المهندسة سارة ابوحمور

مع أعلان رئيس لجنة أمانة عمان المهندس عبد الحليم الكيلاني عن سلسله مشاريع تنمويه في عدة مناطق حيويه ضمن عاصمتنا الحبيبه عمان, ليكون أول خيوط الفجر لانقشاع فترة الركود الاقتصادي خصوصا للمشاريع الأستثماريه التي خيمت على الوطن العربي بشكل عام , وعلى الأردن بشكل خاص . فبمجرد البدء بأول مشروع أستثماري ستكون الاردن و تحديدا العاصمه عمان بأدارتها الحاليه من الدول الاوائل التي تعيد الحياه لاقتصاد منهك بعد ربيع عربي ساخن.

فحسب تصريحات الكيلاني ستكون دولة الكويت الشقيقه الشريك الفعلي لأنطلاق تلك الخطوه الأستثماريه الرائده ,فأهتمام المستثمرين الكويتين بالبيئه الاستثماريه في الاردن ,كونها بيئة أستثمارية جاذبة و آمنة من شأنها إنجاح أي مشروع , بوجود الدراسات العلمية والعملية لنصل لنقطه أساسيه تدور حول محور قضية جذب الاستثمارات الخارجيه.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا . ماذا بعد الاعلان عن الفرص الاستثماريه و إبداء الرغبة من الاخوه الكويتيين بالتعاون المشترك ؟؟

فالمبادرات و الأعلانات التجاريه لأستقطاب ألاستثمار , ليست كأي نوع من أنواع الأعلانات خاصة فيما يتعلق بالمطبوع والمقروء او المرئي والاهتمام بجزئية اللون او التصميم او الصياغة .

الاعلان عن مشروع استثماري موضوع دقيق وحرج يجب أن يقاس بالأنغستروم بحيث يتم وضع الأستراتيجية الكاملة لأعادة أحياء الأستثمار الذي يحافظ على حقوق المستثمرين وبالفائدة على الأقتصاد الأردني , من ابسط الامور الادارية المتعلقة بسرعة انجاز المعاملات وانتهاءا بالخطاب الاعلامي الشفاف المرادف لتلك الانشطة وتقديمها بوضوح حتى تجد الدعم اللازم شعبيا وعدم تركها لقمة سائغة للأشاعات المغرضة .

أننا امام رجال اعمال لديهم خبره و باع طويل في علم الأقتصاد ,وهم يديرون نشاطاتهم بعقارب الساعه ليحولوا الثواني لأموال , فأن لم تكن المؤسسات المعنيه على قدر عال من الجاهزيه لاستقبال المستثمر الذكي ,لن يقدم على تشغيل اي مبالغ في أصول لن تعود عليه بمنفعه متزايده نهاية كل سنه ماليه.


فالصين مثلا , تحررت اقتصاديا عام 1978 و نما اقتصادها معتمدا على هيكل تنظيمي لكل من الاستثمار و التصدير ,ليحتل الان المرتبه الثالثه من حيث الناتج المحلي ,وتصنف بالمرتبه الثالثه من حيث حجم الاستمار الاجنبي المباشر فيها.

لسنا هنا معنيين بتعداد أسباب نجاح النمو الاقتصاد السريع في الصين , لكن لتسليط الضوء على أهمية تحديد هيكل اقتصادي تنظيمي محدد الأهداف لعملية الاستثمار يناسب البيئه المحليه , ليكون جزء اساسي من الاعلان عن فرص استثماريه ليحظى برضى المستثمر الاجنبي كوننا في الاردن لدينا بيئه مناسبه و كوادر مهيئه لتقود تلك المسيره الى بر الامان برفقة الاخوه المستثمرين.

وان كانت امانة عمان قد خطت اولى خطوات بناء ذلك الهيكل حيث استحدثت وحده متخصصه من كادر ذو خبره في مجال الاستثمار و الابنيه العاليه , معني بخدمة المستثمر بمكان واحد و نافذه واحده يحصل من خلالها على الموافقات الداخليه والخارجية, فاننا بحاجة الى المبادرات الاعلامية والندوات المختصة التي تكون جسر التواصل المبدئي لعرض ما يمكن للامانه من تقديمه للمستثمرين من خدمات اضافة الى أهمية اظهار الجوانب التي يمكن الاستثمار فيها, لاستقطاب الاستثمار الخارجي وعدم الارتهان فقط لما هو موجود من استثمارات سابقة . فاظهار المجالات التي يمكن الاستثمار فيها يساعد حتما في استقطاب مستثمرين جدد لا يملكوا المعلومات الكافية عن مجالات الاستثمار .


فبرغم من الظروف الصعبه التي مرت بها امانة عمان , ظروف لا يمكن لنا انكارها او التغاضي عندها, الا ان تاريخ تلك المؤسسه العريقه - محال ان يبقيها ضمن تلك الدائره التي رسمت حولها بخطوط يمثل جزء بسيط منها الحقيقه و الجزء الاكبر مجرد افتراءات.

وبناءا على توجيهات الامين فان الوحده الاستثماريه ستكون مرتبطة بمكتب عطوفة الامين مباشره من اجل تسهيل كامل الاجراءات التي يحتاجها المستثمر بمجرد تقديمه الدراسة المبدئية .


و لنا كل الشرف و الفخر بأن يكون استهلالنا الطيب للاستثمار من دولة الكويت , فكما يستهل الشاعر قصيدته بأبيات من شاعر اخر لرفد نصه و اثرائه بزينة غنيه , فأستهلال الاستثمار معكم ايها الاخوه سيغني و يرفد قصيدنا بكل مافي الاخوه العربيه من معنى .
الأستهلال الطيب للأستثمار من دولة الكويت لهو فال خير لما يربط البلدين من علاقات أخوية متجذرة .فالمبادرات الكويتيه احتلت مرتبة الصداره للاستثمار في الاردن , يعززها وجود كوادر وطنيه تمثل دولة الكويت تقود تلك المسيره الأستثماريه على رأسها السفير الكويتي في عمان الدكتور حمد الدعيج الانسان المفكر , ذو الخبره الدبلوماسيه السياسية و الاقتصاديه الفذه , فما ان تعرفه عن قرب الا وتستشعر مدى حرصه على تطبيق رؤية امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لفكرة التكامل الاقتصادي العربي والوحدة الاقتصادية , ناهيك عن حبه لبلده الثاني الاردن وتشجيعه الدائم والمتواصل لحث الطلبة الكويتيين للدراسة في الاردن او للمستثمرين وتسهيل امورهم وحثهم للتوافد على بلدهم الثاني الاردن .

بوركت أيادي العمل والعطاء .. وبوركت أيادي البناء في بلدنا الأردن .