فقراء ''يرقعون'' حقائب أبنائهم المدرسية البالية
03-09-2012 12:28 PM
عمون - لم يجد أهالي طلبة مدارس في العاصمة عمان وعدد من المحافظات بُدا من اللجوء إلى ترقيع الحقائب المدرسية القديمة مع ارتفاع أثمانها في الأسواق في ظل ضيق ذات اليد الذي تعانيه الكثير من الاسر بسبب غلاء الاسعار وتدني الدخل الشهري.
وما زاد العبء على تلك الاسر قرار رئاسة الوزراء الاخير برفع اسعار البنزين مع بداية العام الدراسي.
وفي الوقت الذي يُدخل فيه حمل الطلاب للحقائب المدرسية الجديدة والمزركشة الفرح والبهجة على قلوبهم مع بداية العام الدراسي، يحرم اخرون من ذات الفرحة نظرا لعجز اهاليهم عن تحمل الاعباء المادية المترتبة على شراء الحائب التي باتت باهظة الثمن.
وهذا وليد عبد الجواد موظف في احد المصانع الخاصة بتعبئة المشروبات الغازية بالعاصمة عمان يتقاضى راتبا مقداره 200 دينار شهريا، وفي الفترة المسائية يجلس في دكان والده لقاء مبلغ يقدر بـ150 دينارا، واب لاربعة أبناء ذكور، يقول لـ"السبيل" إن بداية كل عام دراسي تستنزف المتطلبات المدرسية دخله الشهري.
وأوضح أن شراء الزي المدرسي والأحذية والقمصان وبدلات الرياضة تحتاج إلى نحو 100 دينار، أما الحقائب المدرسية التي أذهله ارتفاع أسعارها في الأسواق المحلية تحتاج إلى قرابة الـ 70 دينارا لابتياعها لأبنائه الاربعة، مقررا توفير هذا المبلغ لشراء القرطاسية والاستعانة بالحقائب المدرسية القديمة عقب الذهاب بها إلى الاسكافي لترقيع التالف منها.
أم عز الدين مطهر هي أيضا امتنعت عن شراء الحقائب المدرسية لأبنائها وبناتها البالغ عددهم خمسة، مؤكدة أنه هالها ارتفاع أسعار الحقائب في الأسواق، وتقول لـ"السبيل" إن الأسعار فاقت توقعاتها عن أثمان "الشنط"، بالتالي وجدت أن ما رصدته من ميزانية لشراء الحقائب لا يكفي.
ولأن خلافا سينشب بين أبنائها في حال ابتاعت لأحدهم الحقائب الجديدة دون الآخر، قررت الاستعانة بالحقائب القديمة والعمل على ترقيعها وتجديد "السحابات "والجيوب الممزقة فيها، وذلك من خلال الذهاب بهم إلى السكافي المتواجد في وسط البلد، ذاكرة أن دخل زوجها الشهري لا يتجاوز الـ 300 دينار فقط.
وتتراوح أسعار الحقائب في الأسواق المحلية والمولات التجارية بين الـ5 دنانير و50 دينارا وفق جولات "السبيل" على عدد من المحال.
ويؤكد الأهالي أن الحقائب ذات الأسعار المنخفضة هي أقل جودة من الحقائب المرتفعة السعر، إذ سرعان ما تتعرض الأولى للتمزق وانقطاع "حمالاتها" حال الاستخدام المتكرر من قبل الطلاب، لذا يحرص الكثير منهم على شراء الحقائب مرتفعة الثمن، لأن أعمارها "تطول" وتمتد حتى نهاية العام الدراسي في ظل كبر حجم الكتب المدرسية التي اعتاد الطلاب على حملها طيلة أيام الدوام.
ويقدر الاسكافي أبو محمد المصري الذي يستاجر محلا لذات الغاية في الزرقاء قرب المخيم أن أعداد الحقائب التي عمل على ترقيعها وتجديدها قبل نحو أسبوع من بدء دوام الطلبة بـ35 حقيبة مدرسية بشكل يومي، لافتا إلى أن ذلك المعدل هو المتوسط أحيانا يزداد العدد وأحيانا يقل تبعا لإقبال الاهالي.
ومن أبرز ما كان يرقعه المصري في الحقائب بحسب ما قال لـ"السبيل" هي "السحابات" في أعلى الحقائب، إضافة إلى العمل على تغيير "حمالات" الحقائب و"أحزمتها" ووضع رقع أسفل تلك الحقائب كي يخفي التمزقات فيها، وكي تصبح أكثر تحملا للاستخدام في العام الدراسي الجديد.
وتشير أرقام لمؤسسة الضمان الاجتماعي أن 95 في المئة من الأردنيين تحت خط الفقر، إذ تقل دخولهم عن 600 دينار، فيما تقول أرقام دائرة الإحصاءات إن خط الفقر تقع على حدود 680 دينارا حسب مسح نشر في منتصف عام 2010.
ما يعني أن شريحة كبرى من الشعب تقع تحت خط الفقر المطلق، ولم يفلت من الفقر في الأردن سوى 5 في المئة من السكان.السبيل