أخبار اولمبياد المعوقين (الالعاب البارالمبية ) مطمئنة بالنسبة للعرب، فالنجاحات باهرة بل ومفاجئة بالنسبة لكل مراقب غير مختص بالنظر الى ما حققه العرب في اولمبياد الاصحاء قبل اقل من شهر، ففي الاخبار الآن ان هناك حصيلة من المداليات الذهبية والفضية والبرونزية اقترب عددها الاجمالي حتى مساء امس من ثلاثين ميدالية، وهذا رقم كبير مقارنة بعدد الميداليات التي حصل عليها اقوى رجال ونساء العرب في اولمبياد الاصحاء, وهذه النجاحات-حتى من وجهات النظر غير الرياضية - تعني الكثير,، فالاعلام العربية ارتفعت في سماء الاولمبياد كأحد مظاهر الانتصار وترددت اسماء عربية تفوقت في شيء، وعرف العالم أن في عالمنا العربي معاقين لهم عالمهم الرياضي والانساني، وان اعاقاتنا لا تنحصر في طريقة التفكير والتخطيط، وانما نعاني مثل غيرنا من اعاقات جسدية ايضا، لكن هذه الاعاقات لا تمنعنا من تحقيق بعض الامجاد ومنافسة غيرنا والتغلب عليهم واثبات اننا مثل غيرنا من شعوب العالم منا الاصحاء ومنا المعوقون وأن تفاوتت النسب..!!
جميل جدا أن يحقق العرب بعض النجاح عن طريق الفئة المهمشة في مجتمعاتهم، بينما تخفق النخب المدللة في كل شيء تقريبا، في السياسة والتجارة والاقتصاد وفي العلوم كما في الرياضة, فلا ترتفع لهم اعلام ولا تعزف لهم اناشيدهم الوطنية في محفل دولي، بل تطاردهم تهم التطرف مثلما تطاردهم اوصاف بالعجز وقلة الحيلة والاستكانة والخضوع، ولولا الربيع العربي لبقي العرب في ذيل قائمة الشعوب القابلة للتحرر والانعتاق والتحضر، وكم هو مشجع على الأمل أن ينجح «المعوقون العرب» فيما فشل فيه الاصحاء، وأن ينفتح افق جديد من التفاؤل امام البقية من الامة والتي غالبا ما تراهن على قدرات خيالية لا وجود لها او انها تبرر عجزها باتهام الاستعمار قديمه وجديده، فالمناهج المدرسية علمتهم ان تخلفنا سببه الغرب الذي غسل ادمغة الاجيال وعطل مسيرات التعليم ونهضة العقل العربي وحال بينه وبين العلوم الحديثة ومنعه عن الابداع، لكن هذه المناهج ومؤلفوها لم يقولوا للاجيال المتشككة كيف افشل الغرب اللعين الجسد العربي ومنعه من تحقيق الانتصارات الرياضية وذلك اضعف الايمان، فهل تآمر الغرب على العضلات العربية، هل الغرب المستعمر مسؤول عن عجز العربي عن الركض واللكم والمصارعة والمبارزة وركوب الخيل وكلها رياضات العرب كما قيل لنا في كتب التاريخ المزورة، هل الغرب استخدم سحرا خاصا لانتزاع القوة من ابدان الرياضيين العرب الذين تقاطروا الى لندن بالمئات، لماذا لم نراهم ابدا ضمن أول عشرين متنافسا حتى في الفروسية-ومن المؤكد انهم ليسوا في غيرها من الرياضات- وبامكان اية دولة عربية تدريب واحد من شبابها وجعله (سوبر عربي) ولو من أجل لحظة واحدة كل اربع سنوات يقال فيها ان العرب هم اسياد رياضة الفروسية، هكذا تفعل الهند وتميز الامة الهندية بلعبة واحدة، وهكذا تفعل الدول الصغيرة والفقيرة مثل جمايكا ما دامت عاجزة عن مطاولة الامم الكبرى، لماذا اذن يذهب العرب للمشاغبة في كل شيء ولا يعودون بشيء..!؟



الرأي