مرشحون يستعينون ب"الحجابين"
عماد شاهين
13-11-2007 02:00 AM
مكالمة هاتفية سريعة اجريتها قبل كتابة هذه الكلمات مع زميل صحفي والذي بدوره لفت انتباهي الى موضوع هام قد لا يكون قصده كما فهمته وذلك بعد ان ابدى رأيه كتابة باحدى الصحف الاسبوعية الحديثة وقال ان صاحب فكرة الصحيفة اصدرها في هذا التوقيت لخدمة دعايته الانتخابية كونه مرشحا عن احدى الدوائر.زميلي ان ما يحدث من دعاية انتخابية قد فاق حدود العقل والمنطق بعد ان غابت بعض العقول الفكرية والنقدية وطغى المال وهواجس العقل الباطني على السلوكيات والتصرفات حتى كاد الواحد فيهم «ان يحمل في الداخل ضده»، فما بالك بمن استعان بالحجابين والمشعوذين ساعيا من وراء ذلك ليكون ممثلا للشعب الاردني العريق تحت قبة البرلمان متحصنا بالخزعبلات والاكاذيب والنكبات .
ان ما استحدثه بعض المرشحين من سلوكيات انتخابية غير وجه الاردن الجميل فاين تصنف ذلك المثقف صاحب الطرح الايديولوجي العميق لبرنامج اصلاحي موسع يستعين بالحجابين والمشعوذين؟ بل اين تصنف صاحب القلم الجريء والطرح الموضوعي والريادي الذي اتخذ لنفسه زاوية ضيقة في «مقر لاحد المرشحين» الامين والذي بدوره لا يعي او يعرف ما هو الفرق ما بين صلاحيات السلطات الثلاث وتجد من صاحب القلم ينافق ويكذب ويستخدم كل العبارات ومنها المكتنزه بالمعاجم العربية القديمة لخدمة ذلك المرشح من اجل حفنة دنانير قد لا تكفيه ثمنا لاسعار الكتب والمراجع التي اشتراها لتسطير بيان انتخابي لنائب لا يجيد القراءة والكتابة.
زميلي ارى بأن الزمن الذي يختلط فيه المال متساويا مع العقل والفكر ممزوجا بالمشعوذين والدجالين لايصال ممثل للشعب انه زمن رث رجعي عقيم لا تجوز به الانتقادات والنصائح التي ستكون بسعر «سدر كنافة» او «جمعة منسف».
برامج الاصلاح والتغيير حملت من البعض ذات الاسم وخلت من المضمون بحيث اصبحت دلالة الاصلاح تشير الى الاستعانة بارباب السوابق لخدمة بعض المرشحين وحرق مقار منافسيهم، ودلالة التغيير تشير الى طمس جميع الملامح المستنيرة برؤى واستشرافات المشعوذين والدجالين بعد ان اصبحوا الاداة الفاعلة لمستقبل بعض النواب الذين سيحملون في اعناقهم مستقبل الشعب الاردني تحت قبة البرلمان.
استغرب بل استغرب جدا من ان ارى بان بعض برامج المرشحين دعائية لمصالح شخصية لا تكاد ترتقي لمستوى مخاطبة طالب في صفوفه الابتدائية وكان الملقنون «مشعوذين والمتلقين دجالين».
عيد انتخابي لا يعرفه من سرقوا النهار ومن استحبوا الليل والاسرار.. عيد مبتور الفرحة والامل لتنهدات غائبة.. غائمة خائفة وصياحات ما استفاقت على مرشحين عقلانيين .. نعم بعض المرشحين اغتالوا العيد الانتخابي وفرحته ومحبته فالارهاصات اصبحت عالمية ومحلية والتناقضات اصبحت بحجم الايديولوجية الفكرية.. فلم يعد للمناسبات مكان بعد ان اصبح الاختلاف على الزمان.
نعم نحن مستاءون مما يحدث محليا... حكومات بدون استراتيجيات.. اطفال جياع جل حلمهم ملابس جديدة لن تمنحهم اياها اي من الحكومات او برامج المرشحين.
نعم عيدنا الانتخابي حزين فارغ من المضامين بالهموم الداخلية جراء «سخافة» بعض المرشحين والتخبط السياسي والفكري اضحى المواطن الضحية.. حكومتنا لا تناقش ولا تهاون ولا تهادن تسمع فقط تنتقى بالمزاجية وتحول بلغة فردية.. نعم نحن مستاءون من اصحاب الفكر والمثقفين وانصاف المتعلمين.. فالظاهر للاعيان ابلغ من الكلام في هذه الاحيان، وكل ما ننصح به مرشحينا استخدام المشعوذين المحلين توفيرا للعملة الصعبة وشكرا.
الكاتب رئيس هيئة التحرير /صحيفة المواجهة