facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




طعة وقايمة


نايف المحيسن
05-09-2012 09:05 PM

اتذكر تلك النكتة التي تتحدث عن موظف بريد جالس الى الكاونتر ومستغرق في الاوراق والاختام وجاء مراجع له وتحدث معه لينهي له معاملته ودون ان ينظر اليه الموظف نهره وقال له «صف عالدور» وبقي الرجل عدة دقائق وحاول مراجعة الموظف ليقول له ان لا يوجد هناك اي شخص عالدور سواه؛ فنهره مرة اخرى وقال «صف عالدور» ولم يجد المراجع من وسيلة لتنبيه هذا الموظف الا ان يقوم بصفعه وعندها استفاق الموظف من قوة الصفعة وسأل الرجل الذي امامه -اي الذي صفعه- فقال له من الذي ضربني فرد عليه لا ادري «طعة وقايمة».

نحن حالنا الان هو كما تعبر عنه هذه النكتة او القصة فكل شيء لدينا طعة وقايمة، فالموظف اصبح لا يعمل ومسؤوله لا يسأله والاثنان يغادران العمل متى يشاءان ويعودان متى يشاءان والعمل اصبح حاله حال المقهى للتسلية لا للعمل فلا انجاز ولا ما يحزنون.

المسؤول الاول يصدر تعليمات لمدراء المديريات ومدراء المديريات تصدر من قبلهم كتب موقعة منهم وقد ينفون علمهم بها بخلاف التعليمات التي اصدرها وزيرهم ومثال على ذلك تعليمات وزير التربية والتعليم حول دوام مساعدي مدراء المدارس في العطلة الصيفية حيث اصدر تعليمات بعدم دوام اي مساعد او مساعدة مدير لديه نصاب حصص حتى لو كان حصة واحدة والمديريات توزع كتبا تخالف ما يقوله وزيرهم وعند المراجعة للمدير المعني ينفي علمه بمثل هذا الامر ويصر على انه ينفذ تعليمات وزارته وعندما تبرز له صورة عن كتاب موقع منه يعتذر ويقول انه ربما كان هناك خطأ غير مقصود.

الزبالة والقاذورات اصبحت هي السمة الغالبة على كل الامكنة وهناك قرابة خمسة آلاف عامل نظافة يجوبون حارات وشوارع وأزقة العاصمة وعندما تسأل عامل النظافة الذي قد تجده جالسا على طرف احد الشوارع مستغرقا في التفكير لماذا ازدادت القاذورات يرد عليك ان السبب هو عدم توفر ضاغطات النفايات او خراب معظمها ولا صيانة لها، او قد يكون من يقومون على صيانة هذه الآلات قد توقفوا عن العمل او ان بعضهم يعمل والاخر لا يعمل.

عدم الاحترام اصبح السمة الغالبة من الصغار للكبار؛ فقد تكون بعمر يتجاوز الستين او السبعين عاما وقد يناديك احدهم من الجيل الطالع باسمك بعد ان كان يناديك بصفة تطلق عليك او بلقب وهذا كان تعبيرا عن الاحترام فلا ندري هل فقدنا الاحترام ام اننا في الطريق لنسمي الاشياء بمسمياتها وقد يكون هذا هو الافضل لنصل الى مراحل من الانقلاب على الذات الى الانقلاب على حب الوطن والاخلاص للوطن بدل ان نحني هاماتنا لاشخاص ثبت انهم لا يحبون الوطن وكان الجيل الطالع يعتقد انه حبهم لوطنهم يصل من خلالهم فاكتشفوا ان هؤلاء منافقون ويجب محاربتهم كما حاربهم رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم في بدايات دعوته.

نحن الآن نعيش اشبه بحالة بيت مبعثرة كل اشيائه وهي بحاجة الى ترتيب او في بيت تكالبت عليه الظروف فأصبح بحاجة الى صيانة لاعادته الى وضعه الطبيعي، فالكل يجمع على اننا بحاجة الى اصلاح فـ»الطعة القايمة» ستوصلنا الى حالة الخراب؛ فلنعمل على تدارك الامر قبل فوات الاوان. واعتقد اننا كلنا مسؤولون لان البلد بلدنا جميعا.





  • 1 ايلول 05-09-2012 | 09:37 PM

    يسلم لسانك


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :