند خليفات
14-02-2007 02:00 AM
خلال كتابة هذا النص ... توقف جهاز الكمبيوتر مرتين، وفي كل مرة فقدت النص،
اما في المرة الثالثة فشاحن الكمبيوتر لم يعمل ...سللت قلمي و أخذت اقنع نفسي بالكتابة على الورق كوسيلة مضمونة...دقائق حتى انقطع التيار الكهربائي...وسط هذا الظلام الدامس ساكمل هذه الغصة الكبيرة ...
هذه عينة صغيرة مما يحدث معي في شهر شباط من كل عام ، قبل أيام استقلت من عملي، و فقدت جو الكتابة الذي كنت أقحم النص فيه، يعز علي هناك فنجان فخاري مثلوم الطرف، خَمُر فيه شايي ، صوت أطفال المدارس من تحت نافذتي، خرابشي وأوراقي ..
ليس غريباً فكوكب فينوس في ضيافتي هذه الأيام، و أنا معزب يتثاقل كل عام من هذا الشهر وهذا المرور المتعب، ولآني من أبناء وضحايا هذا الشهر، أريد ان أتداعى اليوم على صفحة الورق، يقولون ان الحيتان في الطبيعة تهاجر من اعماق المحيطات كل عام في مثل هذا الوقت وتتخبط و لا تهدأ إلا بعد أن يمضي هذا الشهر، ففي كل سنة أدري ان الدنيا ستتخبط بي في هذا التاريخ ...لكن هذه المرة كانت اقساها، فليست الحيتان وحدها تتوه وتهاجر في الخلجان فقوافل الهجير تسري في دمي هذه الأيام، زوابع التغيير تقتحم كل شيء وتعبث حتى في الزوايا المركونة في النسيان...
قبل ان يفتك بي شهر شباط، كنت أرى ان لف الدوالي ترفاً و" قلة عقل" ، و في كل مرة أسترق السمع في مجالس الثرثرة النسائية كنت أسخر من قضية جدلية مفادها كيف أن الأرز داخل حبات الدوالي يستوي و " يتفعص" في حين ان الدوالي ما زال نيئاً!! ، ، وكيف يتفاخرن باحتياطي الفول الأخضر المفرز طوال العام، ويحذرن من أرتفاع منسوب زيت المقدوس في أيام الصيف وخطورة أن يملآ رفوف النملية، لم أكن أعبئ لهذا الحديث ...بل كنت أستغرب كيف أن هذه القضية تأخذ مساحة من تفكير النساء... وقتها لم يكن لف الدوالي حلمي!!
كنت أسر في نفسي ذكرى حديث عرافة أخبرتني عن "طريق خضراء" تملئ دربي ، كل هذا ولى وأنقشع كرغوة تلك الصابونة وتناهى هذه الأيام، حلمي انعطف من "لف" أرجاء العالم الى "لف" الدوالي بإتقان، أنا لم اختر ذلك، لكن أظن ان هناك جيل كامل تفترسه الحيتان الكبيرة التي تتقن قتل الأسماك الفتية، من اليوم فصاعداً سأقف في طابور العاطلين عن الأمل و سأجدد طلبي في ديوان الخدمة الأزلية في المطبخ، سأتابع الشيف رمزي، وأقرأ تحليل برج الحوت كل يوم ...برج الحوت كان زمان ..أنه برج السردين!!
Hindcolors@yahoo.com