facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حقوق الرئيس وحقوق الشعب .. حسن نافعة


05-09-2012 03:33 AM

قال الدكتور محمد مرسى فى أول حديث رسمى يوجهه للشعب: «ليس لى حقوق أو مطالب شخصية.. وهدفى الوحيد هو صيانة حقوق الشعب». وهذا كلام رائع. فالرئيس، الذى ينتمى إلى جماعة تتخذ من الدين الإسلامى الحنيف مرجعية فكرية لها، أراد طمأنة الشعب الذى ظلمه النظام السابق كثيراً ومكن لفئات اجتماعية محدودة من السطو على مقدراته واستنزاف موارده، بالتأكيد على أن قيادته الجديدة المختارة من الشعب فى انتخابات حرة ستكون مختلفة تماماً عن القيادة السابقة التى اختارها السادات وحده وفرضها على الشعب بقوة الأمر الواقع، وأن هذه القيادة الجديدة زاهدة فى متاع الدنيا ولا تبغى غير رضوان الله فى الآخرة.

ولأن الشعب المصرى، الذى «اتلسع من الشوربة» سيكون شديد الحذر هذه المرة ولن يخجل من «النفخ فى الزبادى» إلى أن يطمئن إلى أن الأقوال ستتطابق تماماً مع الأفعال، خصوصاً أن هذا الشعب المسكين، الذى يعانى الآن الأمرين لاسترداد مليارات الدولارات التى نهبها الرئيس المخلوع المحبوس الآن فى ليمان طرة، مازال يتذكر كلمات هذا الرئيس فى بداية عهده حول «طهارة اليد» وحول «الكفن الذى ليس له جيوب».

لا أظن أن هناك أى وجه للمقارنة بين الرئيس الحالى المنتخب والرئيس المخلوع، لكننا نأمل أن نرى الفرق الكبير بين سياساتهما مجسداً على أرض الواقع، خصوصاً فيما يتعلق بالحرص على صيانة موارد الشعب المحدودة وعدم إنفاقها إلا فى كل ما هو ضرورى ومفيد والتخلص من كل مظاهر الإنفاق البذخى و«الفشخرة». لذا كنا نتوقع، على سبيل المثال، أن يسارع الرئيس الحالى بالإعلان عن الميزانية المخصصة لرئاسة الجمهورية وتقليصها إلى أدنى درجة ممكنة، وأن يتخذ قرارات فورية بتحويل القصور والاستراحات الرئاسية المنتشرة فى كل أنحاء الجمهورية إلى متاحف أو يستغلها فى مشروعات استثمارية، وأن يضم موارد «الصناديق الخاصة» إلى ميزانية الدولة وإلغاء «مظاريف الولاء» التى فاحت رائحتها ولا نعرف ما إذا كانت حقيقة أم محض خيال. وكنا نأمل أن نشعر بتغيير جذرى فى شكل «مواكب» الرئيس والإجراءات الأمنية المصاحبة لها، وهى باهظة التكاليف وعديمة الجدوى، وأن تستبدل بأنظمة للأمن والحماية أقل تكلفة وأكثر فاعلية وكفاءة.

غير أن شيئاً من ذلك كله لم يحدث، ومن الواضح أننا مازلنا نسير على النهج نفسه ونتبنى نفس طرق التفكير العتيقة التى لم تعد تصلح لمصر الثورة. أكثر من ذلك فمن الواضح أن رياح الثورة والتغيير لم تصل بعد حتى إلى المؤسسات المستحدثة بعد الثورة التى راحت تتفنن فى استحداث وسائل مبتكرة لتبديد موارد الشعب فيما لا يجدى ولمجرد الدعاية لنفسها والترفيه عن كوادرها. فقد قرأت مؤخراً خبراً، ربما تكون صحيفة «نهضة مصر» هى أول من نشره قبل أن تتناقله مواقع إلكترونية عديدة، يشير إلى أن الجمعية التأسيسية بصدد تشكيل وفود ستقوم بزيارات إلى جدة، والرياض، والكويت، وأبوظبى، ودبى، وواشنطن، ونيويورك ونيوجرسى، ولندن، وباريس وغيرها، لاستطلاع رأى المصريين فى الخارج ولإجراء حوارات حول مشروع الدستور الجديد.

غنى عن البيان أن التعرف على مقترحات المصريين بالخارج حول الدستور الجديد يمكن أن يتم بوسائل أخرى، كالاستعانة بخدمات السفارات والقنصليات المصرية المتواجدة فى كل أنحاء العالم أو بفتح مواقع إلكترونية لتلقى المقترحات عبر شبكات التواصل الاجتماعى. وغنى عن البيان أيضاً أن الثورة ليست خطباً وشعارات رنانة تلقى فى المؤتمرات، ولا هى عمليات حشد للجماهير فى الشوارع للتعبير عن مواقف أو مطالب سياسية، ولا هى اعتصامات وإضرابات للضغط من أجل الحصول على مزايا أو إشباع احتياجات فئوية. الثورة هى، قبل ذلك وبعده، تغيير جذرى فى نمط التفكير، وهو ما لم نشهد له ملامح بعد.

بوسع مؤسسة الرئاسة أن تشعل فتيل التغيير فى نمط التفكير بسلسلة من الإجراءات والسياسات تقدم من خلالها القدوة والنموذج. بعدها يمكن أن نتوقع أن تسرى عدوى التغيير فى المجتمع كسريان النار فى الهشيم.

ليس مهماً أن يتنازل الرئيس عن حقوقه، الأهم ألا تبدد ثروات الشعب.
المصري اليوم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :