تقول المعلومات أن المعدل المتوسط للانفاق العسكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا, بلغ خلال الفتره بين عامي 2001-2010 , نحو 5. 5 % من الناتج الاجمالي المحلي , مقارنة مع 2.5 % في باقي أنحاء العالم , وتشير المعلومات ذاتها الى أن المنطقة المذكورة , وجلها دول عربية تتحول سريعا الى لاعب مؤثر في سوق المنتجات العسكرية , وتتوقع أن يصل حجم الإنفاق العسكري فيها الى 118,2 مليار دولار بحلول عام 2015 .
وفي السياق يقول التقرير الاقتصادي العربي الموحد الصادر عن جامعة الدول العربية عام 2011 , أن نسبة الامية في العالم العربي وصلت بين البالغين فوق سن 15 سنة حسب تقديرات عام 2008 , حوالي 28% , وهي نسبة تتجاوز مثيلاتها في جميع اقاليم العالم بإستثناء جنوبي أسيا وافريقيا .
الارقام أعلاه وبغض النظر عن مدى دقتها تؤشر وبوضوح الى أن البلاد العربية هي بالتأكيد منطقة التوهج الحضاري والحيوي الأبرز في العالم كله , والا فلا حاجة بها الى هذا الإنفاق العالي على التسلح ,وأن هذه الميزة الفريدة التي جسدتها ارادة السماء هي المبرر الأول والأهم لإهتمام العالم بهذه المنطقه تحديدا , وتهافته عليها بإعتبارها أرض الرسالات ومهبط الوحي والمصدر الأبرز للطاقه على إمتداد الكوكب .
هذه الميزه يمكن طبيعيا أن تكون نعمة أو نقمة في الوقت ذاته , وذلك وفقا لقدرة المحظيين بها على إستثمارها , فهم وحدهم القادرون على أن يجعلوا منها نعمة أو نقمة , بمعزل عما يقال عن المؤامرات والأطماع والتحديات الاجنبيه وبالذات الغربية منها , وهي أطماع تملك قوة المنطق من وجهة نظر الغرب الباحث عن مصالحه , شأنه في ذلك شأن سائر دول العالم في هذا الزمان المشبع تماما بشهية التسلط والهيمنة والإستئثار , والبعيد كل البعد عن أبسط درجات القيم الفاضله في هذا الوجود.
بمقدور عرب اليوم لو عرفوا " الله " حق معرفته , وأدركوا معنى وحجم النعم التي أغدقها عليهم دون سائر الأمم , أن يكونوا قادة الكوكب بلا منازع , لكن العقيدة عندنا هي في معظم الأحوال مجرد طقوس تؤدى , دون أن يكون ذلك نابعا عن إيمان خالص , بإعتبار أن الايمان الحقيقي هو البوصلة الفاضلة نحو التميز والقوة والغلبة والسبق والريادة وتقدم الصفوف.
مؤلم وحتى محزن أن يكون حال العرب على ما هو عليه اليوم , فبلادهم محل صراع القوى الاجنبية كافة , وهم مجرد متفرجين في المدرجات , راضين بهذا الحال كما لو كانوا منقطعين تماما عن أمة عربية خلت , فيهود الارض يستبيحون مقدساتهم وكرامتهم ويحتلون أرضهم , وكل صاحب نزوة على هذا الكوكب لا يجد عناء في اقتحام أسوارهم , وهم متلقون ومقلدون وتابعون , وبعضهم سعيد بهذا الحال , ولا أحد فيهم يعرف أو حتى يريد أن يعرف الى أين المصير , وحياتهم صارت تكتيكا بلا استراتيجيات , وجل امنياتهم أن يتغير الحال الى ما هو أفضل دون أن يكون لهم دور في هكذا تغير , وهم أشبه باللمة بعد أن كانو أمة , ولا حول ولا قوة الا بالله